“محمية عجلون” أعمال تطوير وبرامج سياحية وسط آمال بعودة نشاطها
تتزامن أعمال التطوير والتحديث وتحسين البنى التحتية وتنفيذ برامج ومشاريع بيئية وسياحية، في محمية غابات عجلون، مع توقعات متفائلة بعودة نشاطها وتألقها السياحي، الذي شهد الفترة الماضية توقفا تاما مرده الاجواء الباردة واجراءات التعامل مع جائحة كورونا.
وتعد المحمية من أبرز الوجهات السياحية في المحافظة، والأكثر استقطابا للسياح العرب والأجانب والزوار والمتنزهين المحليين، فيما تضيف عودة النشاط السياحي لها قيمة اقتصادية للمجتمع المحلي، وعموم المناطق المحيطة بها.
ويؤكد القائمون أهمية المحمية، وأن التحديثات المستمرة على مرافقها، وتنويع برامجها ستمكنها من استقبال أعداد أكبر مما كانت عليه في سنوات سابقة، بحيث تتجاوز الـ70 ألف زائر سنويا.
وتعد المحمية، من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة، لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وأضافت قيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي، ما جعلها قصة نجاح فريدة ومتنفسا سياحيا مؤهلا، خصوصا وأن أعمال تطويرها مستمرة، بحيث كان آخرها إضافة 15 كوخا جديدا، وقرية ألعاب المغامرة.
يذكر أن محميتي عجلون والأزرق المائية، كانتا قد اختيرتا ضمن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والذي يعتبر الإعلان الرسمي لأفضل المناطق المحمية إدارة على مستوى العالم.
وجاء هذا الإعلان، بعد عملية تقييم مكثفة، تم فيها تقييم المحميتين بناء على عدة معايير تتعلق بالحوكمة الجيدة، سلامة التصميم والتخطيط، فعالية الإدارة، وجودة مخرجات برامج صون الطبيعة.
ويقول مدير المحمية عثمان الطوالبة، إن المحمية تعتبر من أضخم الاستثمارات السياحية في المحافظة، فهي توظف عشرات الشباب والفتيات من أبناء المجتمع المحلي، بحيث لم تستغن عن أي منهم، برغم كل الظروف التي تزامنت مع جائحة كورونا، من إغلاقات وتراجع في أعداد الزوار خلال الثلاثة أعوام الماضية.
وتعد المحمية من المحميات الطبيعية في المملكة، والتي حققت تميزا بيئيا في صون الطبيعة، ما استحقت عليه التكريم من منظمات دولية، بالإضافة إلى تمكنها من تطوير مجتمعها المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي ناجح.
وبين إن المحمية تضم 23 شاليها خشبيا تعمل صيفا وشتاء، وتتسع لمبيت وإقامة زهاء 90 شخصا في آن واحد، كما وتضم مطعمين يتسعان لـ250 شخصا، لافتا بأنه سيتم خلال الفترة القادمة إفتتاح وتشغيل 15 كوخا جديد وقرية ألعاب للمغامرة.
وجاء بناء الأكواخ الـ 15 الجديدة، بدعم من الديوان الملكي وضمن المبادرات الملكية، وبكلفة وصلت إلى حوالي نصف مليون دينار، وذلك بهدف توفير فرص عمل جديدة لأبناء المجتمع المحلي، إضافة إلى تشجيع السياحة الداخلية، وإطالة مدة الزائر في المحمية بشكل خاص وفي المحافظة بشكل عام.
وبين الطوالبة أن المحمية تضم 6 ممرات سياحية، توفر للسائح إمكانية التجول في الغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار، وزيارة القرى، وتناول وجبات الطعام الريفية في قرى محيطة، وزيارة بساتين وأودية وشراء منتجات من المزارعين.
وكانت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أطلقت قبل عامين لعبة العبارة الهوائية بطول 330 مترا، وذلك لإثراء تجربة سياحة المغامرة لرواد محمية غابات عجلون، ومنحهم فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، ولوضع المحمية على خريطة سياحة المغامرات العالمية.
وتعد اللعبة، ثاني أطول لعبة عبارة هوائية (Zip Line) في الأردن، والثالثة في منطقة الشرق الأوسط، وتعد كذلك نواة لإنشاء قرية ألعاب مغامرة في ساحة الأكاديمية، للربط بينها وبين برامجها والمحمية، وللإسهام وفي زيادة المنافع لسكان المنطقة بإيجاد فرص عمل دائمة لهم، بالإضافة لاستقطاب محبي سياحة المغامرة إلى المحافظة.
وساهم المشروع في دعم برامج الزراعة العضوية، بحيث منح الزوار فرصة للاستمتاع ببرامج السياحة التجريبية، عبر استخدام المزرعة النموذجية، كمحطة استراحة لهم والتعرف أكثر على برامجها.
ومن المواقع الجديدة التي سيتم افتتاحها في المحمية هي بيت العسل وكافيه الاعشاب وقاعة التجارب السياحية وقاعة لركن الإبداع وموقع لرياضة التأمل ( اليوجا) .
وفيما يتعلق بالأكاديمية الملكية بين الطوالبة انها تقدم ثلاثة برامج الطعام والشراب وزيادة المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وهي بيوت الصابون والبسكويت والخط العربي، إلى جانب البرامج التعليمية والمؤتمرات.
وزاد الطوالبة أنه نفذ في محمية غابات عجلون مؤخرا، مشروعين حيويين، بحيث جاءالأول بعد عناء ومطالبات على مدار 19 عاما من قبل زوار المحمية والموظفين فيها، إذ تم اعادة تأهيل وتعبيد الطريق المؤدي للمحمية من أمام مبنى الأكاديمية الملكية لحماية البيئة مع عمليات التوسعة للمناطق الصعبة وصولا إلى منطقة المباني، ما سيساعد ويساهم في سهولة وحرية الوصول للمحمية بعد ان تمت معالجة بعض المواقع بالطريق.
وبين أن المشروع الثاني الذي تم إنجازه، يقع ضمن مشاريع مجلس المحافظة السابق وبالتعاون مع وزارة السياحة حيث تم إكمال جميع الأعمال المرتبطة بتطوير المرافق العامة في المحمية، بعمل توسعة للحمامات العامة وتحسينها وتوسعة تراس منطقة المشاوي وتركيب مظلة خاصة، بقيمة 30 الف دينار من مخصصات مجلس المحافظة.
عامر الخطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.