أثرياء عقلاء وأثرياء مجانين/ الدكتور حسين علي غالب – بريطانيا
أعلن الطيار أنه خلال دقائق معدودات فقط سوف تهبط الطائرة في العاصمة البريطانية لندن ، وإذ يقوم هو يمد يده من جيبه وأخرج محفظة نقودة ، لأنه يستعد لفعل تصرف يفعله الكثيرين منا عند زيارتهم لأي دولة أجنبية ، وهو صرف الأموال بشكل هستيري ورميها على أي ش يء حتى لو كان تافه و رخيص. عشت أنا شخصيا كما غيري من أبناء الجاليات في بلاد الغربة لمدة عقد ونصف ، ورأيت أثرياؤنا يتصرفون كأنهم أطفال يشترون بيوت فارهة ويتركونها فارغة لسنوات ، ويريدون لفت الانتباه بأي وسيلة ، والإعلام هناك بات يركز عليهم كمادة مسلية ، وأفعالهم لا تمت بأي صلة للعقل والمنطق ، وكأنهم الوحيدين في هذا الكون الواسع الذين يملكون المال. في أحد المرات دعيت لندوة أكاديمية في آخر سنة جامعية ، وسوف يحضرها أحد عمالقة البرمجيات وهو أمريكي في عقده الرابع ، وعند دخوله كانت تصرفاته طبيعية ومتواضعة للغاية ، ورفض الجلوس في المنصة المرتفعة بل كان وسط الحاضرين يجيب ويعلق على كل شيء ومتفاعل بشدة معنا ، ولم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن ثروته التي تتجاوز ميزانية عدة دول مجتمعة . علماء النفس ذكروا أن هذه التصرفات تدل على الحرمان الغير مشبع عند نفوس البعض ، ولهذا يقوم بهذا التصرفات الصبيانية ، أما الكتوم فلديه حساباته الخاصة وخططه المستقبلية التي يخاف أن يبوح عنها لأسباب كثيرة خاصة به.
التعليقات مغلقة.