هل تعوض مشاريع التحريج خسائر الحرائق والتعدي بغابات عجلون؟
– في سبيل الحفاظ على الرقعة الخضراء ومحاولة زيادتها في محافظة عجلون وتعويض الفاقد الناتج عن حوادث الحرائق وحالات التعدي، تسعى جهات عدة إلى غراس آلاف الأشجار وتحريج المساحات الخالية التي تضررت.
يؤكد مراقبون أن المحافظة تشهد سنويا العديد من مشاريع التحريج في مواقع مختلفة، وذلك بهدف تعويض الفاقد جراء الحرائق والتقطيع الجائر، وزيادة الرقعة الخضراء في المناطق الجرداء، مشددين على ضرورة عدم الاكتفاء بغرس تلك الأشجار، بل يفترض أن تجد رعاية ومتابعة وسقايتها على مدار العام حتى لا تجف.
ويقول الناشط وعضو مبادرة عجلون بعيون مصوريها عامر الزغول، إن مناطق عديدة في المحافظة تشهد سنويا زراعة أشجار حرجية، لاسيما خلال الاحتفالات بعيد الشجرة، إلا أنه يلاحظ أن كثيراً من تلك الأشجار لم تنم أو جفت لإهمالها، مؤكداً أنه لا بد من توفير الرعاية الكافية لتلك الغراس من خلال ريها بشكل دوري وتقليمها وتسميدها حتى تنمو بالشكل المناسب.
ودعا إلى تنظيم حملات لزراعة الأشجار الحرجية في المواقع التي تعرضت للتعدي والحرائق، والمواقع القريبة من مصادر المياه لتسهيل ريها دوريا.
ويقول علي القضاة إن عملية غرس الأشجار الحرجية وتركها لا يجدي نفعا لأن الكثير منها يجف، ما يتطلب توفير خزانات مياه وتعيين عمال لريها بشكل دوري، لافتا إلى أن تكون مشاريع التحريج الضخمة قريبة من مصادر المياه لتسهيل عملية الري.
وأكد أنه لا بد من توفير الغراس الحرجية بشكل دائم وتزويد السكان بها، لافتا إلى أهمية رعايتها بعد الغرس من خلال السقاية لإنجاحها ومنع جفافها، إضافة الى ضرورة أن تكون تلك الغراس ملائمة لطبيعة المحافظة البيئية، وقادرة على تحمل مختلف الظروف لضمان نموها.
وأكد مدير بيئة المحافظة الدكتور مشعل الفواز، أن الحفاظ على الغابات من التعديات والاستنزاف مسؤولية جماعية ووطنية حيث توفر لنا الكثير من الفوائد، لافتا لعمق الشراكة مع وزارة الزراعة ومؤسسات الدولة من أجل بيئة آمنة وصحية.
وأضاف أن هذا المشروع يشكل نموذجا حيث تم حتى الآن زراعة زهاء 30 ألف شجرة حرجية من الكينا والخروب وغيرها.
وقال مدير منظمة الفاو نبيل عساف إن الغابات والتنوع الحيوي أثمن من أن نخسرهما، مشيرا إلى أن الغابات والاستخدام والإدارة المستدامة لهما هي مفتاح مكافحة تغير المناخ، والمساهمة في ازدهار الأجيال الحالية والمقبلة ورفاهها، مؤكدا أن للغابات دورا مهما كذلك في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف عساف، أنه وعلى الرغم من كل هذه الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي لا تقدر بثمن، فإن إزالة الغابات ما تزال متواصلة على المستوى العالمي بمعدل ينذر بالخطر، ما يجعل إستعادة الغابات، سبيل للتعافي والرفاه، مشيرا الى ضرورة إدارة استعادة الغابات إدارة مستدامة تساعد في معالجة أزمات تغير المناخ والتنوع البيولوجي.
وأشار الى حصول الأردن على منحة من صندوق المناخ الأخضر بقيمة 25 مليون دولار لغايات تتعلق بالمناخ والاستدامة، داعيا إلى التوسع في زراعة الأشجار من الجهات الرسمية والمنظمات المدنية والجمعيات البيئية وعمليات الحصاد المائي، مشيدا بجهود الأردن في مجال إدامة عملية زراعة الأشجار وبجهود وزارتي الزراعة والبيئة والجمعيات البيئية.
وأكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن المديرية تواصل زراعة وتشجير غابة المئوية في محطة مراعي راجب البالغ مساحتها 4700 دونم، لافتا الى أن مشاريع التحريج تمت في مواقع مختلفة، بهدف تعويض الفاقد جراء الحرائق والتقطيع الجائر، وزيادة الرقعة الخضراء في المناطق المختلفة.
وأكد أن المديرية تسعى إلى توفير الرعاية الضرورية لإنجاح تلك الغراس من خلال متابعتها الدائمة وسقايتها على مدار العام، داعيا إلى ضرورة تنظيم حملات لزراعة الأشجار الحرجية في المواقع التي تعرضت للتعدي والحرائق أو الجرداء وتوفير خزانات مياه وتعيين عمال لريها بشكل دوري.
وزاد أن الوزارة أخذت على عاتقها إعادة تأهيل وزراعة العديد من المواقع في المملكة ضمن خطة طموحة، مشيرا إلى أن الوزارة توجهت لزراعة أصناف من النباتات والغراس المقاومة للجفاف والاهتمام بقضايا الحصاد المائي، مبينا أن وزارة البيئة دعمت زراعة وتشجير هذا الموقع الذي تبلغ مساحته ألف دونم والذي تقوم وزارة الزراعة بإدارته وزراعته، لافتا الى جهود منظمة الفاو والجمعيات البيئية ومنظمات المجتمع المدني في هذا الخصوص.
وزاد الخالدي أن خطة حماية الغابات التي وضعت بالتنسيق ما بين الوزارة والمديرية وتفعيل برنامج المناوبات ووجود الأبراج داخل الغابات، إضافة إلى زيادة أعداد الطوافين ومراقبي الحراج، أدى إلى تراجع التعديات على الغابات بنسبة 80 %، مقارنة مع الأعوام السابقة.
وأكد أن المديرية تقوم بتوزيع الغراس المثمرة بأسعار رمزيــة وتوزيع الأشجار الحرجية بشكل مجاني للمساهمة في زيادة الرقعة الخضراء، مشيرا إلى أن مساحة الغابات في المحافظة تبلغ 134 ألف دونم موزعة على مناطق المحافظة، ومن أهمها عجلون وكفرنجة وعنجرة وعين جنا وصخرة وعبين عبلين وعرجان وباعون.
عامر خطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.