أسبوعان من الأجواء الدافئة يحولان أجزاء بغابات جرش لمكبات

جرش – أسبوعان من الأجواء الدافئة، كانت كفيلة بتحويل مناطق واسعة من غابات جرش إلى أشبه بمكبات للنفايات، بعد أن زارها آلاف المتنزهين، في حالة تنذر بحدوث تلوث بيئي على أعتاب موسم سياحي، حال استمر هذا التراكم غير المسؤول لمخلفات التنزه.
حركة التنزه النشطة، خلفت أطنان من النفايات التي يحتاج التخلص منها إلى جهود كبيرة، في مقابل تبدو كوادر الجهات المعنية من “زراعة” و”بلديات” غير كافية لإزالة هذا الكم الكبير من النفايات.
وحسب مديرية الزراعة بجرش، فأن كمية النفايات التي خلفها المتنزهون كبيرة جدا وتحتاج إلى حملات نظافة شاملة لجمعها في أقرب وقت لضمان السيطرة على وضع النظافة، مشيرة إلى أنه ومع محدودية كوادر الزراعة والبلدية فان تنظيف كافة المواقع يعد أمرا صعبا.
ويشير الناشط البيئي المهندس خلدون عتمه، أنه من الطبيعي أن تتراكم أطنان من النفايات داخل الغابات ومواقع التنزه المعتمدة داخل المحميات الطبيعية نظرا؛ لأن غالبية المواطنون يفضلون التنزه العشوائي المجاني والذي يتيح للزوار فرصة التنزه وهم يقومون بدورهم بترك النفايات داخل الغابات في وضع جمالي وصحي وبيئي غير لائق، ولا يتناسب مع الحركة السياحة المتوقعة خلال الأشهر المقبلة.
ويرى عتمه ضرورة أن يتم إعداد حملات جمع نفايات أسبوعية وبمشاركة واسعة لضمان السيطرة على وضع النظافة في الغابات، وهي وجهة سياحية تسوق إلى دول العالم كافة، خاصة وأن الأنماط السياحية تتغير وتتحدث على الدوام ويقبل السياح حاليا على السياحة البيئية وسياحة المغامرات وسياحة المسارات التي تستهدف الغابات.
من جهة أخرى، قال المتنزه عمرو أبو رويس إنه يحرص سنويا على زيارة المواقع الطبيعية والغابات والمحميات برفقة أهله وأصدقائه خاصة في هذه الفترة بهدف جمع الأعشاب الطبية وبعض الأنواع من الزهور التي تتميز بها محافظة جرش، إلا أنه تفاجأ بوضع الغابات البيئي الذي وصفه بـ”غير لائق”، لا سيما وأن العديد من المواقع تحولت إلى مكبات للنفايات ومكاره صحية وغير صالحة للتنزه أصلا وأهم أسباب هذه المكاره هو التنزه العشوائي وترك بعض المتنزهين المخلفات خلفهم.
وأوضح أن حل هذه المشكلة البيئية التي تنعكس سلبا على المستوى السياحي في محافظة جرش هو تعزيز ثقافة النظافة وحماية البيئة أثناء التنزه وديمومة حملات النظافة وجمع النفايات باستمرار ووضع حاويات متنقلة في مواقع التنزه لتشجيع المتنزهين على جمع النفايات وتعزيز ثقافة الحفاظ على المواقع البيئة والسياحية والغابات كجزء مهم من ثروات البلاد البيئية والسياحية.
بدوره، أقر رئيس قسم الحراج في زراعة جرش المهندس فايز الحراحشة أن حركة التنزه النشطة خلال الأسابيع الماضية خلفت أطنان من النفايات في الغابات، نظرا لتوسع التنزه العشوائي تحت أشجار حرجية كبيرة ومعمرة وعدم إلتزام غالبية المتنزهين بجمع النفايات وتنظيف الموقع قبل المغادرة.
وقال إن المديرية ستقوم كالعادة بتجهيز حملات نظافة وجمع النفايات من داخل الغابات بمساعدة من محافظة جرش، لا سيما وأن مساحة الغابات كبيرة جدا ويصعب تنظيمها من خلال عدد معين من العمال سواء من البلديات أو عمال الزراعة، مما يتطلب تكاثف جهود كبيرة وأعداد كبيرة للسيطرة على وضع النظافة داخل الغابات.
وأوضح أن الموسم السياحي يتميز بالنشاط منذ بداية العام، خاصة في هذه الفترة التي ينتشر فيها الربيع في أرجاء المحافظة.
وأضاف أن كوادر مديرية الزراعة بدأت برش الأعشاب التي تنمو على جوانب الطرقات وفي الغابات والمواقع الحيوية، بهدف وقف نموها للحد من خطورتها على الغابات بعد جفافها باعتبارها وقود لحرائق الغابات.
وأرجع تزايد كمية النفايات في الغابات إلى ثقافة التنزه لدى الزوار، موضحا أن القليل من الزوار يلتزمون بتنظيف الموقع بعد إنهاء نزهتهم، بينما الآلاف يتركون المخلفات خلفهم كما يتركون النيران مشتعلة أحيانا، موضحا أن عدد المواقع المرغوبة للتنزه واسعة ويصعب تزويدها بحاويات متنقلة ويحتاج تنظيف هذه الحاويات إلى كادر كبير من العمال وآليات.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة