شَهيدُ الفَجْرِ والفَخْرِ النّقيبِ «مُحَمَّد ياسين خضيرات
د. أكرم جميل قُنبس/ شاعر من سوريا مقيم في الإمارات
على قِمَمِ الأَمْجادِ حَطَّتْ رَواحِلُهْ *** وَرَوَّتْ قُلوبَ العاشِقينَ مَناهِلُهْ
تَحَدَّرَ في العَلْياءِ نُوْراً مُبارَكاً *** كَبَدْرٍ تَسُرُّ النّاظِرينَ مَنازِلُهْ
يُباهي بِهِ الأُرْدُنُّ سَيْفاً مُجَرَّداً *** تُسابِقُهُ نَحوَ المَعالي شَمائِلُهْ
بِآلِ «خُضَيْراتٍ» غَذَتْهُ شَهامَةٌ *** على حَدِّها المَسْنونِ فاحَتْ نَوافِلُهْ
«أَبو نَغَمٍ»، أَنْعِمْ، وَأَكْرِمْ بِآلِهِ *** وَفي كُلِّ مِقْدامٍ سَقَتْنا مَراجِلُهْ
«أَبا نَغَمٍ» يا سَيْفَ أُرْدُنِّنا الَّذي *** بِهِ زادَ فَخْراً يَوْمَ ذادَتْ جَحافِلُهُ
يَصُدُّ فُلولَ المارِقينَ بِهِمَّةٍ *** وَتَأْبى ظَلامَ العابِثينَ مَشاعِلُهْ
فَما هُوَ إِلّا لَيْثُ مَجْدٍ وَعِزَّةٍ *** على دَوْحِنا الفَيْنانِ غَنَّتْ بَلابِلُهْ
وَصانَ حِمى الأَوْطانِ مِنْ كُلِّ عابِثٍ *** وَمِنْ كُلِّ أَفّاكٍ غَزَتْنا رَذائِلُهُ
وَقَدَّمَ لِلْأُرْدُنِّ نَبْضَ شَبابِهِ *** وَنَسْرُ المَنايا بَيْنَ جَفْنَيْهِ حامِلُهْ
نَعَتْهُ عُيونُ الفَجْرِ والفَخْرِ باسِلاً *** وَقَدْ عَزَفَتْ لَحْنَ الجِراحِ أَنامِلُهْ
شَهيداً مَضى في جَحْفَلِ المَجْدِ، ذائِداً *** عَنِ الأَهْلِ، وانداحَتْ بِنُوْرٍ مَعاقِلُهْ
لَقَد عَشِقَ الأَوْطانَ حُبّاً يُجِلُّها *** وَسَيْفاً شَهيداً كَفَّنَتْهُ حَمائِلُهْ
فَمَنْ ذا يُجاريهِ بِإِحسانِهِ الَّذي *** أَفاضَتْ على الدُّنيا أَماناً سَنابِلُهْ
لَهُ في جِنانِ الخُلْدِ دَوْحٌ يُظِلُّهُ *** وَصُحبَةُ أَخيارٍ بِها فازَ ساحِلُهْ
لَقَدْ تَرَكَ الفِلْذاتِ فِلْذاتِ كَبْدِهِ *** يَتامى، أَلا فَلْيَشْرَبِ الكَأْسَ قاتِلُهْ
سَيَبْقى إِلى الأَجيالِ أُنْشودَةَ الفِدا *** فَمِنْ بَعدِ بَذْلِ الرُّوْحِ مَنْ ذا يُفاضِلُهْ؟
لَقَدْ جادَ في دُنْياهُ حَتَّى يُظِلَّنا *** بِأَمْنٍ، فَمَنْ في المَكْرُماتِ يُطاوِلُهْ؟
التعليقات مغلقة.