إصدار جديد حول المضامين التربوية في القرآن الكريم وانعكاساتها على فكر المسلم

=صدر حديثا عن مركز الكتاب الأكاديمي للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان: المضامين التربوية في القرآن الكريم وانعكاساتها على فكر المسلم للدكتورة نعمة العمري. يقع الكتاب في أربعة فصول وتمهيد، وخاتمة وتوصيات.يمثل هذا الكتاب محاولة للفهم والتحليل والتأويل في آن، وهي محاولة تكتنفها صعوبات متعددة؛ لكنها تظل ضرورية وملحة في غير حالة. لقد أعاد النص القرآني صوغ العقل والوجدان العربيين، وعلى أساس من أفكار هذا النص، قامت حضارة كاملة أثرت تأثيرا عظيما في مجرى التاريخ الإنساني؛ فقد سمت بالسلوك الإنساني والقيمي من عادات الجاهلية إلى عالم الرفعة والإجلال والسمو بالقيم الإنسانية والدينية.تنطلق التربية الإسلامية من أصول مرجعية ثابتة؛ تتمثل في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ومنهج الصحابة الكرام؛ فالقرآن هو المصدر التربوي الأول الذي يتضمن أسمى أنواع التربية التي تهدف إلى بناء الشخصية الإسلامية، وتجعلها قادرة على التفاعل مع الآخرين. قال تعالى: (إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) ( الإسراء 9)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. والخلق أمر عظيم في الإسلام، فقد وصف الله سبحانه وتعالى مادحا رسولنا الكريم بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).(سورة القلم 4) . إن تربية النشء الإنساني على القيم الإسلامية السامية هي من جواهر الرسالة السماوية؛ فقد قال النبي عليه السلام: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً …”إلهام واستقصاء واسعان، ولغة واضحة أقرب إلى السهل الممتنع، وتقسيم ورصد دقيقان، ومنهجية تحليلية تعتمد في الأساس على المنهج الاستقرائي؛ ولكنها لا تجد غضاضة في الاستفادة من المناهج الأخرى.ومما يثير إعجابي، ويشد انتباهي في هذا الكتاب أن الدكتورة لم تتوقف عند سورة قرآنية مكية بعينها؛ بل تجاوزت ذلك كله إلى السور المكية جميعها، بلا كلل أو ملل، وهذا جهد عظيم يغني البحث، ويؤصل للدراسات التربوية في انعكاس منظومة القيم التربوية القرآنية في سلوك الأفراد والجماعات من منطلق ديني وإنساني وحضاري، وكم تحتاج البشرية اليوم لمثل ذلك، في زمن تنهار فيه القيم يوما بعد يوم.ولا شك أن في الكتاب مجالا للملاحظة، شأنه شأن أي عمل بشري يدور حول أعظم نص إلهي عرفه الوجود، لكن ما يقدمه الكتاب للدراسات التربوية والإسلامية أكبر من أي ملاحظة يمكن أن تثار حول بعض أطروحاته.الدكتورة منى السعدي

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة