عجلون : امسية رمضانية بعنوان القيادة الملهمة

انطلقت كل يوم سبت منذ بداية شهر رمضان المبارك أمسيات رمضانية لشباب وشابات الأردن عبر تقنية الاتصال المرئيZOOM يشارك فيها سمو الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي النعيمي من دولة الامارات العربية المتحدة حيث يتناول تجارب وبرامج مجتمعية وبيئية وقيادية لتشجيع الشباب والمجتمع.
وفي ألامسية التي نظمت السبت الفائت تحدث سمو الشيخ النعيمي عن السراج الاخضر، الذي يتضمن تجاربه الشخصية ومواقفه وكيف اثرت في حياته، وما تعلمه من قدوات حوله واستثمرها في الهام من حوله، واستخدمها ليكون شخص فاعل ومتفرد في مجتمعه ووطنه.
كما تحدث عن القيادة الملهمة وما ترتكز عليه مثل العطاء والمبادرة والقدرة والقدوة والحكمة وغيرها، ودور هذه القيادة لرفع الهمم بين الناس وكسر الحواجز النفسية كالخوف والتردد للتقرب من الآخرين وذلك باستحضار الود والالفة والمحبة، وصناعة اللحظة والاثر والأجر. وتفعيل الروابط والتجسير بين الاشياء والثقافات والشعوب، والتركيز على التعلم من المهد الى اللحد لصنع قائد ملهم داخل المنزل وخارجه، وغرس الثقة بين الشباب لتحويل وتفعيل افكارهم إلى أفعال وأعمال وزرع الثقة الاستثنائية.
وبين سمو الشيخ النعيمي أن مفهوم القيادة الملهمة قد تختلف من شخص لآخر حسب خبرته واعتقاده وعلمه، ولكن محورها الاساسي العطاء بلا حدود واخراج أفضل ما لدى الآخرين من قدرات ومواهب. هنالك مجموعة من القدرات والمواهب التي تم دراستها علمياً بعناية فائقة من خلال خبراء في العلوم الانسانية والاجتماعية والنفسية والقيادية. وهذا النوذج تم تصميمه من قبل مركز الدراسات “غولب” لقياس واكتشاف نقاط القوة لدى الاشخاص. ومجموعة 34 قدرة وموهبة، مشيرا في هذه الامسية الى خمس مواهب أو قدرات، وهي القمم والمنشط والتجسير والمتعلم والثقة الاستثنائية.
فموهبة القمم “ماكسيمايزر”: التركيز على نقاط القوة كوسيلة لالهام وتحفيز التميز أو التفرد الشخصي وكذلك السعي بجهد إلى تحويل من شيء أو اشياء قوية إلى شيء أو إلى اشياء اقوى وبشكل مذهل وهذا يساعد إلى اخراج افضل ما لدى الانسان من قدرات مخزونة وتسخيرها لحياتهم ولعملهم.
والموهبة الثانية هي المنشط Activator: وذلك لجعل الاشياء تحدث من خلال تحويل الافكار إلى افعال واعمال. ومثال ذلك عرض مشروع حملة “رمضان أمان” الذي حول فكرة توزيع علب فيها وجبة خفيفة على السائقين قبل وقت الافطار بدقائق لمنع الحوادث في الطرق الناجمة عن سرعة السائق الزائدة للوصول قبل الاذان، والتي بدأت بسيطة في مدينة واحدة ومن ثم ثلاث مدن وبعدها دولة، والان اصبحت الحملة في ثمان دول قبل جائحة كورونا. وباذن الله ستستمر باسلوب مختلف تتواكب مع اجراءات السلامة.
والموهبة الثالثة الترابط أو التجسير؛ أي الايمان بالروابط والعلاقة بين كل الاشياء أو بين الاشخاص. قد تكون معلومات أو مصادر أو طاقات مشتتة، فكيف نربطها بشكل متكامل أو بربط الاحداث من الماضي لشرح الواقع باستشراف المستقبل، وذلك للمساعدة في اتخاذ القرار الحاسم أو الصائب. لذلك كل حدث وفيه درس أو عدة دروس وعبر ليكون لنا معلم وموجة وطريق بفتح امكانات متعددة.
والموهبة الرابعة المتعلم، أي الرغبة الكبيرة في التعلم والاستمرار في التحسين والتعلم من المهد الى اللحد ومن المحبرة الى المقبرة. وضرب مجموعة امثلة ومنها القدوة في المنزل. والآباء أو الأمهات مع الابناء والبنات في الاعمال التطوعية في خدمة الناس وغيرها من الأعمال. وفي كل بيت يمكن صنع قائد ملهم بوجود القدوة سواء الاب او الام او الاخوة او من الاقارب والاصدقاء القريب أو البعيد. ومن الامثلة التي تم ذكرها اطلاق المبادرة العالمية من عدة سنوات عن الشباب والمياه، التي تم مشاركة حوالي50 الف شاب وشابه من طلاب المدارس في العالم لوضع تقرير عن تحديات المياه التي يواجهونها في بلدانهم وآثارها بسسب التغيرات المناخية والتلوث، وتقديمها لمتخذي القرار في كوب 22 الذي كان في المغرب. فعلا الأرض تعتبر قاعة دراسية متكاملة لجميع المعارف والعلوم والابداع.
والموهبة الخامسة الثقة الاستثنائية؛ فليس المقصود هنا تقدير الذات أو الثقة بالنفس وإنما اضافة جديدة وهي أعلى منهما، فهي القدرة على ادارة وضبط الحياة للشخص، وصاحب هذه الموهبة يمتلك بوصلة بداخله تمنحه الثقة في اختيار القرار الصائب. وتم ذكر البرامج التي يقدمها في اكاديمية الشيخ الأخضر لتدريب وتعزيز الثقة الاستثنائية.
وفي ختام الأمسية التي إدارتها( الميسرة ) الناشطة الشبابية وعد الزغول اكد سمو الشيخ النعيمي لا يوجد قدرات كاملة ولا ناقصة، ولكن المتوفرة لديك قد تحتاج إلى تدريب أو تحسين أو تركيز لرفعها، وتتكامل مع الآخرين لتكون قيادة ملهمة مشتركة، فالعمل لوحدة لا يكفي والقيادة الملهمة ايضا لوحدها لا تكتمل ،قل ان صلاتي ونسكي ومماتي ومحياي لله رب العالمين. فيجب اخلاص النية لله والتوكل عليه ثم التجهيز اللازم من قدرات وموارد وعلاقات وخبرات وعلوم وتطبيقها في أرض الواقع بحكمة وصبر.

– الدستور – علي القضاة