أوكرانيا..قصة فشل// بروفسور حسين علي غالب بابان
الشعب الأوكراني المسكين ، البيوت المهدمة ، المقاومة الأوكرانية من قبل أبناء الشعب ، الرئيس الأوكراني الذي يقفز هنا وهناك للتعريف بقضيته ولكي يحصل على الدعم لكي تستمر المقاومة ، الإعلام العالمي كله هناك ينقل أدق التفاصيل ، المشهد الأوكراني أغلب العالم يتابعه لكن بالنسبة لي هو مشهد مليء بالفشل . لقد كنت أتابع في مرحلة شبابي مثل غيري دخول القوات الأمريكية والبريطانية ومن معها إلى أفغانستان ، و “إنقاذ” شعبه الذي لا حول ولا قوة له من حكم طالبان ، وتابعت الحرب عبر الشاشات وبعدها علمت أن أمريكا جمعت بعض الأفراد القريبين منها وأسست مجلس للحكم ، وجاءت بعدها حكومات طابعها الفشل والفساد وحركة طالبان تقاوم مقاومة عنيفة لا يستهان بها ، ومر ما يقارب الثلاثة عقود وإذ تعلن أمريكا وبريطانيا أنهم توصلوا إلى أتفاق انسحاب وهم رافعين الراية البيضاء تاركة أفغانستان لحركة طالبان ، بعد خسائر مرعبة في عدد الجنود والعتاد لم يعلن عنها حتى يومنا هذا . أما العراق يحتاج الأكاديميين لجعله مادة يتم تدريسها لكل طلاب العلوم العسكرية ، فالمقاومة العراقية جعلت الجيش الأمريكية والبريطاني أضحوكة بكل ما تعنيه الكلمة ، فلقد كان يعلن الجيشين أن خسائرهم في يوم ما سبعة جنود ، لكن المقاومة العراقية تعلن أن الرقم هو عدة أضعاف هذا الرقم المعلن وكل عمليات المقاومة مسجلة منذ البداية وحتى النهاية ويتم بثها للعلن . الآن نعود إلى أوكرانيا فأنا أدعو القارئ إلى متابعة الأحداث ، طبعا من بعيد والوقوف على الحياد دون دعم الطرف الروسي أو الأوكراني ، لأن هذه الحرب هي حرب استنزاف للطرفين ، وكما يذكر الخبراء أن الحرب هذه قد تستغرب على الأقل سبعة سنوات ، وأوروبا وأمريكا يتحدثون كثيرا كعادتهم عن الدعم بكل شيء لكن الكلام لا يوجد أسهل منه ، وما يجري على أرض الواقع في النهاية هو “مسك الختام”.
أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا
التعليقات مغلقة.