أوكرانيا تستعيد المزيد من أراضيها.. وواشنطن تضخ المساعدات
مع إحراز القوات الأوكرانية تقدما وإستعادة إضافية لاراضيها، كانت روسيا ضمتها إليها، أعلنت واشنطن عن مساعدات عسكرية إضافية لكييف، وسط تحذيرات من موسكو.
وقالت مصادر عسكرية أمس إن القوات الأوكرانية سيطرت على بلدات فيليكا أوليكساندروفكا ودافيدوف برود ونوفوبيتروفكا وستاراسيلو شمال شرق مقاطعة خيرسون، بعد هجوم مكثف بدأته في الأيام الماضية.
كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في خطابه الليلي المصور مساء أول من أمس “يتقدم الجيش الأوكراني بشكل سريع وقوي في جنوب البلاد في إطار عملية الدفاع الحالية”.
وأضاف “هذا الأسبوع وحده، منذ الاستفتاء الروسي “الزائف”، تم تحرير عشرات المراكز السكانية. تقع هذه المراكز في مناطق خيرسون وخاركيف ولوغانسك ودونيتسك”.
وأشار زيلينسكي إلى 8 بلدات في منطقة خيرسون الجنوبية انسحبت منها القوات الروسية، وقال “جنودنا لا يتوقفون. إنها مسألة وقت فقط قبل أن نطرد المحتل من كل أرضنا”.
وكان الجيش الأوكراني قد استعاد السيطرة على مدينة سفاتوهوريسك بمقاطعة دونيتسك، وتمكّن بذلك من وصل نقاط سيطرته شمال المقاطعة مع تلك التي في مقاطعة خاركيف شمالا، وصولا إلى إيزوم.
كما تمكّن الجيش الأوكراني من إخراج القوات الروسية والانفصاليين من كامل الحدود الإدارية لدونيستك، في الجزء الشمالي من المقاطعة.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني فلاديسلاف نازاروف إن القوات الروسية قصفت بالمدفعية البلدات الواقعة على خط المواجهة في خيرسون.
وأضاف نازاروف أن سفنا وغواصات روسية قرب شبه جزيرة القرم تحمل 32 صاروخا من نوع كاليبر في حالة تأهب قتالية، وفق تعبيره.
وحذر مكتب المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان أول من أمس من أن إعلان روسيا ضم مناطق أوكرانية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، وذلك في تقرير سلّط الضوء على معاناة “تفوق الوصف” يعيشها أوكرانيون.
ووثّق التقرير مقتل 6114 مدنيا منذ بدء الحرب في 24 شباط (فبراير)، مرجحا أن تكون “الأرقام الحقيقية أعلى بكثير”.
في الأثناء، صدق زيلينسكي على قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني الذي نص على استحالة إجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن روسيا ستنتظر إما تغير مواقف الرئيس الحالي، أو تنتظر الرئيس المستقبلي لأوكرانيا الذي سيغير مواقفه لصالح الشعب الأوكراني، بحسب قوله.
وردا على سؤال عما إذا كانت “العملية العسكرية الخاصة” يمكن أن تنتهي باعتماد وثيقة معينة دون مشاركة كييف، أكد بيسكوف أن التفاوض يتطلب وجود الطرفين.
المخاوف النووية
من ناحيتها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى أخذ تهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية على محمل الجد، وحذرت من أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مثل هذه التهديدات غير المسؤولة، على حدِّ وصفها.
وذكر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قوله إن “الأخطاء الإستراتيجية” للرئيس الروسي يجب أن تتوقف، محذرا من أن استخدام الأسلحة النووية سيقود إلى عواقب، بحسب قوله.
في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن واشنطن لم تر سببا يدعوها لتغيير تموضعها النووي، مضيفة أن الإدارة الأميركية لم ترصد أي مؤشرات تشير إلى استعداد روسيا لاستخدام السلاح النووي قريبا.
وفي الجانب الروسي، أكد مدير إدارة منع الانتشار والحد من الأسلحة في الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف أن بلاده ملتزمة تماما ببيان زعماء الدول النووية الخمس بشأن عدم جواز نشوب حرب نووية.
وقال يرماكوف في كلمة أمام اللجنة الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن موسكو ترى أن من أهم المهام الحفاظ على التزام الدول النووية الخمس بعدم جواز نشوب حرب بين الدول التي تمتلك أسلحة نووية، وهو ما انعكس في البيان المشترك الصادر في كانون الثاني (يناير)عن قادة الدول النووية.
مساعدات أميركية
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا بقيمة 625 مليون دولار تتضمن 4 راجمات صواريخ من طراز هيمارس مع ذخيرتها.
وأوضح البنتاغون في بيان أن المساعدات التي ستسحب من مخزون وزارة الدفاع تشمل أيضا 16 مدفعا من نوع هاوتزر من عيار 155 ملمترا، مع 75 ألف قذيفة من العيار نفسه، فضلا عن 500 قذيفة موجهة بدقة من عيار 155 مليمترا أيضا.
كما تتضمن المساعدات 200 عربة نقل مضادة للألغام والكمائن من طراز ماكس برو، و200 ألف طلقة للأسلحة الخفيفة.
وقالت لورا كوبر نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي إن راجمات الصواريخ الموجهة التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا قادرة على إصابة معظم الأهداف الروسية، بما فيها داخل شبه جزيرة القرم.
وأضافت كوبر أن بلادها تدرك أن أوكرانيا بحاجة للتزود بالدبابات في خضم حربها مع روسيا، وأن الدبابات ذات الطراز السوفياتي تمثل الخيار الأسهل، بما أن القوات الأوكرانية لديها الخبرة لاستخدامها وصيانتها.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث تطورات الأوضاع في أوكرانيا باتصال هاتفي مع زيلينسكي، مؤكدا التزامه بمواصلة دعمها.
وقال بايدن “ما زلنا مستعدين لفرض عقوبات قاسية على أي كيان يدعم الضم المزعوم لروسيا، وسنواصل حشد العالم وراء جهود أوكرانيا للدفاع عن ديمقراطيتها”.
في المقابل، علقت وزارة الخارجية الروسية على استمرار المساعدات العسكرية لكييف، وقالت مساء أول من أمس إن إمدادات الأسلحة الأميركية لأوكرانيا توشك أن تتسبب في صدام عسكري مباشر بين روسيا و”الناتو”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.