إربد: مواطنون يواجهون البطالة باستصلاح أراض بور
حوَّل المئات من المواطنين الذين فقدوا فرص أعمالهم ويعانون البطالة في إربد، أراضيهم التي كانت بورا إلى أراض خضراء، بعد أن عملوا على استصلاحها وزراعتها بالمزروعات الصيفية، ليتمكنوا من إعالة أسرهم وذويهم لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وقال مأمون التميمي إن أرضه التي تزيد مساحتها على 8 دونمات استصلحها، بعد أن كانت لا تصلح للزراعة ودفع عليها مبالغ مالية كبيرة، لاستصلاحها للزراعة، سيما بعد أن تراجع دخله بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وأضاف التميمي الذي تراجع دخله بشكل كبير بسبب تداعيات الجائحة، أن العديد من الأراضي الزراعية في إربد تصلح للزراعة، إلا أن عدم قدرة أصحابها على استصلاحها يحول دون قيامهم بزراعتها للاستفادة منها.
بيد أنه أشار الى أن وزارة الزراعة كانت في السابق تقدم دعما للمزارعين، لاستصلاح الأراضي ببناء آبار مياه وعمل أسوار حديدية على الأرض، إلا إنها في الوقت الحالي لا تقدم أي دعم للمزارع.
وأشار إلى أن الزراعات الصيفية تواجه العديد من المعوقات كارتفاع أسعار المواد الأولية من بذار وأسمدة ومبيدات رش وغيرها، إضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية والمياه، مما يحول دون الاستمرار بعملية الزراعة الصيفية.
وأكد التميمي أن انخفاض الأسعار في المنتجات الصيفية سيحد كثيرا من المزارعين الذين استثمروا أراضيهم بمبالغ مالية كبيرة، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية تصدير المنتجات للخارج نظرا لكثرة المعروض ومحدودية الطلب.
وتبلغ الأراضي المزروعة بالخضراوات الصيفية البعلية في إربد كالبندورة، البصل، اللوبياء، البطيخ، الشمام، الباميا، الكوسا، الخيار، اليقطين، القثا والفقوس حوالي 12 ألف دونم.
وقال علي الطلافحة، إنه اضطر إلى استصلاح أرضه لزراعتها والحصول على دخل يمكنه من سداد ديونه التي تراكمت عليه بسبب تداعيات جائحة كورونا، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية دعم المزارعين.
وأكد الطلافحة، أن الموسم الصيفي فرصة لتشغيل الشباب المتعطلين عن العمل، بقطف المنتجات الصيفية وزراعتها وحراثة الأرض وبيع المنتجات.
ولفت إلى أن عملية زراعة أرضه توفر عشرات فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل بشكل موسمي، إضافة إلى أن المزروعات الصيفية تكفي احتياجات المواطنين من تلك المزروعات.
وقال يوسف مصطفى الذي يعاني البطالة بعد فقدانه عمله بسبب الجائحة، إنه استأجر عشرات الدونمات في مناطق مختلفة في محافظة إربد لزراعتها بالحبوب الصيفية، مؤكدا أن هذا الموسم المطري في بعض مناطقها كانت غير كافية لإنجاح الموسم الصيفي.
وأشار إلى أنه اضطر لحراثة الأراضي وهي مزروعة بأشتال البندورة مرة أخرى هذا العام، حتى لا يكون هناك “تسطيح” للأرض وبالتالي تتبخر المياه المخزنة فيها.
وأكد مصطفى، أن العمل بالزراعة يوفر له دخلا جيدا، إضافة إلى تشغيله لعشرات الشباب المتعطلين عن العمل طيلة العام.
وأكد أن الإقبال على شراء المزروعات الصيفية كبير من المواطنين، وخصوصا أن تلك الزراعات لا تعتمد على السقاية “بعل” ولا على الأسمدة والهرمونات ويتم قطفها وبيعها مباشرة للمواطن من خلال “خيمة” يتم نصبها بجانب الأرض.
يشار إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزراعات الصيفية المختلفة في شتى مناطق محافظة إربد تبلغ حوالي 64 ألفا و616 دونما، تنتج حوالي 92 طنا من المنتجات الزراعية الصيفية.
وقال إبراهيم جرادات الذي تعطل عن العمل وتراجع دخله بسبب تداعيات الجائحة، إن الموسم المطري في محافظة إربد كان جيدا وضمن المستوى العام، مما دفعه إلى استئجار قطع أراض في مناطق مختلفة في المحافظة لزراعتها بالمزروعات الصيفية.
وأشار إلى أنه استأجر مئات الدونمات من الأراضي لزراعتها بالحمص والبندورة والكوسا والباميا والفقوس واليقطين وغيرها من المزروعات الصيفية التي تلقى إقبالا من المواطنين كونها بلدية، مؤكدا أن الإنتاج لهذا الموسم كان جيدا، إلا أن الأسعار كانت منخفضة ولا تحقق سوى أرباح هامشية، في ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة والأيادي العاملة.
ويساهم القطاع الزراعي بـ27.7 %من الناتج المحلي، فيما تراجعت نسبة المساحات المزروعة من الأراضي الزراعية ما نسبته 40 % في مختلف مناطق المملكة.
وقال مدير زراعة إربد الدكتور عبد الوالي الطاهات، إن مساحات الأراضي المزروعة بالمزروعات الصيفية تتجاوز 12 ألف دونم من شتى الأنواع وتكفي لاستهلاك المواطنين في المحافظة. وأشار إلى أن المديرية توفر خدمات الإرشاد للمزارعين، إضافة إلى حل أي مشاكل قد تواجههم أثناء الزراعة، لافتا إلى أن العديد من الفرق الزراعية تقوم بجولات ميدانية على المزارع.
وأكد أن وزارة الزراعة تقدم دعما للمزارعين في حال قيامهم باستصلاح أراضيهم، من خلال المساهمة في بناء آبار مياه وتسوير الأرض بسياح حديدي وتقديم الأشجار، مؤكدا أن هذا العام لم يتم رصد أي مخصصات من موازنة مجلس المحافظة لغايات استصلاح الأراضي.
وبين أن معدل الهطل المطري لهذا العام في معظم مناطق المحافظة بلغ 115 %، حيث ساد خلال الموسم فترات انحباس مطري رافقه في معظم الأيام ارتفاع على درجات الحرارة، مؤكدا أن مخزون التربة الحالي من الرطوبة كان مناسبا للزراعات الصيفية المختلفة.
احمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.