أم عبدالله تتفنن بصناعة المونة البيتية الجرشية وتتمكن من إعالة أسرتها
تتفنن الخمسينية نبيلة محمود بإنتاج أنواع وأشكال مختلفة من المواد الغذائية التي تحتاجها الأسر في توفير المونة المنزلية ذات الجودة العالية باستخدام المنتج الزراعي الذي يزرع في حقول جرش ويصنع على أيدي سيداتها بمواد بلدية وطبيعية ونقية.
وتتميز ام عبدالله بإنتاج الشطة البلدية التي تضع عليها لمساتها الخاصة، مضيفة لهذه المادة الغذائية ميزات جديدة لتحولها الى علامة فريدة تزود بها العديد من المحال التجارية المحلية والعربية وكل من يطلبها وبالكميات كافة.
وتعمل أم عبدالله منذ ما يزيد على 16 عاما على توفير أنواع مختلفة من المنتجات الغذائية بأشكال مختلفة، ومنها المقدوس والمخللات والمربيات وكل مشتقات الألبان والأجبان والزيتون والزعتر البلدي وكل أشكال المونة وبأي كميات تحتاجها الأسر في كل دول العالم، فضلا عن إعداد قوائم طعام لمختلف المناسبات، واعطاء حاجة المحال التجارية في جرش من مختلف المنتجات التي تطلبها.
وتوفر أم عبدالله وهي من سكان أحد أحياء مدينة جرش، مصدر دخل مناسبا لأسرتها التي تتكون من 8 أفراد وهي أم وجدة وتقدم كل ما بوسعها لتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة لأسرتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها الأسر وزيادة متطلباتها واحتياجاتها.
وتؤكد أم عبدالله أنها كانت تشارك سنويا في مختلف المهرجانات والمناسبات التي تتميز بها محافظة جرش من سمعة وجودة لمنتجها الجرشي في كل دول العالم، ويطلبها كل الزوار من كل مكان.
وأوضحت أن المشكلة تكمن لدى سيدات جرش هي تسويق المنتج وأسعاره المنخفضة مقارنة بجودته العالية، لاسيما وأن ظروف الجائحة تسببت في تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وانخفاض القدرة الشرائية.
وبينت أم عبدالله أن المهرجانات والمناسبات المختلفة التي كانت تقام في جرش كانت تساهم إلى حد كبير في تسويق المنتج، لكن ومنذ بدء الجائحة تعرض المنتج الجرشي للظلم لقلة التسويق وتدني مستوى التسويق.
وتعتمد أم عبدالله على وسائل التواصل الاجتماعي والمجتمع المحلي وزبائنها في تسويق منتجها وتعد الطلبيات اللازمة لهم من خلال معرفتهم المسبقة بها وبمستوى عملها وجودة منتجها وسعره المناسب، خاصة وأن جرش تفتقر لاي جهة تسوق المنتج الجرشي أو تحميه من الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتعتقد أم عبدالله أن محافظة جرش فيها نخبة من السيدات الجرشيات المنتجات واللواتي يتميزن بمنتج قوي عالمي مطلوب ذي جودة عالية وسعر مناسب، غير أن عدم وجود أي شريك حقيقي يحمي المنتج ويسوقه يعرض المئات من هذه المهن إلى الاندثار.
وتضيف أم عبدالله أن المنتج الجرشي ما يزال يعاني ضعفا في التسويق والترويج الإعلامي وقلة التدريب والتطوير والتأهيل وظُلم في معظم المواقع الترويجية في مختلف المهرجانات والفعاليات فلا يتم عرضه بطريقة مناسبة أو تدريب وتأهيل العاملين فيه لضمان تسويق المنتج على أعلى مستوى، فضلا عن عدم تمكين السيدات العاملات بذلك المجال ماديا ومعنويا.
وتتحدث أم عبدالله عن تجربتها المريرة مع الجهات المعينة عندما عملت على افتتاح مطعمها الخاص في مدينة جرش فقد عانت من الإجراءات المعقدة وصعوبة الشروط المفروضة عليها وتكلفة التراخيص المالية المرهقة والتي لا تتناسب مع الظروف المالية، فضلا عن صعوبة الأوضاع السياحية والصحية والاجتماعية خلال جائحة كورونا مما حرمها من تحقيق حلمها في افتتاح مطعمها الخاص في مدينة جرش السياحية والحفاظ على عملها في منزلها داخل معملها الخاص.
وتتمنى أم عبدالله أن تعود عجلة الحياة كما كانت قبل الجائحة وتعود الحياة إلى المدينة الأثرية بعد التعافي من آثار الجائحة النفسية والصحية والاجتماعية، لاسيما وأن مرحلة التعافي ستكون صعبة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة.
وترى أم عبدالله أن السيدة الجرشية ما زالت بحاجة إلى تطوير وتدريب وتأهيل ودعم مادي ومعنوي لضمان استدامة المنتج الجرشي والحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتاريخي والحضاري في نفس الوقت مع ضمان مصادر دخل أسر تعيلها نساء وتوفير فرص عمل لربات منازل قادرات على العمل والإنجاز.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.