إنجاز من رحم المعاناة للكرة الأردنية.. هل تلتفت له الحكومة؟
الدوحة – نزع المنتخب الوطني لكرة القدم ثوب المشاركات المشرفة، وارتدى عباءة الأبطال بحثا عن إنجاز تاريخي، يتمثل في بلوغ المشهد الختامي لنهائيات كأس آسيا 2023، وعدم الاكتفاء بالوصول إلى نصف النهائي الذي يعد أيضا إنجازا غير مسبوق.
الإنجاز الحالي لم يكن واردا قبل مشاركة المنتخب في البطولة، لأن المعطيات لم تكن مبشرة بالخير، حيث عاشت الكرة الأردنية خلال الفترات الماضية في ظروف صعبة، لم تمنح الشارع الرياضي والإعلام التفاؤل في تحقيق إنجاز تاريخي، لكن جرت الرياح كما تشتهي سفن لاعبي المنتخب الوطني، ليدون المدرب المغربي الحسين عموتة اسمه في سجلات التاريخ للكرة المحلية، كأول مدرب ينجح في بلوغ نصف نهائي البطولة الآسيوية.
المشاكل في الكرة المحلية كانت واضحة لدى القريب والبعيد، حيث تعاني الأندية من ضائقة مالية خانقة، تجسدت على أرض الواقع من خلال إضراب العديد من اللاعبين عن التدريبات، إلى جانب فسخ عقود آخرين لعدم تحصيل حقوقهم المالية، الأمر الذي دفع الأندية في إحدى جولات دوري المحترفين عن الامتناع عن اللعب، قبل التوصل لحلول بسيطة مع اتحاد الكرة.
كما يعاني دوري المحترفين من عدم وجود راع للمسابقة، إلى جانب تخصيص جوائز مالية متواضعة لأصحاب المراكز الأولى في البطولة، حيث يحصل الفريق الفائز باللقب مع نهاية الموسم على جائزة مالية تقدر بـ60 ألف دينار، وهو مبلغ ضعيف مقارنة بعقود اللاعبين المحليين أو الأجانب التي يبرمها كل ناد خلال الموسم.
وأصبح المنتخب الوطني مطالبا في مباراة كوريا الجنوبية يوم غد، بتحقيق الفوز وبلوغ المشهد الختامي، نظرا لتقديمه مستويات جيدة جعلت حظوظه متساوية مع الفرق المتواجدة في الدور الحالي، علما بأن جميع المنتخبات المتواجدة في نصف النهائي، سبق لها بالصعود على منصة التتويج باستثناء “النشامى”.
وأثبت اللاعب الأردني جدارته، وتفوق على العديد من لاعبي دول مجاورة، يحظى فيها اللاعب بحياة رياضية مستقرة، وتلقي العديد من اللاعبين، العروض من أندية خارجية.
وعلى ضوء ما تحقق، تزداد المطالبات حول ضرورة أن ترى الحكومة هذا الإنجاز والبناء عليه في دعم الرياضة والرياضيين في الفترة المقبلة، حيث ارتكزت مناشدات إدارات الأندية واتحاد الكرة في أوقات سابقة، على ضرورة أن يكون للحكومة دور في تعزيز ودعم الرياضة بمختلف القطاعات، نظرا لأهميتها المجتمعية وقدرتها على رفع اسم الوطن في المحافل المختلفة.
وأشار المدرب إسلام جلال إلى أن الحال لن يتغير في الكرة الأردنية، لأن هناك العديد من الإنجازات التي تحققت، وإن كانت تحمل أهمية أقل من الإنجاز الحالي، دون أن تحرك الجهات الحكومية المعنية ساكنة.
وتمنى جلال في حديثه لـ”الغد”، يأن تحظى الرياضة والكرة المحلية بدعم حكومي قوي، إلا أن الشواهد كثيرة على عدم حدوث ذلك، ومنها تأهل منتخب الشباب لكأس العالم، وفوز الفيصلي وشباب الأردن بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، وحصول المنتخب الأولمبي على برونزية كأس آسيا، وإنجازات فردية عديدة في التايكواندو وغيرها من الرياضات.
وأضاف: “لو حقق المنتخب الوطني كأس العالم ستبقى الرياضة الأردنية بدون الدعم الحقيقي والمفروض لها، أو الاكتفاء بدعم خجول الذي لا يلبي الطموحات، حتى في رياضات أخرى كمنتخب السلة الذي يصل باستمرار لكأس العالم، كلها إنجازات لم تجعل الحكومة تفكر في أن تكون الرياضة ضمن أولوياتها”.
من جهته، لفت المتابع المقيم في قطر خالد الرفاعي، إلى أن الحكومة أصبحت مطالبة بتقديم الدعم بعد أن أصبح المنتخب الوطني بين المنتخبات الكبار الأربعة في البطولة الآسيوية، مشيرا إلى أن جميع مؤسسات الوطن عليها تقديم الدعم المادي في الفترة المقبلة للكرة الأردنية.
وأوضح الرفاعي أن الالتفات للإنجاز العظيم وغير المسبوق في تاريخ المشاركات الأردنية بالبطولة القارية، أصبح أمرا إلزاميا على القطاع الخاص أيضا، من الناحيتين المادية والمعنوية، بهدف الوقوف خلفه في جميع الاستحقاقات المقبلة، أملا بمواصلة الإنجازات والتأهل لكأس العالم.
وأكد الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي ثامر صوالحة، أن وصول المنتخب لنصف نهائي أكبر بطولة قارية، يتطلب من الجهات الحكومية الدعم للمنتخب الوطني والكرة الأردنية بشكل عام، في ظل المعاناة التي تمر بها الأندية والمنتخبات الوطنية.
وأشار صوالحة إلى أن على الاتحاد أن يرفع الجوائز المالية للبطولة المحلية، إضافة إلى ضرورة توفير داعم قوي أو شركة عالمية ولمدة طويلة، وتسهيل عملية رعاية الشركات الخاصة للأندية، وبيع حقوق المباريات المهمة للأندية الأردنية لقنوات عربية كبيرة.
الغد/ مهند جويلس
التعليقات مغلقة.