عشرات الشهداء بغزة.. قنابل عملاقة تذوّب الأجساد وعائلات تختفي بين الرمال
كشف مكتب الإعلام الحكومي والدفاع المدني في غزة تفاصيل جديدة عن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الصهيوني فجر أمس، والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين في منطقة مواصي خان يونس، ونددت بها الأمم المتحدة.
وقال المكتب في بيان إن 22 شهيدا لم يصلوا المستشفيات بعد المجزرة، حيث ذابت جثامينهم واختفت بسبب القنابل العملاقة التي قصفت بها قوات الاحتلال الموقع الذي كان يضم خيما تؤوي نازحين.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن في وقت سابق أمس أن فرقه انتشلت 40 شهيدا و60 جريحا سقطوا في غارات على مخيم في منطقة كانت تضم نحو 30 خيمة لنازحين.
من جهته، حث مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، محكمة العدل الدولية على الإسراع في الفصل في موضوع الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، بتهمة فشلها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، استنادا إلى استخلاص المحكمة بأن الشعب الفلسطيني محمي بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وعدم امتثال الاحتلال، القوة القائمة بالاحتلال، للتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة.
كما حث مجلس الجامعة، المحكمة الجنائية الدولية على المضي قدما في اتخاذ الإجراء المطلوب منها باستصدار مذكرات اعتقال بحق قادة الاحتلال، خاصة في ظل استنتاج مكتب المدعي العام للمحكمة وجود أسس معقولة تدعو إلى الاعتقاد بارتكابهم جرائم تدخل في اختصاص المحكمة.
وأكد رفضه القاطع لمخططات الاحتلال، القوة القائمة بالاحتلال، لليوم التالي من العدوان، ورفض سيطرتها على أي جزء من قطاع غزة، وطالب الوزراء بانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك محور صلاح الدين “فيلادلفيا” والجانب الفلسطيني من معبر رفح، باعتبار أن الحدود الفلسطينية المصرية، حدود سيادية لا يجوز المساس بها، وضرورة تشغيل معبر رفح وفق القواعد المعمول بها، ورفع جميع العراقيل أمام النفاذ الإنساني الآمن والكافي والسريع عبر المعبر.
وأدان مجلس الجامعة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار أكثر من 11 شهرا، واستهدافها أكثر من مائة وخمسة وأربعين ألف مدني فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود. والإدانة الشديدة للجرائم والسياسات الصهيونية الممنهجة واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، الرامية إلى تهجيره من أرضه.
فيما، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية إن مدعي المحكمة الجنائية الدولية طالب بإصدار أوامر اعتقال عاجلة بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وووزير الحرب في الكيان يواف غالانت بسبب الانتهاكات في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن مدعي الجنائية الدولية يطالب بالبت في أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والسنوار بشكل عاجل.
والمجزرة التي وقعت بالقرب من مستشفى البريطاني بمدخل منطقة المواصي، أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بينما ما يزال عدد كبير أيضا من الفلسطينيين في عداد المفقودين.
ووفقا لتقارير صحفية ومحلية، استُخدمت في الهجوم خمسة صواريخ تسببت في دمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار في الأرض، ما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا.
وتشهد المنطقة حالة من الفوضى، مع تواجد مكثف لطائرات الاستطلاع الصهيونية التي تحلق فوق الموقع، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي والحرائق الناجمة عن القصف.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بارتكاب الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات عشرات الشهداء ومئات المصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مروّعة بقصف خيام للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس فجر أمس، وصل منها إلى المستشفيات 40 شهيدا (ممن عرفت بياناتهم)، وأكثر من 60 مصابا، بينها حالات خطيرة.
وأوضحت أن عددا من الضحايا ما يزالون تحت الركام وتحت الرمال وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم وانتشالهم، ولم يصلوا إلى المستشفيات حتى الآن.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان إلى 41020 شهيدا و94925 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وأهابت بذوي شهداء ومفقودي العدوان على غزة ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر رابطها الإلكتروني، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلاتها.
وقال شهود عيان ومسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة. كما أضافوا أن عددا كبيرا من سيارات الإسعاف نقلت الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، في حين تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين.
كما استنكرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الأبرياء العزل في مواصي خان يونس بالقنابل الأميركية الثقيلة.
وأوضحت اللجنة في بيان، أن هذه القنابل حولت خيام النازحين إلى أفران لمحرقة نازية جديدة بحق الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين العُزل، وتحت مرأى ومسمع العالم ودوله الديمقراطية ومنظماته الإنسانية في حرب إبادة جماعية هي الأبشع بحق الإنسانية في التاريخ المعاصر فاقت في فظاعتها فعل النازيين أنفسهم.
وأضافت أن “ادعاءات العدو وتبريراته الواهية لارتكابه هذه المجزرة وغيرها من المجازر الوحشية بوجود مقاومين أو غير ذلك أضحت لا تنطلي على أحد، إلا على شركائه في الجريمة والعدوان”.
وأكدت لجنة المتابعة دعوة المجتمع الدولي والأحرار في العالم إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية بوقف العدوان والإبادة الجماعية، ومحاسبة مجرمي الحرب النازيين الجدد على الفظاعات والجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا.
ودعت، أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم إلى الاستمرار في المقاومة وتصعيد مواجهة الاحتلال أينما وجد.
إلى ذلك، حذرت وزارة الصحة في غزة، من توقف مستشفيات شمالي غزة عن العمل وخروجها عن الخدمة خلال 24 ساعة، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء فيها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مدراء مستشفيات الإندونيسي والعودة وكمال عدوان شمالي القطاع.
وقال مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، خلال المؤتمر، إن المستشفى سيتوقف عن العمل خلال 24 ساعة، إذا لم يتم توفير الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأوضح أن الوقود يصل للمستشفى مرة واحدة كل 14 يوما. وأن الاحتلال يمنع دخوله ويؤخره.
وأشار إلى أن قسم العناية المركزة ممتلئ بحالات حرجة جراء القصف، محذرا من أن استمرار منع إدخال الوقود قد يحكم عليهم بالموت.
وناشد السلطان بسرعة توفير جرعات دم لإمداد المستشفى وبقية مستشفيات القطاع بالمستهلكات الطبية لإنقاذ حياة المصابين وإنعاش المنظومة الصحية في المحافظة.
بدوره، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إن المستشفى سيتوقف عن العمل خلال 24 ساعة، بسبب اقتراب نفاد الوقود.
وحمل أبو صفية، الاحتلال المسؤولية عن مصير الأطفال الموجودين في أقسام العناية المركزة.
وأشار إلى أن الموت سيكون مصير الأطفال والمرضى والجرحى حال انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن المستشفى.
من جهته، قال القائم بأعمال مدير مستشفى العودة محمد صالحة إن مستشفيات شمال غزة بحاجة لإغاثة عاجلة، داعيا المنظمات الدولية لتزويدها بالمستلزمات الطبية.
وحذر من أن المستشفى سيتوقف خلال 24 ساعة، محملا الاحتلال المسؤولية عن مصير الأطفال بالعناية المركزة ما لم يتم إدخال الوقود.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره للمجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق النازحين في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكد البديوي في بيان له، أن هذه الاعتداءات المستمرة والوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين العزل في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية لا يمكن وصفها إلا بجرائم حرب متعمدة، تكشف عن نهج إجرامي فاضح وممنهج يعكس استهتارا تاما بالقوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية، وتمثل ازدراء صارخا لكل القيم القانونية والأخلاقية والإنسانية.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل لوضع حد لهذه الجرائم البشعة، واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف إطلاق النار فورا، ومحاسبة المسؤولين في قوات الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية، وتحميل الحكومة الصهيونية مسؤولية سياساتها العنصرية والبربرية، التي تنتهجها ضد الفلسطيني الأعزل
يأتي هذا القصف في إطار العدوان المستمر على قطاع غزة، حيث يتعرض القطاع منذ السابع من اكتوبر 2023، لغارات مكثفة من قبل جيش الاحتلال، في ظل ظروف إنسانية كارثية.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.