أوكرانيا تنفي انقسام قيادتها.. روسيا تتهم واشنطن بالسعي لكسرها

اتهمت الرئاسة الروسية الولايات المتحدة بأنها لا تريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأنها تبذل قصارى جهدها لمواصلتها، مشيدة في الوقت ذاته بالموقف الصيني إزاء الحرب، وذلك بينما نفت أوكرانيا الحديث عن انق سام قيادتها بشأن الوضع في باخموت.
وشدد الكرملين على أن روسيا ترفض أي شروط مسبقة لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى مسار سلمي، مؤكدا على أن موسكو تحقق أهدافها من خلال “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
في الوقت نفسه، أشادت الرئاسة الروسية بالموقف الصيني من الحرب، لافتة إلى أن روسيا تولي اهتماما كبيرا لموقف بكين إزاء الوضع في أوكرانيا.
في غضون ذلك، اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الغرب بتكثيف شحنات الأسلحة لأوكرانيا، وذلك “ضمن الإستراتيجية الأميركية لكسر روسيا بقوة السلاح”، على حد وصفه.
ميدانيا، وفي ما يتعلق بالمعارك في مدينة باخموت الإستراتيجية، قال شويغو إن المدينة تشكل مركز دفاع مهما للقوات الأوكرانية في دونباس، موضحا أن العمليات من أجل السيطرة عليها لا تزال مستمرة.
وقال شويغو خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون إن السيطرة على باخموت ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية.
في غضون ذلك، أكدت سلطات دونيتسك الموالية لموسكو أن القوات الروسية تسيطر على نحو نصف مدينة باخموت.
وكان موقع ريبار العسكري ذكر أن مليشيات فاغنر الموالية لموسكو وسعت رقعة السيطرة جنوب غربي المدينة باتجاه الطريق السريع المؤدي إلى مدينة تشاسوف يار.
في المقابل، قالت القوات البرية الأوكرانية إن جنودها يدافعون عن باخموت وإنهم لم يغادروها، لكنها أكدت أن القوات الروسية تواصل محاولاتها لاقتحام باخموت رغم الخسائر الكبيرة.
ونشرت القوات صورا قالت إنها للعمليات في باخموت، وأكدت أن جنودها ما زالوا في المدينة التي وصفتها بالصامدة.
وتعليقا على التطورات الميدانية في مدينة باخموت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه طلب من القادة العسكريين إيجاد القوات المناسبة لمساعدة المقاتلين في المدينة.
وأضاف زيلينسكي أنه لا يوجد جزء من أوكرانيا يمكن التخلي عنه، وأن باخموت “أعطت مثالا عظيما خلال الحرب” حسب تعبيره.
وقال إن القيادة العليا للقوات المسلحة قررت بشكل جماعي عدم الانسحاب من مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.
وفي تطور جديد عصر أمس، قال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن الحديث عن انقسام القيادتين السياسية والعسكرية بشأن باخموت دعاية روسية.
ووصف المتحدث الوضع العسكري الحالي بأنه “تحت السيطرة ونستطيع تنفيذ هجوم مضاد في أي وقت”، مضيفا أن قرار القيادة ونتيجة اجتماع الرئيس مع قادة الجيش هو مواصلة القتال في باخموت.
في الأثناء، جدد رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين انتقاداته للقيادة العسكرية الروسية، وهدد بسحب قواته من الجبهة بعد أزمة جديدة مع وزارة الدفاع الروسية.
وقال بريغوجين إن ممثله مُنع اول من امس من الوصول إلى مقر القيادة العسكرية الروسية في الجبهة مع أوكرانيا، موضحا أن هذا جاء بعد يوم من إرساله طلبا عاجلا إلى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية من أجل الحصول على إمدادات من الذخيرة.
وحذر بريغوجين من أنه إذا انسحبت فاغنر من باخموت الآن فستنهار الجبهة بأكملها، مشددا على أن الوضع لن يكون جيدا لجميع التشكيلات العسكرية التي تحمي المصالح الروسية، وفق تعبيره.
عبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن رأي لا يتوافق مع رأي وزير الخارجية الصيني تشين قانغ حين قال إن يداً خفية تقود الأزمة في أوكرانيا.
وأكد أن يد الولايات المتحدة الأميركية هي التي لا تريد إنهاء الصراع العسكري في أوكرانيا، بحسب ما نقلت وكالة “تاس” الروسية.
كما قال بيسكوف للصحفيين معلقاً على تصريح وزير الخارجية الصينية: “هنا، على الأرجح، يمكننا أن نختلف مع رفاقنا الصينيين”.
وأبدى بيسكوف على الفور تحفظاً مفاده أن هذا الخلاف مشوب بمزحة: “هل تعرفون بما تتجلى النكتة هنا؟ النكتة في أن هذه اليد ليست غير مرئية، إنها مرئية، هذه يد الولايات المتحدة، هذه يد واشنطن”.
وكان وزير الخارجية الصيني قد قال إن أزمة أوكرانيا تحركها “يد خفية” على ما يبدو من أجل إطالة أمد الصراع وتصعيده.
وأضح على هامش الاجتماع السنوي للبرلمان في بكين أن “اليد الخفية تستخدم أزمة أوكرانيا لخدمة جداول أعمال جيوسياسية معينة”، ودعا إلى بدء الحوار في أقرب وقت ممكن.
يأتي تكرار تشين لموقف الصين من حرب أوكرانيا وسط توتر متزايد بين بكين والاتحاد الأوروبي، الذي شكك في صدق الصين كوسيط عندما رفضت إعلان روسيا على أنها المعتدي في الصراع. فيما العلاقات بين بكين وواشنطن متوترة منذ سنوات بسبب قضايا منها تايوان والتجارة وأوكرانيا، لكنهم ساءت بعد الجدل الذي أثاره منطاد قالت الولايات المتحدة إنه جهاز تجسس صيني وأسقطته الشهر الماضي.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة