أسواق جرش.. عروض وتخفيضات وحركة شراء ضعيفة
جرش – لم تفلح عمليات العروض والتخفيضات التي لجأ إليها أصحاب المحال التجارية في مدينة جرش بتنشيط حركة البيع التي تشهد ركودا في أحد أهم المواسم التجارية التي ينتظرها التجار بفارغ الصبر.
ويعول تجار على أن يسهم استلام المواطنين لرواتبهم بتنشيط الحركة التجارية في الوسط التجاري قبيل عيد الفطر، رغم ان استلام الرواتب قبل العيد بيوم أو يومين قد لا يعود بالفائدة المرجوة من الموسم.
وأكد التاجر محمد أبو العدس أنهم ينتظرون موسم الأعياد بفارغ الصبر وقد استعدوا جيدا من خلال شراء البضائع بكميات كبيرة جدا ورفع ساعات العمل لتصبح بدوام كامل، ولجأوا للعروض والتخفيضات والإعلان عن البضائع وجودتها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وعمل مسابقات وتشجيع المواطنين على التسوق، إلا أن الالتزامات المالية المتزايدة وسوء الظروف الاقتصادية أثرت على قدرة المواطن الشرائية وانعكس ذلك على شكل ركود بالأسواق التجارية.
وأوضح أن نسبة كبيرة من المواطنين يفضلون التسوق الإلكتروني والذي يوفر عليهم الوقت والجهد وتصلهم كافة مستلزماتهم إلى منازلهم، ما ساهم في إضعاف حركة البيع في المحال التجارية التي يتكبد أصحابها أجورا شهرية ورواتب للعمال وأثمان بضائع وترخيص وفواتير وضرائب وينتظرون شهر النشاط التجاري من عام لآخر لتعويض جزء من خسائر الشهور الطويلة.
وقال أبو العدس إن التجار يلجأون حاليا إلى عمل عروض وتخفيضات كبيرة على الألبسة والأحذية والإكسسوارات ومختلف المستلزمات من اجل تنشيط الحركة وتعويض جزء من خسائرهم التي يتعرضون لها منذ أكثر من عام.
وقال التاجر محمد الرضوان إن أوضاع التجار المالية تدهورت كذلك بعد البدء بمشروع تبليط وسط المدينة التجاري وإغلاق أهم الطرق الفرعية والرئيسة المؤدية اليه، ما أعاق عملية دخول المتسوقين إلى السوق.
وأضاف أن مئات من تجار السوق يعانون من خسائر مادية فادحة ودوين متراكمة وذمم مالية لا يمكن تحملها، فضلا عن أنهم استغنوا عن موظفيهم واعتمدوا سياسة الحد من حجم البضائع المعروضة لتجنب تكدسها.
وأكد أن التجار يلجأون حاليا إلى العروض واحيانا البيع بسعر الجملة في سبيل تعويض جزء من تكاليف العمل وتغطية الديون المتركمة عليهم للجهات الدائنة والإقراضية وتجار الجملة.
وقال التاجر مصطفى القادري إن تجار الوسط التجاري في جرش يعانون من تراكم ديون وخسائر مادية فادحة تجبرهم على البيع بسعر التكلفة في سبيل تنشيط الحركة التجارية التي تعاني من حالة ركود الأعوام الماضية بسبب الجائحة.
بدوره قال التاجر محمد عضيبات إن عدد المحال التجارية في السوق يتراجع تدريجيا بعد أن ترك العديد من التجار محالهم التجارية وتوجهوا للعمل بغير مهنة التجارة التي أصبحت غير مجدية.
وبين أن التجار لجأوا إلى مختلف الطرق لغاية تنشيط حركة البيع ولكن دون جدوى، مرجعا أسباب ذلك إلى أوضاع المواطنين الاقتصادي الصعبة نتيجة كثرة الالتزامات المالية، وارتفاع الاسعار، فضلا عن تحول العديد من أرباب الأسر إلى متعطلين عن العمل خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة جائحة كورونا.
من جهتهم، ينتظر مواطنون صرف الرواتب من أجل تأمين مستلزمات العيد خاصة وأن غالبية الأسر استنزفت ما لديها من أجل التزامات شهر رمضان.
يقول عمر العتوم، غالبية المتسوقين ينتظرون صرف الرواتب من أجل شراء احتياجات العيد، لافتا إلى انه يتجول في سوق جرش حاليا ويعاين ما تقوم به غالبية المحال من عروض وتخفيضات.
وبين العتوم الذي يعمل بالقطاع الحكومي، أنه وعلى غير المواسم السابقة لا تزال حركة الأسواق غير نشطة وهو أمر ملاحظ، عازيا ذلك الى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين عاما تلو الآخر.
بدوره، قال رئيس الغرفة التجارية في جرش الدكتور علي العتوم إن كافة الاحتياجات الضرورية التي تحتاجها الأسر الجرشية متوفرة في أسواق جرش من ملابس وأحذية واكسسوارات وحلويات ومستلزمات العيد، إلا أن الحركة التجارية ما زالت ضعفية بسبب الظروف الاقتصادية وعدم صرف رواتب الموظفين لغاية الآن.
واعتبر أن موعد صرف الرواتب سيكون قريبا من عطلة العيد، ولن يتمكن المواطنون من شراء كافة المستلزمات الضرورية في ذات الوقت.
وأكد أن تجار جرش يلجأون حاليا إلى العروض والتخفيضات والمسابقات لتحفيز المتسوقين على الشراء وتعويض جزء من الالتزامات الكبيرة التي يتحملها التجار خلال هذه المواسم من أجور عمالة وثمن بضائع، وضعف الحركة التجارية يفاقم من خسائرهم.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.