آلاف المستوطنين يواصلون اقتحام “الأقصى” و”الإبراهيمي” ونابلس

الأراضي الفلسطينية – فيما واصل مئات المستوطنين، أمس اقتحام المسجد الأقصى المبارك، لمناسبة عيد الفصح العبري، اقتحم عدد منهم الحرم الإبراهيمي الشريف، في مدينة الخليل، وأدوا رقصات وطقوسا تلمودية داخله وفي باحاته، كما سار الآلاف منهم نحو بؤرة “خوميش” الاستيطانية قرب قرية برقة شمالي نابلس.
الاقتحامات الثلاثة تمت تحت حماية المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين اعتقلوا ثلاثة شبان من باحات الأقصى، وأطلقوا قنابل الغاز والصوت صوب المعتكفين في المصلى القبلي.
ووفق وسائل إعلام فلسطينية فإن أكثر من 600 مستوطن توزعوا على 13 مجموعة اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، لإحياء طقوس “عيد الفصح” العبري تحت حماية شرطة الاحتلال التي حاولت إفراغ باحات المسجد من المصلين، واعتلت أسطح المصلى القبلي وأطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المعتكفين الذين أصيب عددهم منه بالاختناق.
ومنذ اليوم الأول من عيد الفصح العبري الذي بدأ في الخامس عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى الحادي والعشرين منه، يواصل المستوطنون اقتحام المسجد وتدنيس ساحاته بطقوسهم التلمودية والعنصرية.
وذكر حراس الأقصى أنهم كشفوا أكثر من خمس عشرة محاولة لإدخال القرابين الى المسجد، تلبية لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم التي أعلنت عن جوائز مالية لمن ينجح في إدخال القرابين وتقديمها في ساحات المسجد الأقصى.
ومنعت قوات الاحتلال الشبان تحت سن الـ25 من دخول الاقصى، وأغلقت محيط المسجد. وانتشر المستوطنون في باحات المسجد بأعداد كبيرة، وأدوا طقوسا تلمودية عنصرية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وبلغت حصيلة اعتداءات الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى خلال تأمينها اقتحامات المستوطنين على مدار الأيام الأربعة الماضية أكثر مئتي إصابة ونحو ستمئة اعتقال.
وكانت ما تسمى منظمات الهيكل دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد لمناسبة عيد الفصح “اليهودي، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي ويستمر حتى يوم غد الخميس.
وفي الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل، أدى المستوطنون رقصات وطقوسا تلمودية داخله وفي باحاته، بحجة الاحتفال بـ”عيد الفصح” اليهودي.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، لتأمين اقتحام المستوطنين، ونصبت الحواجز العسكرية على المفارق والمداخل المؤدية للحرم، وأعاقت حركة المواطنين ووصولهم إليه.
وكانت قوات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي الساعة العاشرة من ليل أول من أمس أمام المصلين المسلمين، ومنعت دخولهم إليه، ويمتد الإغلاق لفجر اليوم الأربعاء، بزعم تأمين احتفالات المستوطنين بعيدهم.
وفي نابلس سار الآلاف من المستوطنين نحو بؤرة “خوميش” الاستيطانية قرب قرية برقة شمالي المدينة بالضفة الغربية المحتلة، وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أنه وعلى الرغم من عدم حصول المستوطنين على تصريح بإجراء المسيرة إلا أن الجيش أغلق الطرق المؤدية إلى القرى القريبة من المكان، ومن بينها قرية برقة، حيث شهد المكان مواجهات مع قوات الجيش وأسفرت عن عدة إصابات.
وشوهدت العشرات من الحافلات وهي تصل إلى مستوطنة “شافي شومرون” غربي نابلس وبعدها أكمل المستوطنون طريقهم مشياً على الأقدام حيث يخشى الجيش من خروج المسيرة عن السيطرة.
يأتي ذلك بعد يوم واحد حذر فيه جيش الاحتلال المستوطنين من إجراء المسيرة التي لم تحصل على التراخيص اللازمة، وأنه لن يؤمن الحماية لها إلا أن ضغوط مارسها قادة المستوطنين صباح أمس أسفرت عن اتفاق بين الجيش والمستوطنين يوفر خلاله الجيش الحماية للمستوطنين ضمن خط سير واحد.
في موازاة ذلك قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن ازدواجية المعايير الدولية باتت توفر الغطاء والحماية للاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته وجرائمه وتهويد الأماكن المقدسة والتراثية، وتشكل ضربة للقانون الدولي ومصداقية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة، وتهدد أركان النظام العالمي.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات الإدانة والتعبير عن القلق إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، يشجع الاحتلال، على تعميق مشروعه الاستعماري التوسعي العنصري في أرض دولة فلسطين، ويهدد بتفجير ساحة الصراع وإفشال الجهود الاقليمية والدولية المبذولة لتهدئة الأوضاع واستعادة الافق السياسي لحل الصراع بالطرق السلمية.
وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتوفير الحماية الدولية له بهدف تمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره بحرية وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وأدانت الوزارة عدوان الاحتلال المتواصل على المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين، بما في ذلك استمرار تفريغه وقمع وتنكيل المصلين، وفرض المضايقات عليهم لتسهيل اقتحام المستوطنين والمتطرفين لباحاته.
واعتبرت أن ذلك إمعان إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد على طريق تقسيمه مكانيا، في ظل دعوات الجمعيات الاستيطانية لتنظيم مسيرة أعلام ضخمة تجوب شوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة، بما تشكله من استفزاز واعتداء على المكان.
ونددت باعتداءات المستوطنين المتصاعدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تستهدف محاولة فرض السيطرة والسيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة والمواقع التاريخية والأثرية، التي تقع في قلب التجمعات الفلسطينية، بما يخدم روايات الاحتلال وأطماعها الاستعمارية التوسعية.
وأكدت أن هذا التصعيد يندرج في إطار مخططات الاحتلال، الهادفة الى تعميق الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وأسرلتها وتهويدها.
وحملت الوزارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حربها المفتوحة وعدوانها المتواصل على دور العبادة المسيحية والإسلامية والمقدسات والأماكن الأثرية والتاريخية في فلسطين المحتلة، معتبرة أنها نها دعوة إسرائيلية رسمية صريحة لاستبدال الطابع السياسي للصراع بحرب دينية يصعب السيطرة عليها.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة