عجلون: هل تدعم السياحة تسويق المنتجات الزراعية؟
وهم على أبواب بدء موسم قطاف ثمار الزيتون، لعصرها وبيع كميات منها للتخليل، يأمل مزارعون بعجلون، بأن يكون الموسم المقبل أفضل بكثير مما سبقه من حيث الإنتاج، وتوفر فرصة تسويقه بسهولة وأسعار مجدية، مع استمرار قدوم الزوار بأعداد كبيرة للمحافظة، والذين سيكونون في أغلبهم زبائن محتملين.
هذا التزايد بأعداد الزوار، يراه المزارعون فرصة حقيقية لتسويق ثمار الزيتون وزيت الزيتون خلال الشهرين المقبلين بأسعار معقولة، ما يجنبهم شبح الكساد، وكذلك تسويق منتجات محلية زراعية وحرفية أخرى، الأمر الذي يتيح للأسر والمزارعين توفير مداخيل جيدة يعتمدون عليها بإنفاقهم على أسرهم.
ويقول محمد أبو عصام، إن أكثر ما يعانيه مزارعو الزيتون هو تسويق زيت الزيتون وانخفاض أسعاره إلى حد التسبب بخسائر لهم، خصوصا في ظل غياب المعارض الدائمة، مؤكدا أن تضاعف أعداد زوار المحافظة العام الحالي، وخصوصا بعد تشغيل التلفريك سيكون له كبير الأثر في تسويق مادة الزيت، خصوصا وهي ما تزال في المعاصر التي اعتاد الزبائن القدوم إليها لمتابعة عملية العصر، والشراء من المزارع مباشرة.
وتؤكد الأرقام الرسمية في مديرية سياحة المحافظة، أن أعداد الزوار للمحافظة تضاعف العام الحالي ليصل إلى زهاء 600 ألف زائر لقلعة عجلون وموقع مار الياس ومشروع التلفريك ممن تم إحصاؤهم، إضافة إلى عدد مماثل من المتنزهين يتم تقديره.
ويؤكد المزارع أحمد الرشايدة، أن قدوم أعداد إضافية من الزوار والمتنزهين للمحافظة سيسهم في تسويق مادتي الزيت والزيتون، ويجنبهم الكساد وتراجع البيع، ويضمن لهم سعرا جيدا يغطي كلف الإنتاج والنفقات، ويوفر لهم هامش ربح معقولا.
وزاد أن موسم الزيتون بالنسبة لهم من أهم المواسم التي تعد لها العدة، وينتظره الجميع بفارغ الصبر؛ مزارعون وتجار ومستهلكون، إذ يشكل لهم أبواب رزق، بدءا من مزارع الزيتون وتجار الجملة والتجزئة، وصانعي الزيتون المخلل وأصحاب المعاصر الذين يكسبون المال كأجور عصر، ويشغلون العشرات من الشباب.
ويرى المزارع جاسر السعود، أن تزايد أعداد الزوار القادمين للمحافظة سيفيدهم كثيرا في عملية التسويق، فالمزارعون ينتظرون موسم قطاف ثمار الزيتون في كل عام، للتزود بمادة غذائية أساسية لهم، واستغلال الفائض من إنتاج كرومهم لبيعه وسداد ديونهم وتلبية احتياجاتهم، مؤكدا أن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم في محافظة عجلون، نظرا لوجود أشجار معمرة وحديثة في جميع مناطق المحافظة التي توفر كميات جيدة وأفضل من أي ثمار أخرى، بحيث يتزود السكان من مادة الزيت وتخليل كميات من الثمار، إضافة إلى بيع الفائض بمبالغ لا بأس بها.
ويقول المزارع حابس عنانبة، إنه في هذه الأوقات، يبدأ أشخاص بعملية شراء وتجميع كميات من ثمار الزيتون على طريقة “التجزئة” أو ما يعرف بـ”الشراء بالكيلو”، بحيث يشترون من أشخاص كميات بسيطة تصل إلى بضعة كيلوغرامات، ومن ثم يعملون على تجميعها وعصرها أولا بأول وبيع الزيت المستخرج، محققين بذلك أرباحا لا بأس بها لقضاء احتياجاتهم ومتطلبات أسرهم، فيما يلجأ هؤلاء الأشخاص في مواقعهم إلى توفير ماكينات مخصصة لرصع الزيتون مقابل أجور بسيطة.
ويقول المزارع محمد الخطاطبة، إنهم على موعد خلال أيام مع البدء بقطف ثمار أشجارهم، لا سيما المخصصة للتخليل “الرصيع”، ومن ثم المباشرة الشهر المقبل بقطف المخصصة للزيت تمهيدا لعصرها مع تشغيل المعاصر، داعيا وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، والمساعدة في عملية التسويق وضمان سعر مناسب.
وجرت العادة في هذه الأوقات، أن يبدأ أصحاب المعاصر بتحضير معاصرهم وتجربتها، خصوصا مع توقع استقبال كميات جيدة من الثمار الموسم الحالي.
وفي الأثناء، بدأت مديرية الزراعة والجهات الرقابية المختلفة بمتابعة المعاصر، والتأكد من جاهزيتها، بما يضمن السلامة والصحة العامة وعدم مخالفة الاشتراطات البيئية للتراخيص.
ومن جهته، أكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن التزايد الملحوظ بأعداد الزوار للمحافظة بسبب ما بدأت تشهده من نهضة سياحية سيكون له الأثر الإيجابي على عملية التسويق لجميع المنتجات الزراعية العجلونية، وعلى رأسها مادتا الزيت والزيتون، مؤكدا أن المحافظة تتمتع بميزات طبيعية وزراعية، حيث تكثر فيها زراعة أشجار الزيتون، بحيث تقدر مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون بنحو 87 ألف دونم، منها 63 ألف دونم في لواء القصبة و24 ألف دونم في لواء كفرنجة، مشيرا إلى أنه يتوقع إنتاج 30 ألف طن زيتون في المحافظة خلال الموسم الحالي، منها 20 ألف طن في لواء قصبة عجلون وزهاء 10 آلاف طن في لواء كفرنجة، وأن يتم عصر 27 ألف طن منها للزيت واستغلال 3 آلاف طن للكبيس.
وأكد أن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر لمخالفات بيئية أثناء الموسم، مبينا أنها بدأت، مؤخرا، وبالتعاون مع مديرية البيئة ولجنة السلامة العامة في المحافظة، بالكشف على 15 معصرة متواجدة في المحافظة، للتأكد من التزامها بشروط التراخيص كافة ومعالجة السلبيات.
وبين أن الجولات ستستمر على المعاصر طيلة الموسم، لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات العصر “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.