العدد الجديد من “أفكار”.. إبداعات ودراسات يقدمها نخبة من الكتاب
صدر العدد 410 من مجلة “أفكار” الشهريّة التي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنيّة، ويرأس تحريرها د. غسان عبد الخالق، تضمن مجموعة من الموضوعات والدراسات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبة من الكتاب من الأردن وخارجه.
استهلت الشاعرة والأكاديمية الأردنية الدكتورة مها العتوم الكتابة بعنوان “إشكالية الأدب والنقد النسوي: بين الضرورة والمجاملة”، مبينة أن المرأة الكاتبة تطمح إلى اتخاذ مكانها الطبيعي والحقيقي في خريطة الأدب والإنساني والعالمي مثلها مثل الرجل جنبا إلى جنب، ولذلك يصير التأطير من بعض وجوهه ضمن المصطلح وضمن الفئة الجندرية (المبنية على الجنس)، يصير ذلك إقصاء للمرأة وكتابتها من جهة، وتمييزا قد يضع كل ما تكتبه المرأة جيدا كان أم سيئا في سلة واحدة من جهة أخرى، وهو ما لا يرضي طموح الكاتبات المبدعات. ذلك الأمر، يدفع البعض إلى رفض هذا التقسيم، ورفض إدراج كتاباتهن في إطاره مثل لطيفة الزيات وغادة السمان واحلام مستغانمي، وغيرهن من مبدعات عربيات وغير عربيات.
وأضافت؛ “ناضلت المرأة العربية والغربية على حد سواء نضالا طويلا للوصول إلى لحظة الاعتراف بأدبها وبوجودها وبحقها في التعبير وفي التعليم والعمل. ولذلك لا يمكن إنكار التاريخ الرسمي لنضال نساء أردن وإثبات حقهن واحقيتهن في الوجود الإنساني والأدبي، كما لا يمكن إغفال قيمة وجهة النظر النسوية التي قدمت صورة لمنهج أدبي ونقدي يتسم بالاختلاف والانشقاق عن الرسمي والسائد والمتداول، وتوسع هذا نحو أدوات وإجراءات ترتبط بمناهج النقد والأدب المعروفة وهي في الوقت نفسه تشتق لنفسها شكلا خاصا تتميز به عما يجاورها من المدارس النقدية والأدبية، وهو ما صنع هوية خاصة لإبداع المرأة والنقد القائم على هذا الإبداع.
غير أن الواقع العملي والأدبي لحضور المرأة المبدعة العربية بالذات إبداعيا ونقديا ما يزال يتسم بالخلل والتخلف عن نظيره الغربي، ولعل هذا يتصل بشكل أساسي بالخلل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي كذلك، فالمرأة الكاتبة هي امرأة أولا، تدخل إلى عالم الكتابة من هذا الباب الضيق، الذي لا يكون معيار الأدبية هو المعيار الأساس في قبول إنتاجها أو رفضه.
تقول “إليف شافاق”، الروائية التركية في كتابها الرواية المذكرات “حليب أسود”: الكتاب الرجال يجيئون إلى الأذهان ككتاب أولا، ثم كرجال، أما الكاتبات فإنهن إناث أولا، ومن ثم كاتبات”. وهذا مما يضيف عبئا يفرض أحيانا تحت مسمى الأدب النسوي. وفي الوقت الذي تفرض فيه كثير من المبدعات حضورهن بالمستوى الفني والأدبي الذي يقدمنه، إلا أن هذا الحضور يظل في مرتبة ثانية مضمرة أحيانا ومعلنة أحيانا أخرى قياسا إلى إنتاج الرجل المبدع، وهو ما يمكن تلمسه في الدعوات والمهرجانات والمؤتمرات التي تحافظ على “كوتة”، المرأة، لا على حضورها الإبداعي.
كما أن قياس أهمية إبداعها يظل مرتبطا بإنتاج مثيلاتها من النساء المبدعات لا بإنتاج المرأة والرجل على حد سواء؛ وهذا ما يجعل مساحة إبداعها ومنافستها محصورة في النساء، ولا بد أنها بالضرورة مختلفة بسبب جنسها لا إبداعها، وهي بعيدة أو بالأحرى مستبعدة من ساحة الرجال في نهاية الأمر.
وعليه؛ فإن إنتاج المرأة وحضورها الإبداعي والنقدي على مر التاريخ يفرض نفسه، ولم يعد مستهجنا، فاليوم تتقدم المرأة في كثير من المجالات الإبداعية والمعرفية، وصار بإمكان المرأة المبدعة الناقدة أن تعيد قراءة تراثها وحاضرها بوعي جديد تستكمل فيه مكامن النقص وأسباب التغافل عن جهدها ومنجزها، كما أن بإمكانها أن تعيد النظر في الكثير من الأسئلة التي يطرحها عليها المجتمع والعالم، وبالتالي فإن المرأة أولا هي المنوطة بإثبات ذاتها وحضورها وأحقيتها بحريتها من خلال معرفتها العميقة بذاتها وبإمكانياتها وبتاريخها وحاضرها؛ وهذا ما يجعل منها إنسانة أفضل؛ بالتالي من المجتمع الذي تنتمي إليه مجتمعا متوازنا وعادلا وأفضل بالضرورة.
وتضمن العددُ ملفا عن “عبدالعزيز المقالح؛ شاعرا وناقدا ومفكرا”، كتب في الملف على المواد التالية: (تقديم: المقالح: البصمة الممتدة في القافة العربية. د.حكمت النوايسة، أضواء على تجربة المقالح النقدية، د. محمد عبيدالله، عبدالعزيز المقالح: شاعر الأمل والثورة والغضب، محمد معتصم، عبدالعزيز المقالح: شاعر اليمن وضميره الثقافي الحي، د. ضياء خضير، الموت المشتهى في شعر المقالح؛ قراءة في ديوان “يوتوبيا وقصائد للشمس والقمر”، د.أحمد الفراصي، عبدالعزيز المقالح: الرحيل الخالد، د. عصام واصل، أرجحة الشمس، الغربي عمران، المقالح مقدما البردوني، د. أميرة الكولي).
وفي باب دراسات ومقالات: كتب أنس بوسلام “ابن خلدون في الفكر الإسلامي”، محمد أركون ومشروع “نقد العقل الإسلام”، د. عزيز بعزي، “من يكتب التاريخ؟ عندما يكون الشعر المتداول مخالفا للوقائع التاريخية؛ أنشودة رولان نموذجا”، إبراهيم أبو رمان، وكتبت د. زينب العسال عن “التاريخ؛ الملاذ الأخير للدفاع عن الواقع في رواية”، وكتب د. فيصل خليل الغويين عن “قسطنطين زريق (1909-2000)، ملامح من حياته وفكره”، وكتب د. أحمد عبدالرازق محمد عن “المقاتل المملوكي بين النشأة والانهيار. (64-923هـ/1250-1517م)”، وكتب مختار الماجري عن “العلاقات بين الصور البيانية في نظرية عبدالقاهر الجرجاني-حدود التقاطع/حدود التداخل”، عبدالحميد محمد الراوي كتب عن “حضارة العرب في الأندلس”، وعن “النزعة الإنسانية في كتابات الجاحظ”، كتب رتاد الطريفي، وعن “الأسطورة وحضارة الإنسان”، كتب د. أحمد يحيى علي، وعن “بلاغة التوازي في الشعر العربي؛ من صنعة الشكل إلى كثافة المعنى، للكاتب عبدالغني عارف”، كتبت مها بنسعيد، وعن “الاستعارة من البيان الأرسطي إلى البلاغة العربية؛ جدل النشأة وأصالة المفهو”، كتب د. الخامس مفيد، عن “جابر عصفور؛ والسفر عبر دلالات خارج النص”، كتب عمر إبراهيم محمد.
أمَّا في باب “إبداع” قصائد لـ: أبو زيد إسماعيل “ضفيرة من شعر عمان”، “لا تقاتل” هازار محمد الدبابية. “ما هذا الحضور؟” محمد ياسين، “بدء البداية” محمد عباس داود، “تحت جنح النهار”، علي خيون، “الوشم”، محمد السماعنة، وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحلية والعالمية كتب محمد سلام جميعان في باب “نوافذ ثقافية”.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.