الكورة: صعوبة تصريف الإنتاج تهدد بإغلاق مزارع “حليب أبقار”
إربد- يواجه أصحاب مزارع تربية وإنتاج حليب الأبقار في لواء الكورة بمحافظة إربد، معضلة في تسويق إنتاج مزارعهم اليومي من الحليب، وسط تحديات ارتفاع كلف الانتاج، وفق ما أكده أصحاب مزارع قالوا، “إن استمرار الأوضاع قد تدفع بالعديد منهم الى العزوف عن تربية الأبقار وبيعها او اغلاقها.
واضافوا ان كلف الانتاج ارتفعت خلال العامين الماضيين، فيما استمرت اسعار بيع الحليب على ما هي عليه، مدللين على ذلك بارتفاع اسعار مادتي الذرة والصويا التي تدخل في تصنيع الأعلاف بنسبة 100 %، في مقابل ندرة المراعي التي من الممكن حال توافرها التخفيف من شراء الاعلاف.
وأشاروا إلى أن وجود مصنع للألبان من اجل تحويل الحليب إلى منتجات أخرى كالاجبان والألبان وحفظه في ثلاجات خاصة في حال عدم القدرة على بيعه وعدم إتلافه، قد ينقذ المزارعين ويمكنهم من الاستمرار في تربية الابقار.
ويقول المزارع محمد المستريحي، “كنت املك عشرات الأبقار قبل عام، لكنني اضطررت لبيع عدد منها بسبب فائض الإنتاج اليومي من الحليب وعدم قدرتي على تسويقه”، مضيفا “هناك ارتفاع بأسعار الأعلاف بنسبة وصلت الى الضعف، وهو ما يزيد من كلف الانتاج ويعقد الامور اكثر”.
واعتبر أن وجود مصنع في لواء الكورة لتصنيع الألبان بات ضرورة ملحة في الوقت الحالي بسبب اعتماد عدد كبير من المواطنين على الزراعة في ظل عدم وجود وظائف في القطاع الحكومي والخاص وأصبح سكان اللواء يلجأون إلى إنشاء مشاريع صغيرة ومنها مزارع انتاج حليب الابقار.
وأكد المزارع علي الشريدة انه يملك مزرعة تضم عددا من الأغنام والأبقار، ويواجه صعوبة في تصريف الحليب بسبب وجود فائض يومي في الإنتاج، ما يضطره إلى تصنيع الحليب وتحويله إلى ألبان في منزله وبيعه للمواطنين.
وأشار إلى انه يصدر بعض منتجاته إلى بعض مصانع الحليب في مناطق مختلفة في المملكة بأسعار متدنية مقارنة بالسعر المتداول في السوق المحلي وهو نصف دينار لكيلو الحليب، مؤكدا انه ومع ارتفاع أسعار الأعلاف في الآونة الأخيرة باتت تربية المواشي غير مجدية.
وطالب الشريدة بضرورة تبني الجهات الحكومية لمشروع إنشاء مصنع في محافظة اربد لخدمة مربي المواشي في ظل وجود كميات كبيرة من الحليب تنتج يوميا، مشيرا إلى أن محلات الألبان المنتشرة في الأسواق هي من تقوم بشراء الحليب وتحويله إلى منتجات أخرى.
في ذات السياق، اعد المهندسان المعماريان من لواء الكورة محمد حازم مهيدات و ياسر صالح بني بكر دراسة متكاملة لإنشاء مشروع مصنع ألبان في منطقة سموع في اللواء لخدمة مئات المزارعين الذين يعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي.
وحسب الدراسة أن المشروع الذي سينفذ على مساحة (4400) متر مربع في منطقة تقاطع شارع سموع جنين الصفا سينهي معاناة المزارعين مع مشكلة فائض إنتاج الحليب اليومي، من خلال تحويل الحليب إلى مشتقات أخرى كالألبان والأجبان وأي مواد أخرى وحفظه في ثلاجات تخزين موجودة في المصنع.
ووفق المهندسين، انه وبالإضافة إلى حل مشكلة فائض الإنتاج فان المشروع سيوفر فرص عمل للعديد من المتعطلين عن العمل، إضافة إلى تدريب المزارعين على أفضل طرق تربية المواشي.
وأضافا أن المشروع سيوفر مشتقات الحليب في عبوات خاصة يمكن بيعها إلى المحلات التجارية والمولات الكبرى، مؤكدين أن هناك كميات كبيرة من الحليب يضطر أصحابها الى سكبها في الشارع نظرا لعدم قدرتهم على تصريفها.
وأشارا إلى أن المشروع سيحافظ على منتجات المزارعين وخصوصا في ظل ظروف استثنائية كفصل الشتاء وجائحة كورونا والإغلاقات التي حدثت سابقا والتي اضطر خلالها المزارعون إلى إتلاف الحليب نظرا لعدم قدرتهم على تصريفه فيما لا يمتلك أي مزارع آليات تصنيع الحليب لغايات حفظه لفترات طويلة.
وأضافا مهيدات وبني بكر ان التصميم اخذ بالاعتبار نشاط المنطقة اقتصاديا، بحيث يتم إقامة كراج يفصل مدخل ومخرج الزوار عن مدخل ومخرج شاحنات الاستيراد والتصدير، من اجل انسياب حركة الشحن بكل سهولة ويرفع وتيرة النشاط التنموي والقوة الشرائية.
وأوضحا، أن مساحة المصنع الإنشائية ستوفر أماكن للإنتاج والتصنيع، ومعرض المنتجات وكافيتريا، وقاعة لدورات متخصصة للمزارعين، ومستودع مضخات للمياه الجوفية الموجودة بالقرب من المشروع.
وقالا إن من أهداف المشروع الأخرى إحياء شجرة القينوسي التاريخية في المنطقة وتعريف الزوار بها وبتاريخها، والتقليل من مشكلة انهيار الطريق القريبة من موقع المشروع والمؤدية “لعيون الحمام”، بسبب زيادة نسبة المياه الجوفية تحت الطريق، وذلك عن طريق سحب هذه المياه واستغلالها في المشروع.
يشار إلى أن مزارع الأبقار المرخصة في لواء الكورة تبلغ حوالي (37) مزرعة، وعدد رؤوس الأبقار نحو (2400) رأس، في حين يتجاوز الرقم أكثر بكثير وخصوصا وأن هناك مزارع غير مرخصة، وتقدر كمية الحليب المنتجة يوميا في اللواء بنحو 20 طنا يوميا، ناهيك عن الحليب المنتج من الأغنام.
واستحوذت محافظة إربد في آخر نتائج مسح لمزارع الأبقار المنظمة في الأردن على نصف عدد مزارع الأبقار، والبالغ عددها 1211 مزرعة منها 982 مزرعة عاملة و 229 غير عاملة.
وبينت نتائج المسح الذي أجرته الجهات المعنية أن حوالي ثلثي مجموع مزارع الأبقار المنظمة قد تركز في إقليم الشمال و 34.6 % في إقليم الوسط.
وقال مدير زراعة اربد الدكتور
عبد الوالي الطاهات، ان مسؤولية انشاء مصنع للألبان مع مسؤولية القطاع الخاص وان الوزارة على استعداد لتبني أي دراسة جدوى اقتصادية من شأنها إقامة مصنع في إربد.
وأكد الطاهات أن مزارع الأبقار تنتشر في كافة مناطق المحافظة، وهناك كميات كبيرة تنتجها المحافظة من الحليب يوميا، مشيرا الى ان وجود مصنع من شأنه حفظ الإنتاج بطريقة لا تعرضه للتلف في حال كانت كميات الإنتاج كبيرة.
أحمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.