الرجاء يعتلي عرش الكرة الإفريقية ويوجه أنظاره لكأس العرب

ارتدت شوارع مدينة الدار البيضاء المغربية وشاحا أخضر احتفاء بتتويج فريق الرجاء البيضاوي بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

وخرج آلاف المشجعين مساء السبت إلى شوارع المدينة للاحتفال بهذه الملحمة البطولية على الصعيد القاري.

وجاب الجمهور أحياء وأزقة حي “درب السلطان” وأحياء شعبية أخرى مرددين أغاني وشعارات “الإيغلز” و”الغرين بويز”، تعبيرا عن فرحهم بالفوز، وتخليدا للعاشر من يوليو، الذي سيظل محطة مشرقة في سجل كرة القدم المغربية عموما، وفريق الرجاء الرياضي على وجه الخصوص.

وقد توج الفريق المغربي، مساء السبت بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد تفوقه على فريق شبيبة القبائل الجزائري بهدفين لواحد، في المباراة التي جمعتهما على أرضية ملعب الصداقة بالعاصمة البنينية كوتونو.

تتويج لمسار طويل

في تعليقه على هذا الانتصار، قال أمين مال والناطق باسم فريق الرجاء الرياضي، سعيد وهبي: “هذه النتيجة هي تتويج لمسار طويل. فقد لعبنا 13 مقابلة دون أن ننهزم. فقد سجلتا 16 إصابة ولم تدخل شباكنا سوى إصابتان. فالعزيمة والقتالية التي يتمتع بها لاعبو الفريق وطاقمه التقني، كانتا السبب الرئيس في حصولنا على هذا التتويج”.

واستطرد وهبي في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”: “لا يخفى عليكم أن الجائحة أرخت بظلالها على خزينة فريق الرجاء الرياضي، كما هو الحال بالنسبة للفرق الأخرى. لكن بالرغم من ذلك وفر المكتب المديري السيولة المالية اللازمة، بالإضافة إلى الإمكانيات اللوجستية، لأنه ليس من السهل التنقل لجنوب إفريقيا أو دار السلام وقد فعلنا ذلك في عز شهر رمضان. ولم يكن سهلا أن نتغلب على فريق بيراميدس ذهابا وإيابا”.

الناطق الرسمي باسم الرجاء أضاف أن “هذا الماراثون والمسار الطويل كلل أخيرا بالتتويج. وقد أبان فريق الرجاء على أنه فريق مناضل ويكون دائما حاضرا في المناسبات الكبرى”.

وأكد المتحدث أن “الفريق يستعد الآن لإكمال البطولة الوطنية، ثم كأس محمد السادس للأندية الأبطال، ثم كأس السوبر الأفريقي“. وختم قوله مؤكدا أن “الرجاء الرياضي سيكون في الموعد”.

سجل ذهبي

كرس الرجاء، بظفره بلقب الكونفدرالية، نفسه أكثر الفرق الوطنية حملا لمشعل المغرب في المسابقات القارية، ببلوغه اللقب التاسع.

ويأتي هذا اللقب القاري ليعزز السجل الذهبي لفريق الرجاء الرياضي، الذي يعد واحدا من أكثر الأندية تتويجا برصيد 12 لقبا للبطولة وثمانية كؤوس للعرش وثلاثة ألقاب في دوري أبطال إفريقيا، وثلاثة أخرى في كأس الكونفدرالية “كاف”، ولقب في كأس السوبر، وآخر في الكأس الأفروآسيوية، علما أنه حل سنة 2013 وصيفا لبطل العالم للأندية.

وبالرغم من الإكراهات الصعبة التي واكبت رحلة الخضر إلى البنين سيما بعد تعثرهم على المستوى الوطني في مسابقتي كأس العرش والبطولة الوطنية الاحترافية، فقد تمكنت مكونات القلعة الخضراء بفضل تحليها برباطة جأش مثالية، من التغلب على كل الصعاب، وحققت إنجازا تاريخيا تولد من رحم المعاناة، ونجحت بالتالي في تكريس ريادة كرة القدم المغربية على الصعيد الإفريقي.

في هذا السياق، عبر رئيس اتحاد جمعيات محبي وأنصار نادي الرجاء الرياضي نور الدين بشيشي عن “فخره بالانجاز الذي حققه الفريق البيضاوي الذي رفع راية المغرب عاليا”.

وأضاف: “تتويج الرجاء في مباراة أول أمس مسألة وطنية تهم جميع المغاربة وليس فقط سكان الدار البيضاء أو مشجعي الفريق الأخضر. وقد عرفت عدد من المدن المغربية احتفالات مماثلة، كانت على مستوى عال من التنظيم”.

وأضاف بشيشي في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية: “هذا شرف كبير لكرة القدم المغربية ولفريق الرجاء. وأتمنى أن نسير على نفس المنوال في كأس العرب”.

تهنئة ملكية

أهدى مدرب الرجاء الرياضي، لسعد جردة الشابي، هذا التتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للملك محمد السادس وكافة المغاربة.

وقال المدرب التونسي في تصريح لقنوات محلية، بعد نهاية المباراة: “أنا سعيد جدا، أشكر الملك محمد السادس الذي إتصل بي شخصيا وعبر عن اعتزازه بالرجاء العالمي، وبما قدمه الشباب في بنين، بتشريفهم المملكة المغربية“.

وأضاف الشابي: “دائما ما أقول إن البنية التحتية الموجودة في المغرب، تستحق أن يتوج كل سنة فرقها أبطالا في عصبة أبطال إفريقيا أو كأس الكاف”.

وبدوره قال الناطق باسم فريق الرجاء الرياضي، سعيد وهبي في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”: “نهدي هذه الكأس للملك محمد السادس، ونحن فخورون بالاتصال الهاتفي الذي تلقيناه، بعد فوزنا، وببرقية التهنئة التي أرسلها لنا. ونحن مجندون وراء الملك، ونتمنى أن نكون دائما عند حسن ظنه بنا”.

وكان الملك محمد السادس أول من هنأ لاعبي الرجاء في مكالمة هاتفية، تلتها برقية تهنئة إلى أعضاء نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم بعد تتويج الفريق بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم 2021.

وأعرب الملك، في هذه البرقية، عن تهانئه الحارة للنادي البيضاوي، ولكافة مكوناته من أطر إدارية وتقنية وجمهور، على هذا التتويج القاري المستحق.

وأشاد الملك بهذا الإنجاز القاري الكبير المشرف لكرة القدم المغربية، والذي جاء ليتوج الجهود الدؤوبة التي بذلها أعضاء الفريق، وكذا بما أبان عنه اللاعبون من انضباط وروح تنافسية عالية طيلة أطوار هذه البطولة الإفريقية.

كما عبر الملك عن ثقته في أن هذا الفوز سيشكل حافزا قويا لأعضاء النادي البيضاوي لمضاعفة الجهود وتحقيق المزيد من الإنجازات، لتنضاف إلى رصيده الثري من الألقاب الإقليمية والقارية والدولية.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة