أوكرانيا تغرق في الظلام.. والغرب يضخ المزيد من المساعدات لكييف
فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن ملايين الأوكرانيين يعانون من انقطاع الكهرباء جراء الضربات الروسية على منشآت الطاقة، يبحث الحلفاء الغربيون زيادة الدعم العسكري لكييف.
ففي خطابه اليومي مساء أول من أمس، قال زيلينسكي إن أكثر من 6 ملايين أسرة ليس لديها كهرباء، مضيفا أن انقطاع التيار الكهربائي مستمر في العاصمة كييف وفي معظم المناطق.
وفي تصريحات منفصلة خلال تفقده مبنى متضررا من القصف ومركزا للطوارئ شمال العاصمة، دعا الرئيس الأوكراني مواطنيه لترشيد استهلاك الطاقة، ووعد بتجاوز الظروف الصعبة الراهنة.
وفي وقت سابق من أول من أمس، قالت شركة الكهرباء الحكومية إن طواقمها تعمل لإعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة جراء القصف الروسي الأخير، ومنها كييف التي ما يزال نحو نصف سكانها بلا كهرباء، مشيرة إلى توقف ثلث الإمدادات تقريبا.
وزاد الوضع سوءا بعد الضربات الروسية التي استهدفت الأربعاء الماضي مناطق عدة، بما فيها كييف، ووُصفت بأنها الأسوأ على الإطلاق التي تستهدف منشآت الطاقة، وبات ملايين الأوكرانيين محرومين من المياه ومن التدفئة في ظل طقس شديد البرودة.
ولمجابهة هذا الوضع، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أن الاتحاد الأوروبي سيوفر الدعم لأوكرانيا من أجل استعادة الكهرباء والتدفئة.
وفي التطورات الميدانية، قتل 15 مدنيا جراء قصف روسي استهدف أول من أمس مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا، وفقا للسلطات المحلية التي تحدثت عن إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة.
ويأتي هذا القصف بينما يستمر القتال بين القوات الأوكرانية والروسية على طرفي نهر دنيبرو في خيرسون التي استعادها الجيش الأوكراني مؤخرا.
وقالت السلطات الأوكرانية في مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد إنها بدأت بإجلاء المرضى من مستشفيات المقاطعة إلى مقاطعات أكثر أمنا، في ظل اشتداد القصف الروسي على المدينة.
من جهتها، قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن قواتها كثفت خلال الساعات الأخيرة قصفها بالمدفعية لمواقع تمركز القوات الروسية عند الضفة اليمنى لنهر دنيبرو المجاور لمدينة خيرسون، وقال الجيش الأوكراني إن عددا من قرى ريف خيرسون تتعرض لقصف روسي متواصل.
وتحت ضغط الهجوم الأوكراني المضاد الذي انطلق منذ آب (أغسطس) الماضي، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون في منتصف الشهر الحالي بعدما سيطرت على المدينة الإستراتيجية منذ أوائل آذار (مارس) الماضي، أي أسابيع قليلة بعد اندلاع الحرب.
وفي إقليم دونباس شرقا، أعلنت قيادة الأركان الأوكرانية صد 12 محاولة تقدم للقوات الروسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
ووسط المعارك المستمرة، تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن استهداف المدنيين وعدم الرغبة في التسوية السلمية.
وفي السياق، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باعتزام بلاده استعادة شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا إليها عام 2014- بأنها تشير لعدم رغبة كييف بحل المشاكل بطرق سلمية.
وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء مع أمهات الجنود الروس القتلى في أوكرانيا إن موسكو ستحقق أهدافها من العملية العسكرية.
على صعيد آخر، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أول من أمس إن فكرة إرسال منظومات دفاع جوي من طراز “باتريوت” إلى أوكرانيا كانت معروضة على وارسو، وإن القرار يجب أن توافق عليه دول محددة ويخضع لمشاورات بين أعضاء الحلف.
وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي في بروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في بوخارست الأسبوع المقبل- أن الناتو سيواصل دعمه لكييف مهما استغرق ذلك من وقت، مؤكدا أن دعم أوكرانيا هو أفضل سبيل لتحقيق حل سلمي للحرب.
وأكد الأمين العام للحلف الأطلسي أن الحلفاء يقدمون دعما عسكريا وغير عسكري لأوكرانيا بشكل غير مسبوق، وأنه سيطلب المزيد من هذا الدعم لكييف خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف في رومانيا، الأسبوع المقبل.
في السياق، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي خلال لقائه الرئيس الأوكراني في كييف أول من أمس إن بريطانيا تقدم دعمها بالأفعال وليس بالأقوال فقط.
وفي برلين، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن بلاده تناقش مع الحلفاء طلب بولندا تزويد أوكرانيا بوحدات نظام الدفاع الجوي باتريوت التي كانت مخصصة لها.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن العرض المقدم إلى بولندا لنشر بطاريات باتريوت على أراضيها وتسييرِ دوريات للمقاتلات الألمانية في أجوائها ما زال قائما.
كما قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إن الدعم العسكري الأوروبي لكييف يجب أن يستمر.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.