أعراض سرطان القولون في بدايته
يعد سرطان القولون من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على أسبابه وأعراضه؛ لأن اكتشاف هذه الأعراض مبكراً من أهم العوامل التي تزيد من نسبة شفاء المريض، لهذا السبب نلقي الضوء في هذا المقال على أشهر أعراض سرطان القولون في بدايته، والمسارات الطبية المتاحة لعلاج هذه المشكلة.
ما هو سرطان القولون
سرطان القولون (بالإنجليزية: Colon Cancer) هو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، وفيه يعاني المرضى من بداية تكون الخلايا السرطانية في القولون والمستقيم، وهما العضوان اللذان يشكلان الجزء السفلي من الجهاز الهضمي، تعتمد الأعراض وطريقة العلاج بشكل كبير على المرحلة التي تم تشخيص المرض فيها، مما يزيد من أهمية التشخيص المبكر للمرض. [1]
ترجح بعض النظريات أن معظم حالات سرطان القولون تتطور بمرور الوقت من الأورام الحميدة أو الزوائد (بالإنجليزية: Polyps)، إلى الأورام السرطانية من خلال مجموعة من الطفرات الجينية التي تؤثر على الحمض النووي للخلايا، وتؤدي في نهاية الأمر إلى نمو هذه الخلايا بشكل خارج عن سيطرة الجسم، ومن ثم تتكون الأورام السرطانية. [1]
أعراض سرطان القولون في بدايته
يمثل التعرف على مؤشرات أو أعراض سرطان القولون في بدايته عاملاً هاماً يساعد على تعافي كثير من المرضى من السرطان، لكن هذا لا ينفي وجود كثير من الحالات التي لا يظهر فيها أي أعراض للمرض في مراحله المبكرة، وتتطور الأعراض فقط في المراحل التي يبدأ فيها السرطان في النمو والانتشار إلى بعض أجزاء الجسم. تتضمن أعراض سرطان القولون في بدايته: [2]
الإسهال أو الإمساك. الشعور بالضعف والتعب. ألم مستمر في البطن. الانتفاخ أو تقلصات البطن. تغيير مستمر في حركة الأمعاء. فقدان الوزن بدون سبب واضح شعور المريض بأن الأمعاء لا تفرغ تماماً أثناء التبرز. دم في البراز، ونزيف من المستقيم، قد يظهر الدم على شكل دم أحمر فاتح، أو براز داكن اللون.
من أكثر العوامل التي تزيد من صعوبة التشخيص المبكر، هو تشابه أعراض سرطان القولون في بدايته مع بعض الأمراض الأخرى، فعلى سبيل المثال يعاني معظم المصابين بأمراض القولون الالتهابية من ظهور دم في البراز، كما تتسبب متلازمة القولون العصبي في ظهور بعض الأعراض؛ مثل: الانتفاخ، والإمساك، والإسهال، وعدم الشعور براحة في البطن، الأمر الذي يفرض أهمية استشارة الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض؛ لأنه الشخص الوحيد القادر على تحديد سببها. [2]
أعراض سرطان القولون المتأخرة
وبعد أن تعرفنا على أعراض سرطان القولون في بدايته، ينبغي أن نلقي الضوء على بعض الأعراض المصاحبة للمراحل المتأخرة من سرطان القولون، عندما ينتشر المرض إلى أجزاء أخرى من جسم المريض، تتضمن هذه الأعراض: [1] [3]
التقيؤ. الأنيميا. صداع مزمن. صعوبة في التنفس. مشاكل في الرؤية. كسور في العظام. تورم اليدين والقدمين. اليرقان، أو اصفرار الجلد والعينين. استمرار التغيير في حركة الأمعاء لمدة تزيد عن شهر.
أسباب سرطان القولون
لا يوجد سبب محدد حتى الآن للإصابة بسرطان القولون، وإن كانت الطفرات الجينية التي تؤدي إلى زيادة نسبة الخلايا غير الطبيعية في بطانة القولون هي السبب الذي ترجحه كثير من الأبحاث والنظريات. إلى جانب ذلك هناك بعض عوامل الخطر التي لا تعني بالضرورة إصابة المريض بسرطان القولون، لكنها تزيد من فرص الإصابة به، تضم هذه العوامل: [1] [3]
المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً. التاريخ المرضى الذي يتضمن إصابة المريض بأورام القولون الحميدة. التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون أو سرطان المستقيم. الإصابة ببعض الأمراض الوراثية، وأشهرها داء السلائل الورمي الغدي العائلي. بعض المشكلات الطبية؛ مثل: مرض السكري من النوع الثاني، ومرض الأمعاء الالتهابية، ومتلازمة لينش. العادات الصحية الخاطئة؛ مثل: التدخين، وزيادة الوزن، وتناول الكحوليات، وعدم ممارسة الرياضة، والأنظمة الغذائية الغنية بالدهون.
تشخيص سرطان القولون
عند اشتباه الطبيب في إصابة المريض بسرطان القولون، يلجأ إلى إجراء بعض الاختبارات التي تساعده على تشخيص المرض، تضم هذه الاختبارات: [3]
تحاليل الدم: ومن أهمها تعداد الدم الكامل، وإنزيمات الكبد، ومعامل الأورام. اختبارات التصوير: هناك العديد من الإجراءات التي تساعد الطبيب على الوصول إلى صور تفصيلية للجهاز الهضمي؛ لتحديد مكان الورم، ومدى انتشاره، من أهم هذه الإجراءات: الموجات فوق الصوتية، وتصوير الأوعية الدموية، والأشعة السينية، والتصوير المقطعي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. المنظار التشخيصي: يمكن الاعتماد على إجراء منظار القولون أو منظار المستقيم في حالة ظهور أعراض واضحة للمرض، ولا يمكن اعتبارها من الفحوص الروتينية التي يجريها بعض المرضى لاستبعاد إصابتهم بسرطان القولون.
علاج سرطان القولون
تعتمد خطة علاج سرطان القولون على العديد من العوامل، من أهمها الحالة العامة للمريض، ومدى انتشار السرطان إلى أماكن أخرى بالجسم. نستعرض في هذا الجزء من المقال مجموعة الخيارات الطبية المتاحة لعلاج سرطان القولون. [4]
الجراحة
تعد الجراحة خياراً مثالياً لعلاج سرطان القولون في مراحله المبكرة، وخلالها يزيل الطبيب الأورام السرطانية إلى جانب العقد الليمفاوية القريبة منها؛ حتى يقلل من خطر انتشار الورم إلى أماكن أخرى في الجسم، كما يقوم الطبيب بتوصيل الجزء السليم من القولون بالمستقيم، وإذا تعذر ذلك يقوم بإجراء فتحة في جدار البطن؛ حتى يتخلص المريض من الفضلات من خلالها. [4]
العلاج الكيميائي
يلجأ الأطباء عادةً إلى العلاج الكيميائي بعد الجراحة؛ للتخلص من الجزء المتبقي من الورم، أو قبل الجراحة؛ لتقليص حجم الورم وتسهيل إزالته، ويتضمن العلاج الكيميائي إعطاء المريض بعض الأدوية التي تتداخل مع عملية انقسام الخلايا، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية. [4]
العلاج الإشعاعي
يتضمن العلاج الإشعاعي استهداف الخلايا السرطانية عن طريق استخدام أشعة جاما عالية الطاقة، وتركيزها على الورم السرطاني، مما يؤدي إلى تدميره، في كثير من الأحيان يلجأ الأطباء إلى العلاج الإشعاعي على التوازي مع العلاج الكيميائي. [1]
مضاعفات سرطان القولون
يعد انتشار الورم ووصوله إلى مناطق أخرى من الجسم من أخطر المضاعفات التي يمكن أن يواجهها مرضى سرطان القولون؛ لأنها من العوامل التي تقلل من تعافي المريض من السرطان، وتزيد من فرص تعرضه إلى الوفاة. [3] [4]
إلى جانب ذلك هناك بعض المضاعفات الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها المرضى، من أشهرها: [3] [4]
انسداد القولون. فقر الدم الناتج عن النزيف المجهري من الورم. اليرقان الناتج عن انتشار السرطان إلى الكبد، أو ضغط الورم على الكبد.
الوقاية من سرطان القولون
لا يوجد إجراء محدد يضمن لأي مريض عدم إصابته بسرطان القولون، لكن هناك بعض الإجراءات التي تقلل من خطر الإصابة به، تضم هذه الإجراءات: [1] [4]
تقليل الدهون الغذائية. الإقلاع عن التدخين. ممارسة الرياضة بانتظام. الوصول إلى الوزن المثالي. تجنب المنتجات التي تحتوي على لحوم مصنعة. التقليل من تناول اللحوم الحمراء بقدر الإمكان. الابتعاد عن مصادر التوتر والضغط النفسي قدر المستطاع. الحرص على تضمين الأطعمة النباتية في النظام الغذائي بشكل أكبر. إجراء الفحوصات الروتينية خاصةً بالنسبة للمرضى الذين يزيد عمرهم عن 45 عاماً.
يمثل التعرف على أعراض السرطان في القولون في بدايته جانباً شديد الأهمية؛ لأنه يساعد على التشخيص المبكر لحالة المريض، ومن ثم يقلل من كثير من المضاعفات التي يمكن أن يواجهها نتيجة لتأخير العلاج، كما يزيد من فرص تعافي المريض من السرطان، ويحسن من استجابته للعلاج.
وكالات
التعليقات مغلقة.