إربد: الاعتداءات على الأرصفة تضع المشاة تحت خطر الدهس

إربد- أصبح لافتا حجم التعدي على الأرصفة في مختلف مناطق مدينة إربد، ذلك أن جولة واحدة في شوارع المدينة، تكشف عن أن التعديات حرمت المشاة من القدرة على استخدام الأرصفة، رغم أنها مخصصة لهم.

وبالإضافة إلى أن الأرصفة تضج ببضائع المحال التجارية وأصحاب البسطات، فإنها أصبحت في الوقت نفسه مقصدا لسائقي المركبات ممن يقومون بالاصطفاف عليها بذريعة عدم وجود مواقف كافية وخصوصا في الشوارع الضيقة، وقيام جهات خدماتية بتركيب أعمدة عليها.

وبحسب ما ذكر مواطنون لـ”الغد”، فإن العديد من أصحاب المحال التجارية يقومون بالاعتداء على الرصيف من خلال إخراج بضائعهم عليه، الأمر الذي يعيق حركة المشاة ويدفعهم إلى المسير في حرم الشارع معرضين أنفسهم لخطر الدهس.
وأشاروا إلى أن العديد من أصحاب المحال التجارية أيضا، يتخذون الأرصفة كأماكن  للجلوس، خصوصا في فصل الصيف، لافتين إلى أنهم يستبيحون الأرصفة المقابلة لمحلاتهم ويقومون بوضع الكراسي والطاولات في حرم الرصيف.
المواطن محمد الخصاونة، يقول “حتى حاويات النفايات يتم وضعها في بعض الشوارع على الرصيف نظرا لضيق الشارع، الأمر الذي يتسبب بعرقلة حركة المشاة”، مشيرا إلى أن “الأرصفة في إربد مستباحة من جميع الجهات دون أن يكون هناك مراعاة لحق المواطن في السير بطريقة آمنة عليها”.
ولفت الخصاونة إلى أن “الأحياء القديمة معدومة فيها الأرصفة بسبب المخالفات التنظيمية، فهناك أحياء بالكامل لا يوجد فيها أرصفة بسبب الاعتداء عليها من قبل مواطنين ببناء منازلهم على نقطة الصفر بالشارع، دون أن يكون هناك ارتدادات قانونية حسب النظام وكانت البلدية آنذاك تقوم بتحقيق غرامات على المخالفين دون إنذراهم بالإزالة”.
وقال المواطن أحمد عبيدات، إن “العديد من أصحاب المحال التجارية يتعاملون مع الأرصفة وكأنها ملكية خاصة، وهي ظاهرة منتشرة في مختلف مناطق إربد، دون جهود واضحة لحلها بشكل دائم من قبل البلدية”.
وأشار إلى أن “العديد من المشاة تعرضوا لحوادث دهس بسبب قيامهم بالمسير في حرم الشارع، وهناك بسطات تغلق أرصفة بشكل كامل في وسط إربد وتعتدي على الشوارع دون أن يكون هناك جدية من البلدية في إزالتها”.
وأكد عبيدات، أن “هناك أرصفة تحولت إلى مواقف لعرض السيارات أمام المعارض، إضافة إلى قيام سائقين بركن مركباتهم على الرصيف لعدم وجود مواقف، الأمر الذي تسبب بإغلاق كامل للأرصفة والحيلولة دون قدرة المواطن على استخدامها”.
أما المواطن علي مناصرة، فقال إن “الرصيف في الشارع الذي يسكنه تحول إلى مكان لغسيل السيارات، مما يجعل من الصعوبة المشي عليه، ناهيك عن أن هناك أرصفة خصوصا في ساعات المساء تتحول إلى مكان للسهرات الشبابية وتدخين الأرجيلة”.
وأكد مناصرة، أن “الوضع سيئ وهناك استغلال واضح من أصحاب محلات وأصحاب سيارات للأرصفة وحتى الشوارع، ولا بد من قانون رادع للمخالفين”، مشيراً إلى أن “كبار السن والسيدات والأطفال يتعرضون للخطر يومياً بسبب الاعتداءات على الأرصفة”.
وأضاف، “لم يبق لدى المواطن خيار سوى تقاسم الطريق مع السيارات العابرة مخاطرين بحياتهم بالسير بين السيارات، أو يضطرون إلى النزول والصعود مرات متعددة من الرصيف إلى الطريق وبالعكس نتيجة تعذر عبورهم على هذه الأرصفة المشغولة بمختلف النشاطات التجارية”، لافتا إلى أن “أطفالا وطلاب مدارس يضطرون وهم في طريق ذهابهم وعودتهم من مدارسهم للمشي وسط أزمة السيارات”.
وقال مناصرة، “تحولت الاعتداء على الرصيف إلى أمر أقل من عادي، حتى أنها باتت حقا مكتسبا لأصحاب هذه النشاطات التجارية، لدرجة أن بعض هذه النشاطات على تنوعها باتت جزءا لا يتجزأ من الرصيف، حيث يتم مشاهدة مقاه تنشر طاولاتها وكراسيها في الطريق وتحتل جزءا منه حتى أصبحت أهم من المحال ذاتها  فأصحاب المطاعم والمقاهي يبحثون عن الرصيف لتوسيع مشاريعهم التجارية واستثمار مساحة وموقع الرصيف قبل المحل نفسه لكونه يشكل بيئة مناسبة لجذب الزبائن”.
من جهته، قال الناطق الإعلامي في بلدية إربد الكبرى غيث التل، إنه “يتم استغلال الارتداد من قبل عدد كبير من التجار في المدينة، ويحمل هذا الاستغلال أكثر من وجه، إذ تسمح البلدية باستغلال مشروط بالإزالة الفورية في حال طلبت البلدية ذلك، أو ورود شكاوى من قبل المجاورين، ويتم العمل بهذا الأمر في عدد من الشوارع التي يكون فيها ارتداد الأبنية لأمتار طويلة مثل شارع البتراء وشارع الشهيد وصفي التل إذ تبلغ مسافة الارتداد في هذه الشوارع حوالي 15 متراً وتم السماح خلال السنوات الماضية لأصحاب المحال باستغلال 6 أمتار منها مقابل بدل سنوي، وتنوي البلدية إعادة دراسة  هذا الأمر بداية العام المقبل”.
وأشار إلى أن “عددا من الأشخاص الذين يقومون بالاعتداء على الارتداد والأرصفة دون أي ترخيص وقد تشكل اعتداءاتهم هذه إغلاقا للأرصفة وهي الحالة التي تتعامل معها البلدية وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها ويتم توجيه إنذار بالإزالة ومن ثم إخطار تنفيذ يليه تحويل للحاكمية الإدارية ثم تقوم كوادر البلدية بإزالة المخالفة والاعتداء”.
وقال التل، إن “البلدية تتابع ما تطلق عليه اسم (الاعتداءات المتحركة) الذي يتمثل بعرض البضائع في سعة الرصيف وهو الأمر الذي تكون متابعته منوطة بقسم الأسواق الذي يجري موظفوه جولات ميدانية مستمرة في الأسواق والأحياء لمنع هذه الاعتداءات وإزالتها بشكل فوري لكن كونها متحركة ويمكن إخفاؤها سريعاً وإعادة نشرها على الطريق فقد تتكرر هذه الاعتداءات بشكل أو بآخر”.
وأكد التل أن “البلدية اشترطت على أصحاب السوبر ماركت وضع ثلاجات العرض الخارجية بشكل جانبي بحيث لا تعيق حركة المرور علماً بأن البلدية تقوم بإزالتها بشكل قانوني في حال شكلت عائقا للمشاة على الرصيف”.

 أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة