أبو طبيخ.. مصارع يمتلك قوة الأثقال وذكاء الشطرنج ومرونة الجمباز
من البساط إلى منطقة المدربين، صنع يحيى أبو طبيخ اسما لامعا لنفسه في رياضة المصارعة الأردنية، وتحديدا في “المصارعة الرومانية”، بعدما حقق العديد من الإنجازات الكبيرة على المستويات، المحلية والعربية والقارية.
“رياضة المصارعة تحتاج إلى قوة لاعب أثقال وسرعة عداء وذكاء لاعب شطرنج ومرونة لاعب جمباز”، مقولة يتردد صداها على مسامع كل من عاشر أبو طبيخ لاعبا ومدربا، في إطار مساعيه لبناء جيل يبلغ المستويين العالمي والأولمبي.
ويحظى أبو طبيخ بسجل حافل ومرصع بالميداليات الملونة، حيث حقق 10 ميداليات ذهبية عربية، ويعد الرياضي الأردني الوحيد الذي حقق 3 ميداليات ذهبية في ثلاث دورات عربية متتالية، إلى جانب حصوله على 5 ميداليات آسيوية من بينها فضية الألعاب الآسيوية، فضلا عن حصوله على جوائز متعددة في 50 بطولة دولية على مستوى العالم، كما حصل على وسام الاتحاد الدولي للاعب المتميز في العام 2015، وترشح 3 مرات لجائزة أفضل رياضي أردني “السوسنة السوداء”، وفاز بكأس أفضل لاعب في الأندية الآسيوية، إلى جانب تقلده الميدالية الذهبية في المصارعة الرومانية لبطولة العالم للماسترز، وفضية بطولة العالم للمصارعة الحرة.
ويؤكد أبو طبيخ في بداية حديثه الخاص لـ”الغد”: “تحظى رياضة المصارعة الأردنية بسمعة طيبة على المستوى العربي، وذلك في ظل الحضور الدائم للاعبينا على منصات التتويح العربية في لعبة المصارعة الرومانية بالنسبة لفئات الناشئين والشباب والرجال”، لافتا إلى ضرورة تحلي المدرب بالجدية والصرامة في التدريبات والتركيز على الجوانب المهاراتية والإعداد البدني والنفسي والخططي، لصناعة جيل مميز من اللاعبين.
وأضاف: “لدينا جيل مميز من اللاعبين في فئة الناشئين تحت 15 سنة، ونعاني من نقص واضح في قاعدة ممارسي اللعبة في فئتي الشباب والرجال، ونأمل بأن يتواصل عطاء اللاعبين الصغار من أجل تحضير الموهوبين منهم للسنوات المقبلة وإكسابهم الخبرات الضرورية، بدلا من وضع المدربين أمام خيارات محدودة للاعبين”.
ويرى أبو طبيخ أن صناعة بطل أولمبي في رياضة المصارعة تختلف عن العمل الذي يسبق المشاركات العربية، مشيرا: “اللاعب الذي يبلغ المستوى الآسيوي ويكون منافسا، بإمكانه إحراز ميدالية ملونة في البطولات العالمية أو الأولمبية”، مشددا على أن تحقيق هذه الإنجازات يتطلب زيادة الاحتكاك الخارجي من خلال إقامة المعسكرات مع مدارس لعب متنوعة، أمثال: روسيا وإيران وكازاخستان، إلى جانب تكثيف المشاركات في البطولات الخارجية لإكساب اللاعبين الخبرات الضرورية وتطوير أدائهم على مستوى اللعبة.
وحول استضافة الأردن لبطولة آسيا للمصارعة للشباب، في الفترة من 12 إلى 20 تموز (يوليو) المقبل، في صالة الأميرة سمية بمدينة الحسين للشباب، يقول: “حتى نكون منافسين أقوياء في البطولة التي نستضيفها للمرة الأولى، يجب أن تكون فترة الإعداد بصورة أفضل وأن تمتد لنحو عام وليس بصورتها الحالية، لكننا نمتلك 3 لاعبين ونعول عليهم لتحقيق ميداليات ملونة”، لافتا إلى أن شح الموارد المالية ساهم في إضعاف التحضيرات الحالية للمنتخب الوطني. وتابع: “استضافة بطولة آسيا تعد إنجازا كبيرا، ونأمل في أن تكون الفرحة مضاعفة مع تحقيق الميداليات”، ومؤكدا إقامة معسكر تدريبي للاعبين قبل انطلاقة البطولة الآسيوية”.
ويؤكد أبو طبيخ وجود العديد من التحديات التي تعرقل مسيرة اللعبة، بقوله: “تشكل الأمور المادية عائقا أمام المعسكرات والمشاركات الخارجية، وتحد من الاهتمام الطبي والغذائي للاعبين”، منوها إلى أن غياب الحوافز المادية يؤثر سلبا على مردود اللاعبين”.
وكشف أبو طبيخ، أن أبرز اللحظات الصعبة التي عاشها، تتمثل في قرار اعتزاله لعب المصارعة، لافتا: “لكل بداية نهاية، قرار ترك اللعب على البساط يعد من أصعب اللحظات في مسيرتي الرياضية والشخصية، لكن استلامي مهمة تدريب المنتخب الوطني خفف من وقع قرار الاعتزال”. حيث حرص أبو طبيخ على الحصول على دورات من مركز إعداد القيادات الشبابية لاقتحام عالم التدريب، ثم حصل بعدها على شهادة دورة المدربين – المستوى الأول – بإشراف الاتحاد الدولي للمصارعة، وشهادة دورة المدرب الأولمبي بالتعاون مع اللجنة الأولمبية، وشهادة دورة إنعاش القلب بالتعاون مع مركز الإعداد الأولمبي.
وحث المدرب الوطني يحيى أبو طبيخ، لاعبي المنتخب الوطني لفئتي الناشئين والشباب، على ضرورة التحلي بالصبر والجلد لتحقيق الإنجازات، مؤكدا: “الإرادة والالتزام مهمان للاعبين من أجل تحقيق الإنجازات، رياضة المصارعة تعزز الشخصية وتصقلها للأفضل، وتمنح ممارسها مكتسبات كبيرة على مستوى حياته الخاصة”.
خالد تيسير العميري/ الغد
التعليقات مغلقة.