جمعية حلاوة الخيرية ومجلس القرى الصحية ينظمان ندوة حول البعد الأثري للمكان
=
الدكتور ملحم يدعو للحفاظ على المواقع الأثرية ،وتصحيح المفاهيم الخاطئة تجاه التاريخ.
المؤرخ نجادات:الأردن وشعوبها الأكثر ذكرا في الكتب المقدسة .
الباحث القضاة يدعو لتشكيل حراك إيجابي مع إنطلاق الموسم السياحي في عجلون.
========================
كتبت يسرى أبو عنيز
برعاية مدير ثقافة عجلون الأستاذ سامر فريحات ،وبتنظيم من مديرية ثقافة عجلون ،وبالتعاون مع جمعية حلاوة الخيرية ومجلس القرى الصحية في منطقة حلاوه عقدت في الخامسة من مساء يوم أمس ندوة حول البعد الأثري للمكان وربطه بدور الثقافه في تعزيز أطر التنمية في مناطق الشفا/منطقة حلاوه.
وشارك في الندوة التي بدأت بالسلام الملكي ،وآيات من الذكر الحكيم تلتها الطالبة في مدرسة حلاوة الثانوية للبنات ساره ياسر البعيرات ،وهي إحدى الحافظات للقرآن الكريم في منطقة حلاوه ،حيث تحدث في الندوة مدير آثار عجلون الدكتور اسماعيل ملحم ،والمؤرخ الدكتور إيهاب نجادات ،والناشط الإجتماعي الأستاذ سليمان القضاة.
وتناول مدير آثار عجلون الدكتور اسماعيل وبشكل رئيسي خلال حديثه ما كشفت عنه الأعمال الأثرية الحديثة التي أجرتها دائرة الآثار العامة الأردنية في وادي زقيق الواقع قرب بلدة حلاوة عن مخلفات أثرية مهمة من العصر البيزنطي ،والتي تتمثل بالكشف عن أرضيات فسيفسائية لكنيسة في خربة الطنطور تؤرخ لحوالي سنة 525 ميلادي .
وبين الدكتور ملحم أن هذه الأرضية تتضمن نقشا كتابيا يذكر اسم بلدة حلاوة بلفظ(كلاوة) وجدد بنات هذه الكنيسة سنة 642 ميلادي مع بداية الفتح الإسلامي للمنطقة.
وأشار مدير آثار عجلون أن التنقيبات منذ عام2021 ميلادي كشفت عن أرضيات فسيفسائية لعناصر هندسية ونباتية وطيور وأسماك في بقايا بيت ريفي في سفح وادي زقيق يؤرخ لنهاية القرن السادس وبداية القرن السابع ،حيث عملت دائرة الآثار العامة على صيانته وترميمه.
وتحدث الدكتور اسماعيل ملحم عن الأهمية الأثرية لموقع مار الياس وضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية من قبل المجتمع المحلي،وأهمية الثقافة الأثرية في تصحيح المفاهيم الخاطئة تجاه فهم التاريخ،محذرا في الوقت نفسه من القصص المأخوذة من التوراة،لكونها عبارة عن أساطير ولا علاقة لها بتاريخنا.
أما المؤرخ والمحاضر في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور إيهاب نجادات فقال إن الأردن وشعوبها ذكرت أكثر من غيرها في الكتب المقدسة كأرض ونهر وأسماء شعوبها ،كما ذكرت عجلون وجبلها ومدنها من خلال إسمها القديم وهو بلاد جلعاد المقدسة والمدن العشرة لاحقا.
واستعرض المؤرخ نجادات الحضارات في جبل عجلون قبل الميلاد ومنها حضارة العماليق الحبابرة(عرفوا بإسم الزمزميون)ومن أهم أثارهم في شمال المملكة ،ومنطقة عجلون هي الصخور الكبيرة المسماة بالدولمنز،وعرفوا أيضاً بإسم الزوزيون،وهناك من يقول أن لطول قامتهم علاقة بالإسم .
كما تحدث المؤرخ الدكتور إيهاب نجادات عن أهمية منطقة محنا(محنايم) المدينة الكبيرة الجميلة المحاطة بالغابات من كل اتجاه ومذكورة في التوراة أنها كانت مسكن لسيدنا يعقوب ثم مدينة الملجأ لسيدنا داوود عليه السلام ،كما زار سيدنا عيسى عليه السلام وأمه منطقة عنجرة.
وأوضح المؤرخ نجادات أن في منطقة حلاوه كنيستان أثريتان حيث قرأ فوزي زيادين من دائرة الآثار العامة منها نقشين الأول يشير إلى الكنيسة المقدسة في منطقة (كلاوة)،أما النقش الثاني في وادي زقيق ،كما عثر على نقش آخر في الطرف الغربي من الصحن،ووفقا للباحث زيدون المحيسن فإن بناء الكنيسة يكون سنة642 ميلادي حيث ورد في هذا النقش إسم الكاهن سابينوس،وذكر إسم نفس الكاهن في كنيسة ديرمسمار في راجب،كما يلاحظ تكرار ذكر المتبرعين من سكان وأهل المنطقة لبناء الكنائس وليس من السلطة الحاكمة حيث كان ينتشر الدين المسيحي قبل مجيء الإسلام .
أما الناشط الإجتماعي والباحث الأستاذ سليمان القضاة فأستعرض الآلية لإقامة مشاريع تنموية ،وإنتاجية في محافظة عجلون بشكل عام،ومنطقة حلاوة بشكل خاص،ومنها زيت الزيتون،حيث أن هناك شركات تأتي إلى عجلون وتتضمن الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون لتبيع إنتاجها خارج الأردن وبأسعار عالية.
وأشار الباحث القضاة بأن سكان منطقة حلاوه جميعهم من المنتجين وعلى كافة الصعد،لذا لا بد من تطوير هذه الأعمال،وإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة،وحتى الكبيرة لتوفير فرص عمل،وتشغيل الشباب ،داعيا إلى ضرورة الإهتمام بالبعد السياحي والأثري في منطقة حلاوه لإقامة مشاريع للحد من الفقر والبطالة،وإعادة إنتاج منطقتنا سياحيا وأثريا.
وبين الناشط والباحث القضاة أن لكل منطقة من مناطقنا حكاية ولا بد من تكاتف الجهود لتشكيل حرام إيجابي مع إنطلاق الموسم السياحي،ليس في حلاوة فحسب بل في كل مناطقنا،وقرانا في محافظة عجلون.
وتخلل الندوة التي أدارها،وأدار الحفل الدكتور متعب نجادات كلمة لرئيس جمعية حلاوة الخيرية الأستاذ يوسف نهار العرود رحب من خلالها بالحضور،وقدم شكره للمشاركين،ولراعي الحفل مدير ثقافة عجلون الأستاذ سامر فريحات، مؤكدا بأن التاريخ هو متاح الحضارة من فكر وأدب وفن وسيبقى التاريخ لنا،لأن هذه المنطقة كانت ولا تزال محط أنظار الجميع.
كما قدم راعي الحفل مدير ثقافة عجلون الأستاذ سامر فريحات شكره للقائمين على الندوة ،وللمشاركين في الندوة على هذه المعلومات القيمة التي تمدنا بالعزم،وأهمية الموضوع الذي تم طرحه ومناقشته من قبل المشاركين،وللحضور على مشاركتهم الفعالة.
وأضاف فريحات أن في هذه المنطقة تميز ثقافي،وان مديرية ثقافة عجلون ستستمر في تقديم ما يهم الثقافة والتراث والسياحة ،كما دعا لحفظ الثقافه والآثار،والبعد الثقافي لأي مكان والذي يرتكز عليه كل شيء.
وفي نهاية الندوة والحفل الذي عقد في قاعة البلدية في منطقة حلاوة قام راعي الحفل بتكريم المشاركين في الندوة بدروع تذكارية وهم مدير اثار عجلون الدكتور اسماعيل ملحم ،والمؤرخ الدكتور إيهاب نجادات ،والناشط الإجتماعي والباحث سليمان القضاة ،والصحافية يسرى أبو عنيز،كما قام رئيس جمعية حلاوة الخيرية ومجلس القرى الصحية في منطقة حلاوه بتكريم مدير ثقافة عجلون الأستاذ سامر فريحات على جهوده،كما توزيع شهادات تقدير من مجلس القرى الصحية في منطقة حلاوه على القائمين على الندوة.
التعليقات مغلقة.