عجلون: موجات الصقيع تحرم المزارعين من بذار حبوب الحمص

لتخوفهم من موجات الصقيع، وبعد تجارب في مواسم سابقة، بحيث كانت تلك الموجات قد أتلفت بذارهم، خصوصا محصول الحمص، يضطر مزارعون في محافظة عجلون إلى محاولة تأخير عملية البذار، حتى ترتفع درجات الحرارة، ليتجنبوا حالات الانجماد التي تتلف تلك البذار لإصابتها بـ”اللفحة”.
إلا أن هؤلاء باتوا يواجهون عائقا آخر، إذ أصبحوا غير قادرين على حراثة المساحات الزراعية، لوجود الرطوبة العالية في التربة، واستمرار توالي المنخفضات والأمطار الموسم الحالي.
وتطمئن “زراعة المحافظة” المزارعين بأن الفرصة ما تزال ممكنة، مؤكدة أنه ما يزال هناك متسع من الوقت لحراثة الأراضي وزراعة حبوب الحمص.
ويرى العديد من المزارعين الذين اعتادوا زراعة أراضيهم بالحمص أنها مجدية لهم، سواء باعوا جزءا منها وهي خضراء، أو خصصوا قسما منها لتجفيفه وتسويقه بأسعار مجدية.
ويؤكدون أن هذه البذار شديدة التأثر بموجات الصقيع، إذ تسببت لهم في مواسم سابقة بخسائر تقدر بآلاف الدنانير في حال تم زراعتها مبكرا مع بدء موسم الشتاء، وحتى في المناطق الشفا غورية، ما اضطرهم لتأخيرها لتفادي إصابتها باللفحة وتلفها.
ويقول المزارع أحمد الفرح إن كثيرا من المزارعين لم يتمكنوا هذه الأيام من حراثة مساحات زراعية شاسعة اعتادوا زراعتها بحبوب الحمص، عازيا ذلك إلى ارتفاع رطوبة التربة الذي يتعذر معه حراثتها، وهذا مرده إلى تحسن الموسم المطري وتوالي المنخفضات خلال فترات قليلة ومتلاحقة بحيث لا يمكن بينها حراثة الأرض لعدم جفافها بالشكل المطلوب.
ويوضح أحمد اليوسف أن كثيرا من المزارعين باتوا يتجنبون بذر حبوب الحمص مبكرا لضمان عدم تأثرها بموجات الصقيع التي تؤدي إلى تلفها وتسبب لهم خسائر كبيرة لا يمكنهم تحملها، ما يضطرهم لتأخيرها إلى ما بعد أربعينية الشتاء التي تشهد انخفاضات شديدة على درجات الحرارة.
إلا أن الكميات التراكمية للأمطار التي هطلت على المحافظة دفعت مزارعين آخرين للقيام بزراعة أشجار مثمرة، كالزيتون والعنب والتفاحيات والحمضيات واللوزيات وغيرها الكثير، مستبشرين بتحسن الموسم المطري، الذي تعتمد عليه زراعاتهم البعلية من الزيتون، ومختلف الأشجار البعلية، والكثير من أنواع المحاصيل الحقلية والحبوب التي بذروها مبكرا.
وقال المزارع محمد عيد، إن الأمطار الموسم الحالي، حفزت مزارعي المحافظة على استثمار مساحات زراعية شاسعة بزراعة الحبوب المبكرة، كالفول، الى جانب أنواع أخرى من البذار والأشجار المختلفة، مؤكدا أن الأمطار المتوقعة الشهر الحالي، تطمئن قلوبهم على موسم مطري جيد، وتمنح الدافعية للكثير من المزارعين لتحين الفرص مع ارتفاع درجات الحرارة ليتمكنوا من حراثة المساحات الصالحة للزراعة وزراعتها.
وأكد المزارع أبو نادر، أن ما زاد من تفاؤل المزارعين، هو غزارة الأمطار السابقة، مشيرا إلى أن بعض المزارعين استغلوا الأيام القلية الماضية لحراثة أراضيهم، كما أن الكثير منهم ينتظرون جفاف التربة سطحيا ولفترة مؤقتة، لحين حراثتها وتسميدها وبذر الحبوب المختلفة وزراعة الأشجار المثمرة.
ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن نبات الحمص يعد من أكثر النباتات تأثرا بموجات الصقيع، الأمر الذي بات يدفع المزارعين إلى تأخير عملية البذار حتى ترتفع درجات الحرارة نسبيا مقارنة بشهري كانون الأول وكانون الثاني.
وزاد أن توالي المنخفضات رفع المعدل التراكمي العام إلى أكثر من 70 %، الأمر الذي يجعل نسبة الرطوبة في التربة مرتفعة ويتعذر حراثتها، لا سيما مع توالي المنخفضات.
لكنه طمأن المزارعين الراغبين ببذر حبوب الحمص، مؤكدا أنه ما يزال هناك متسع من الوقت، بحيث يمكنهم ذلك حتى الثلث الأول من شهر آذار (مارس) المقبل.
وأكد الخالدي أن مديرية الزراعة ستدعم العام الحالي العديد من المزارعين، خصوصا فيما يتعلق بمشاريع الحصاد المائي وحفر الآبار.
وزاد أن هطول الأمطار في مثل هذا الوقت من العام يحقق فوائد متعددة للمحاصيل الحقلية، وخصوصا الزراعات المكشوفة والشجرية، كالحمضيات والمراعي، وينعكس إيجابًا على الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين، من حيث تقنين عمليات الري، والحد من عمليات الرش والمكافحة، بحيث تسهم مياه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بتقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة، والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، إضافة إلى استدامة نمو المراعي، ما يوفر كلفًا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية وبالتالي تخفيض الحاجة إلى الأعلاف.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة