إطلاق فعاليات الشونة الجنوبية مدينة للثقافة الأردنية لعام 2025

أطلقت وزارة الثقافة، من ساحة النصب التذكاري لشهداء الكرامة (الجندي المجهول)، اليوم الأربعاء، الأيام الثقافية للواء الشونة الجنوبية مدينة للثقافة الأردنية 2025.
وقال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إن المدن والألوية الثقافية” تعد جزءا مهما من إنجازات الوزارة حيث نطلق احتفال “الشونة من الصرح الذي يحمل على جداره قائمة الشرف والمجد لشهداء الوطن”، لافتا إلى أن الاحتفال يأتي ضمن برنامج وزارة الثقافة “للمدن والألوية الثقافية”.
وأضاف أن هذا البرنامج يقوم على مبدأ توزيع مكتسبات التنمية باستدامة وعدالة على المحافظات، وتنشيط الصناعات الثقافية التي تقوم على الإرث المجتمعي والميزة النسبية لكل مدينة وقرية ومنطقة في وطننا”.
وأشار الرواشدة إلى “أننا ونحن نقف في هذا المكان، لا بد أن نستذكر بطولات جيشنا الأبي وهو يدافع عن ثرى الوطن وحماه، ونستذكر تضحيات الجنود المجهولين الذين صنعوا النصر ودونوا أسماءهم في سجل الخالدين، ونستذكر القامات الثقافية، ومنهم الشاعر الفارس نمر بن عدوان وسيرة المسيح الذي مرّ، وأحداث تاريخية جرت على هذه البقعة، والتي تمثل مادة خصبة للنصوص الروائية والقصصية والحكايات الملحمية، وكذلك النصوص البصرية، ومنها التشكيلية والسينمائية”.
وبين أن الشونة، التي تعني قديما المخزن وسلة الغذاء، وما يتصل بالغذاء من قيم وعادات تتصل بالكرم وأسلوب حياة والضيافة، بقيت وما تزال بيتا للكرم والشهامة، إضافة إلى ما يتمتع به اللواء جغرافيا من متنفس سياحي في الشتاء.
ولفت إلى أن لواء الشونة الجنوبية من المناطق الأردنية ذات التاريخ السياسي الأردني منذ عهد الإمارة وحتى يومنا هذا، فقد كان وما يزال وسيبقى البوابة المشرعة إلى فلسطين وبيت المقدس ويمثل أحد المنارات الثقافية المبكرة لتأسيس الدولة الأردنية، حيث كان قصر المصلى الملكي الملتقى لمثقفي وأدباء الأردن والعرب، وكان شهد البيعة الأردنية للهاشميين في ثلاثينيات القرن الماضي.
وقال الرواشدة”إننا نأمل من خلال اختيار لواء الشونة أن يقدم مبدعوه تاريخ المكان وجمالياته وتنوعه، ومكانته في وجدان الأردنيين وارتباطه بمعارك الشرف لجيشنا العربي المصطفوي من خلال جملة من المشاريع الثقافية والفنية الإبداعية التي تسهم في إغناء سرديتنا الوطنية”.
من جهته، قال متصرف اللواء الدكتور صقر الدروع “إن اختيار لواء الشونة الجنوبية مدينه للثقافة الأردنية يشكل وسام فخر واعتزاز لنا جميعا ويعكس غنى إرثنا الحضاري، وتنوعنا الثقافي، وعمق انتمائنا الوطني، وما اختيارنا لموقعنا هذا (صرح شهداء معركة الكرامة) ليكون مكانا لانطلاق احتفالاتنا، ليس مجرد اختيار جغرافي، بل هو تكريم للشهداء الأبرار”.
وتحية إجلال وإكبار لبطولات قواتنا المسلحة الذين سطروا بدمائهم الزكية ملاحم البطولة في الدفاع عن تراب هذا الوطن فالثقافة الحقيقية تنبع من الأرض، من التاريخ، ومن تضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وأضاف الدروع”لم تكن الشونة الجنوبية يوما فقط أرض الزراعة والماء بل هي أرض المثقفين والفنانين والمبدعين وهي تمتاز بأصالتها وتاريخها العريق وتنوعها الانساني والثقافي وكانت دوما حاضنة للهوية الأردنية بجمالياتها كافة، وتؤكد من خلال هذا الإعلان على قدرتها على أن تكون منبرا للإبداع، وفضاء مفتوحًا للفكر، وملتقى للفن والمعرفة التي تعد أساسا في بناء الإنسان، وتعزيز الانتماء، وترسيخ القيم.
وأكد الدروع أن أبناء لواء الشونة الجنوبية يثمنون مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني من القضايا العربية والاسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة والعدوان على غزه ويرفضون أي محاولات للمساس بأمننا الوطني ووحدتنا الوطنية ويشدون على أيدي أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة بالضرب بيد من حديد على كل من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا.
واشتمل الحفل الذي حضره عدد فاعليات رسمية وشعبية من محافظة البلقاء على فقرات فنية وتراثية وقصائد شعرية متنوعة و عروض فنية وفلكلورية أحيتها فرق شعبية من أبناء اللواء، قدمت خلالها لوحات من الدبكة والموسيقى والأهازيج التراثية، إلى جانب مشاركات شعرية وفنية من مبدعين محليين.
–(بترا)