غزة تباد.. الاحتلال ينفذ خطة تفريغ الشمال بالمجازر

مع دخول العدوان الصهيوني على غزة يومه الـ394، استشهد 32 فلسطينيا في غارات للاحتلال على القطاع، في حين أكد المرصد الأورومتوسطي أن الاحتلال يعمل على تنفيذ خطة التفريغ واقتلاع الفلسطينيين بالقوة من مربع إلى آخر، مستخدمة في ذلك المجازر وقتل المدنيين في منازلهم ومراكز الإيواء، فضلا عن التجويع، ومنع إدخال أي مساعدات أو بضائع لشمال قطاع غزة منذ شهر كامل.

واستهدفت مسيرات الاحتلال المدنيين أثناء محاولاتهم انتشال جثث ضحايا الغارات في جباليا.

في الوقت ذاته ناشد الدفاع المدني العمل على تمكينه من الوصول إلى شمال القطاع.
في غضون ذلك، قالت مصادر طبية إن 32 فلسطينيا استشهدوا في غارات صهيونية منذ فجر امس 13 منهم شمالي القطاع.
واستشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون أمس إثر استهداف منزل ببيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
كما استشهد 5 في قصف على منطقتي جباليا البلد وجباليا النزلة استشهد اثنان آخران في منطقة السودانية شمالي القطاع أيضا.
وشن الطيران الحربي الصهيوني عدة غارات على مخيم جباليا وبيت لاهيا، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي كثيف.
وفي تطور متزامن، نسفت قوات الاحتلال صباح امس مباني سكنية في مخيم جباليا.
ومع تواصل القصف الجوي والمدفعي، تتقدم آليات الاحتلال نحو مدرسة الفاخورة غرب مخيم جباليا وتطلق النار والقذائف بكثافة.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف إن 50 طفلا استشهدوا في جباليا خلال الـ48 ساعة الماضية.
وفي رفح جنوبي القطاع، استشهدت امرأة وطفلاها في قصف على منطقة خربة العدس شمالي المدينة.
وكان قصف سابق من مسيرة صهيونية استهدف صباح شمال شرقي المدينة وأسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخرين، وذلك بعد ساعات من استشهاد شخصين إثر قصف منزل.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر بالقطاع وصل منها إلى المستشفيات 27 شهيدا و86 مصابا خلال 24 ساعة، وهو ما يرفع عدد ضحايا العدوان إلى 43 ألفا و341 شهيدا و102 ألف و105 مصابين منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
الى ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تلكؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر الاحتلال في قطاع غزة -خاصة في شماله- يجعلها شريكة في تلك الجرائم ويمثل ضوءا أخضر للاحتلال للمضي قدما في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية، كما يعكس تجاهلا صادما لحياة الفلسطينيين وكرامتهم.
وأشار المرصد الأورومتوسطي في بيان إلى أن المنظومة الدولية -بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة- جميعها عجزت عن تحقيق الأهداف والمبادئ الأساسية التي قامت عليها، وأظهرت فشلا مشينا على مدار 13 شهرا في الالتزام بحماية المدنيين ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، وهو ما يفترض أن يكون في صميم عملها وسبب وجودها.
وأضاف الأورومتوسطي أن استمرار الجرائم الإسرائيلية في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة -خاصة في قطاع غزة- يشير إلى خلل بنيوي في منظومة الأمن الجماعي التي أنشئت لمنع الجرائم الخطيرة وفرض سيادة القانون على المستوى العالمي، وهو ما يُفقد المنظومة الدولية مصداقيتها ويكشف عن هشاشتها وهزليتها أمام حسابات السياسة ونفوذ الدول الكبرى الشريكة في الإبادة ويفتح المجال لتكريس ثقافة الإفلات من العقاب.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن المجتمع الدولي وآليات العدالة الدولية لم تتعامل بجدية مع الجرائم المرتكبة رغم خطورتها وفظاعتها، بل تجاهلتها بشكل كبير، في حين اقتصرت بعض الجهات في أفضل الحالات على بيانات خجولة لم تسمِ الأمور بمسمياتها الصحيحة، مما شجع الاحتلال  على توسيع تلك الجرائم بدعم وتسليح من الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية.
ويتعرض شمال قطاع غزة منذ قرابة شهر- وعلى مرأى ومسمع من العالم- إلى استباحة شاملة بهدف القضاء على الفلسطينيين هناك وتهجير سكانه قسرا بالترويع والقوة القهرية لإفراغه، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر متكررة وشن الغارات والأحزمة النارية، ليستشهد أكثر من 1300 شخص ويصاب نحو ألفين آخرين، بالتزامن مع فرض حصار خانق ومنع إدخال أي مساعدات، ومنع طواقم الدفاع المدني والإسعاف من العمل، وإخراج المستشفيات عن العمل، وإصدار العديد من أوامر الإخلاء القسري غير القانونية.
وأشار إلى أنه ما تزال نحو 100 ضحية فلسطينية تحت أنقاض منزل عائلة أبو نصر في بيت لاهيا الذي قصفته الطائرات الصهيونية صباح الثلاثاء الماضي، وانتشل منه 117 شهيدا فلسطينيا.
وكرر الاحتلال الجريمة بقصف منزل عائلة الغندور المكون من 4 طوابق في مخيم جباليا عصر الخميس الماضي لتدمره على نحو 120 فلسطينيا من سكانه باتوا جميعا تحت الأنقاض، دون أن تتوفر طواقم إسعاف أو دفاع مدني للمساعدة في انتشالهم.
كما فُقد نحو 50 بعد قصف الطائرات الصهيونية أول من أمس منزلا لعائلة شلايل شمالي قطاع غزة، في حين ما يزال العشرات تحت أنقاض المنازل الأخرى التي تعرضت للاستهداف.
وتمنع قوات الاحتلال منذ 10 أيام متتالية طواقم الإسعاف والدفاع المدني من العمل شمال قطاع غزة، مما ترك عشرات آلاف السكان دون خدمات إسعافية وإنقاذية، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تلزم بتأمين حركة الطواقم الطبية وإنقاذ الجرحى.
وعبر المرصد الأورومتوسطي عن أسفه أن كل ذلك يجري -بما فيه قتل المرضى والجرحى وقصف المستشفيات، والتي كان آخرها مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة- دون أن تصدر حتى مواقف من منظمات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تخلت عن مسؤولياتها المنوطة بها في النزاعات المسلحة.
وحذر الأورومتوسطي من أن الاحتلال في الوقت الذي تنكر فيه رسميا أنها تنفذ خطة تفريغ شمال غزة أو ما تعرف بـ”خطة الجنرالات” فإنها تعمل على تطبيقها على أرض الواقع بلا هوادة وبسرعة، وفي هذا الصدد ألقت منشورات تطالب بإخلاء مراكز الإيواء في جباليا وبيت حانون وتوجه من فيها إلى الجنوب.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المحكمة الجنائية الدولية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها، والتحرك من دائرة الصمت إلى مرحلة إصدار أوامر بالقبض والمساءلة والمحاسبة، وذلك بشأن الجرائم الصهيونية التي تدخل جميعها ضمن اختصاصها، آملا أن يسهم هذا التحرك في توفير بعض الحماية للمدنيين الفلسطينيين في مواجهة مخطط الإهلاك الإسرائيلي الشامل الذي يمارس بحقهم.
وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال للعام الثاني على التوالي، وفرض حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة