إربد: “الفستق السوداني”.. زراعة نوعية جديدة تواجه ركود الإنتاج التقليدي
دفعت حالة الركود التي تعيشها الأسواق في إربد، صاحب محل تجاري (عدد يدوية) هشام العمري إلى التفكير في إيجاد مصدر دخل بديل لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث قرر البدء بمشروع صغير لزراعة “الفستق السوداني” بمساحة أرض محدودة بجانب منزله.
يقول العمري الذي يسكن في بلدة كفركيفيا بلواء الكورة في إربد ويملك محلا تجاريا وسط مدينة إربد إن الأسواق التجارية بعد جائحة كورونا تشهد حالة ركود غير طبيعية وغالبية المحال باتت غير قادرة على الإيفاء بمستلزماتها الشهرية من أجور وعمالة وكهرباء ومياه وغيرها.
وأضاف العمري أن حالة الركود بعد أكثر من سنة دفعها إلى التفكير بالتوجه إلى قطاع آخر لعله يساهم في توفير مصدر دخل، مؤكدا أن المنطقة باتت شبة مكتفية بالمزروعات التقليدية كالبندورة والخيار والزراعات الصيفية الأخرى، مما دفعه زراعة نوع فريد من المزروعات تلقى طلب من المستهلكين.
وأشار إلى انه المرة الأولى التي يتم فيها زراعة الفستق السوداني بعدد محدود من الاشتال، حيث كانت في إطار التجربة، بعد أن تم زراعتها في مطلع شهر أيار (مايو) الماضي ، رغم أن زراعتها الطبيعية في شهر نيسان (ابريل)، لكنها أعطت نتائج مبهرة.
وقال العمري، إن نتائج تجربته الأولى في زراعة ” الفستق السوداني” فستق العبيد، أثبتت نجاحها رغم تأخر مرحلة زراعتها عن موعدها المقرر مطلع نيسان (ابريل) الماضي.
وأكد أن هدف إجراء تجربة زراعة الفستق السوداني، هي معرفة مدى ملائمتها لتربة وأجواء منطقة كفركيفيا وقدرتها على مواجهة الحشرات أو الفطريات، لافتا أن التعامل مع نباتها سهل جدا ولا يحتاج إلى الكثير من العناية.
ولفت إلى أن زراعة الفستق الحلبي لا يحتاج لكميات كبيرة من المياه وهو زراعة بعلية، مؤكدا أن الكميات التي أنتجها هي كميات ليست تجارية وإنما لاستهلاك أسرته، متمنيا أن يبدأ بمشروع زراعي كبير تموله وزارة الزراعة من خلال قرض ميسر وتسهيلات للبدء بإنتاج هذه المادة.
وأكد أن الفستق السوداني يبدأ بالإنتاج بعد 45 يوما من زراعتها وبعدها يحتاج لمدة أسبوعين من أجل تنشيفه تحت أشعة الشمس وهي زراعة هوائية لا تحتاج إلى بيوت بلاستيكية.
وقال محمد شريدة إنه قام قبل سنوات بزراعة الفستق السوداني لكن بكميات قليلة تكفي استهلاك أسرته، مؤكدا أن الزراعة بحاجة إلى دعم من وزارة الزراعة من أجل إنتاج كميات تجارية تكفي السوق المحلي.
وأضاف أن سعر كيلو الفستق السوداني يباع في الأسواق بسعر دينارين إلى 3 دنانير ويتم استيراده من الخارج، مؤكدا أن استصلاح أراض في مناطق الكورة من شأنها تشجيع هذه الزراعة الحديثة.
وقال رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين فرع إربد المهندس ماجد عبندة إن هناك مساحات أراض كبيرة يمكن استغلالها لزراعة الفستق السوداني والتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعات الحديثة في ظل إغراق السوق المحلي بالمزروعات التقليدية.
وأشار إلى أن هناك العديد من مناطق المملكة ملائمة لزراعة الفستق السوداني ولكن بحاجة إلى دعم من وزارة الزراعة وتقديم التسهيلات للمزارعين من أجل تشجيع هذه الزراعة وخصوصا وان الأردن مستورد لهذه المادة ولا ينتجها.
وقال إن أسعار كيلو الفستق السوداني تتراوح في السوق المحلي ما بين دينارين إلى 3 دنانير وفي حال تم إنتاجها محليا ستنخفض أسعارها، مؤكدا أن زراعة الفستق السوداني سهل كغيرها من الزراعات الأخرى كالبطاطا والبندورة وغيرها.
ولفت إلى أن زراعة الفستق السوداني لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، إلا إنها بحاجة إلى مناطق تكون فيها درجات الحرارة منخفضة، مؤكدا على ضرورة دعم المزارع للتوجه لمثل هذه المزروعات الحديثة بدلا من الزراعات التقليدية التي يقبل عليها المزارعون وبالتالي إحداث فائض في الإنتاج وانخفاض الأسعار.
وقال إن الأردن يعتمد على استيراد كافة احتياجاته من المادة من الأسواق الخارجية، مؤكدا أن الأردن يمكن أن يصل إلى إنتاج كميات كبيرة من الفستق يكفي السوق المحلي وتصدير الزائد للخارج.
بدورها، قالت مديرة زراعة لواء الكورة المهندسة ازدهار السرحان، أن المديرية على استعداد تام لتقديم المساعدة للمزارعين من خلال تقديم عمليات الرش والإرشاد وغيرها حسب الإمكانيات المتاحة.
وأكدت أن وزارة الزراعة تشجع المزروعات الحديثة وفي حال وصلت لمرحلة الاكتفاء المحلي من الزراعات فأنها تمنع الاستيراد حفاظا على المنتج المحلي.
وتقدر مستوردات المملكة من الفول السوداني بنحو 15 آلاف طن بقيمة تصل إلى 11 مليون دينار سنويا، فيما يتم زراعة الفستق السوداني في بداية شهر نيسان (أبريل) ويستمر حتى أول أسبوع من شهر أيار (مايو).
وتصل الإنتاجية العالية للدونم الواحد إلى 500 كيلو وبمعدل بيع من المزارع.
ويعد الفستق السوداني أحد أنواع البقوليات وهو من المحاصيل الصيفية ويعد من المحاصيل التي يسهل التعامل مع زراعتها من حيث عمليات الرعاية والخدمة.
ويتحمل نبات الفستق السوداني درجات الحرارة المرتفعة، ولكن يجب الحرص على الاحتفاظ برطوبته، عن طريق ريه بنسبة تتراوح بين 25.4 : 50.8 مليمتر كل أسبوع، كما يجب أن تكون التربة التي سيتم زراعة الفول السوداني بها تربة ذات تصريف جيد، ويكون رقمها الهيدروجيني بين 5 : 8، كما يجب أن تخلو من الأحجار كبيرة الحجم، أو جذور الأشجار، وكذلك من المخلفات الكيميائية.
والفستق السوداني من المحاصيل التي يجب عدم زراعتها في نفس الحقل لعدة مواسم، حيث يجب اتباع خطة لتناوب زراعة المحاصيل، ويجب أخذ عينة من التربة قبل البدء في الزراعة حتى يتم تحديد الاحتياجات الغذائية اللازمة لها، وتزويد التربة بالسماد عند الحاجة له قبل البدء في حراثة التربة.
احمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.