عجلون: توزيع الأحطاب المصادرة على الفقراء يحد من السرقات

يرى أهال في محافظة عجلون، أن عملية بيع الأحطاب المتجمعة في محطات الحراج لدى مديرية زراعة المحافظة، بأسعار مخفضة للسكان وتوزيع جزء منها على الاسر الفقيرة، سيساهم بالحد من التعدي على الغابات، ويقلل من شهية مافيات التحطيب التي تبيعها بأسعار مرتفعة، يصل فيه سعر طن الحطب إلى زهاء 150 دينارا.
وأكد الناشط البيئي علي القضاة، ضرورة أن يقتصر بيع وتوزيع الأحطاب المتجمعة، والناتجة عن الضبوطات والمصادرات، أو تنفيذ المشاريع وفتح الطرق، على أبناء المحافظة، لاسيما الأسر الفقيرة، مبينا أن استفادة سكان المحافظة والفقراء من هذه الأحطاب وشرائها بأسعار مناسبة، يسهم بالمساعدة في تزويده خلال الشتاء بمصدر تدفئة، كما يسهم بالحد من ارتفاع أسعار الحطب، والذي من شأنه أن يشجع مافيات التحطيب ويزيد من طمع أفرادها، وبالتالي ارتفاع حالات التعدي على الثروة الحرجية.
ويقول حسين محمد، إن الأسر الفقيرة تبدأ في مثل هذه الأوقات من السنة في المحافظة، بجمع ما يستطيعون إيجاده من أحطاب جافة للاستعانة بها في التدفئة عن طريق مواقد الحطب في فصل الشتاء، خصوصا في ظل عجزهم عن شراء الوقود.
وزاد، إن كثيرا من السكان، ينشطون بالبحث عن الأحطاب والاخشاب اليابسة لاستخدامها للتدفئة، مؤكدا أنها تشكل لهم وسيلة وحيدة في ظل عدم قدرتهم المادية على شراء انواع الوقود المستخدمة في التدفئة.
ويقول أحمد يوسف، إن كميات الأحطاب التي تجري مصادرتها وجمعها والتحفظ عليها في محطات الحراج، تقدر بمئات الأطنان سنويا، داعيا إلى ضرورة اقتصار بيعها لسكان المحافظة، بحيث يجري بيعها لهم بأسعار مخفضة، وتوزيع بعضها للأسر الفقيرة التي لا تجد وسيلة تدفئة خلال الشتاء.
وزاد إنه وبرغم الإجراءات المتخذة وتشديد رقابة الجهات المعنية بحماية الغابات، وانخفاض تلك الحوادث مقارنة بالأعوام السابقة، ما تزال هناك حالات تعد، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار محروقات التدفئة، تفتك بغابات عجلون بين الحين والآخر، متسببة بخسائر في تلك الثروة لا يمكن تعويضها.
وأكد أن بيع وتوزيع الكميات المصادرة لسكان المحافظة، وتوزيع بعضها للفقراء سيحد من حالات التعدي، ويحد من شهية مافيات التحطيب التي تبيع الطن الواحد بزهاء 150 دينارا لتلك الأسر.
يشار إلى أنه جرت العادة أن يتم بيع الأحطاب التي تجمعها مديرية الزراعة من مخلفات الحرائق والإنشاءات وفتح الطرق، أو التي تجري مصادرتها، الى المواطنين الأشد فقرا، بأسعار رمزية، لكن بعض هذه الكميات تباع خارج المحافظة.
كما تلجأ أعداد كبيرة من السكان لاستخدام مادة الجفت في التدفئة وبعض الملابس والأحذية والإطارات القديمة، برغم التحذيرات البيئية من آثارها السلبية.
ووفق تأكيدات المديرية، فإن حالات التعدي على الغابات انخفضت بشكل ملحوظ العامين الماضي والحالي مقارنة بالأعوام السابقة.
وكشف مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي في تصريحات إعلامية مؤخرا، أن كشوفات قسم الحراج في المديرية، اظهرت أن 343 طنا من حطب عجلون، بيع خارجها العام الماضي، بحيث لم يحظ سكان المحافظة من الحطب إلا كميات قليلة، مشيرا إلى مراجعة سجلات ورخص النقل في قسم الحراج، وبطلب وحرص من وزير الزراعة خالد الحنيفات، حيث أظهرت السجلات تلك الارقام.
وزاد أن الحنيفات، اكد أن حطب عجلون سيقتصر بيعه وتوزيعه داخل المحافظة، ولن يسمح تحت أي ظرف ببيع أي طن خارجها، وذلك بهدف مساعدة الشرائح الفقيرة ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية.
وبين الخالدي أنه يوجد في محطة حراج اشتفينا حاليا زهاء 120 طنا من الأحطاب التي صودرت والمشاريع الاستثمارية وأعمال التقليم التي يقوم بها العمال حاليا تبلغ قيمتها زهاء 7 آلاف دينار.
وأشار إلى مخاطبة وزير الزراعة بذلك لأخذ موافقة من مجلس الوزراء لتوزيعها على الاسر الفقيرة ومنتفعي صندوق المعونة، وفق آلية تحدد لهذه الغاية.
وكشف انه جرى تحرير 32 ضبطا منذ بداية العام الحالي بحث معتدين على الحراج، ما يؤكد أن هناك تراجعا واضحا في الاعتداءات على الثروة الحرجية، جراء أعمال المتابعة والتفتيش الميداني، بالتعاون مع الشركاء الأجهزة الأمنية والإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة.
وثمن تعاون ودعم محافظ عجلون سلمان النجادا لجهود المديرية وكوادرها وأجهزتها.
ولفت الخالدي الى اتخاذ إجراءات إدارية وفنية في المديرية والميدان، لضبط ايقاع العمل والمتابعة، مؤكدا أنه لن يجري التهاون مع أي مخالف، كما لن يسمح بالتطاول على كوادر الزراعة ممن يحملون صفة الضابطة العدلية، من طوافين ومأموري حراج ودوريات ومراقبين.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة