إنهاء فوضى الوسط التجاري.. بلدية الكرك أمام مهمة صعبة عمرها سنوات

تخوض بلدية الكرك الكبرى، جولة جديدة في مواجهة أحد الملفات الذي يشكل منذ سنوات طويلة، تحديا بارزا للبلدية، حيث يأمل سكان وتجار في مدينة الكرك وضواحيها، بأن تساهم الإجراءات الأخيرة التي نفذتها البلدية بالتعاون مع الجهات المعنية، لإزالة الاعتداءات بمختلف أشكالها على الأرصفة والشوارع، في إنهاء حالة الفوضى التي يعيشها الوسط التجاري بالمدينة.

وتشهد مدينة الكرك، خصوصا الوسط التجاري، حالة من الفوضى والاعتداءات المستمرة على الأرصفة والشوارع من أطراف مختلفة، حيث يقوم بعض التجار بوضع البضائع خارج محالهم وعلى الأرصفة والشوارع، فيما يعتدي عليها أيضا بعض الباعة المتجولين ببسطاتهم وعرباتهم أو بإقامة “المعرشات”، ما أحال وسط المدينة التجاري إلى سوق شعبي تسوده الفوضى، وسبق أن قامت البلدية بإجراءات عدة لثنيهم عن ذلك، إلا أنهم يعودون بعد الفترة للسلوك ذاته.

وخلال الفترة القليلة الماضية، نفذت بلدية الكرك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية حملة واسعة النطاق لإزالة جميع الاعتداءات على الأرصفة والشوارع بوسط المدينة التجاري، خصوصا منطقة ميدان الشهيد الذي شهد عملية إعمار حديثة قبل أشهر، حيث قامت كوادر البلدية بإزالة الاعتداءات بواسطة آلياتها وبرفقة كوادر الشرطة، والعمل على إعادة حال الأرصفة والشوارع إلى ما كانت عليه قبل سنوات بلا أي اعتداءات عليها.
ورغم أن البلدية قبل أشهر، ولإنهاء حالة الفوضى، قامت بإزالة وتجريف أجزاء واسعة من المشروع السياحي الثالث، خصوصا الأرصفة المجاورة للمسجد العمري التاريخي، وإزالة تمثال صلاح الدين الأيوبي بوسط المدينة، في إطار توسعة المنطقة وبناء مجسم بديل عن التمثال الذي كان قائما لفترة طويلة بوسط المدينة، ويعتبر جزءا من هويتها التاريخية، إلا أن حالة الفوضى تلك عادت لتتجدد في موقع المشروع الذي وصلت كلفته إلى 300 ألف دينار، على شكل انتشار عشوائي لعشرات البسطات والمعرشات.
حول ذلك، يقول المواطن خالد الضمور، إن “الإجراءات التي نفذتها البلدية أخيرا، من شأنها إنهاء حالة الفوضى السائدة داخل وسط المدينة، خصوصا الوسط التجاري الذي كان من الصعوبة بمكان على أي مواطن أن يتسوق أو يقوم بالسير بمركبته فيه بسبب حجم الفوضى فيه من بضائع وغيرها من البسطات المختلفة”.
وأضاف، أن “قرارات البلدية بتطوير وسط المدينة التجاري كانت صائبة وجيدة ويجب على البلدية حماية المشروع، لأنه يسهم بعودة النشاط والحياة للمدينة مرة أخرى بعد سنوات من المعاناة نتيجة تراجع الحركة وسيطرة البسطات والباعة المتجولين على المكان”.
وأشار الضمور إلى “ما كان يشهده الوسط التجاري من فوضى للبسطات واعتداءات وفوضى الحركة المرورية والتي كان لها الدور الكبير في عزوف السكان عن وسط مدينتهم”، مشددا على أن “سكان المدينة ينتظرون منذ سنوات عديدة تنفيذ وعود البلدية بإعادة تأهيل وسط المدينة، لكن مؤخرا، عادت البسطات وخاصة في مركز وسط المدينة بشكل عشوائي، الأمر الذي تطلب أن تقوم البلدية والأجهزة المختلفة بإنهاء تلك الحالة وإعادة النظام”.
أما التاجر أيمن الشمايلة، فيقول من جهته، إن “عودة البسطات لوسط المدينة بعد آمال بأن يتم تنظيم الموقع، يبدد أحلام السكان بإعادة الحياة إلى مدينة الكرك التي هجرها سكانها لأسباب كثيرة أهمها حالة الفوضى التي تعيشها من سنوات عديدة”.
وأضاف الشمايلة، أن “الإجراءات التي نفذتها البلدية مؤخرا، بإزالة الاعتداءات بالقوة عملت على إعادة هيبة البلدية وكوادرها وأنهت الفوضى والتعديات على الأرصفة والشوارع ومصالح المواطنين”، مشيرا إلى أن “دور العبادة من المساجد لم تسلم من البسطات التي انتشرت في محيط وساحات المسجد الأقدم بمدينة الكرك وهو المسجد العمري”.
وطالب البلدية بالاستمرار في “سياسة منع التواجد التجاري غير المرخص والمصرح به في أحياء المدينة وشوارعها، وإعادة الشوارع إلى ما كانت عليه سابقا من نظافة وتنظيم”، معتبرا أن “جهود البلدية تلقى الدعم والمساندة من كل التجار والمواطنين بالمدينة وضواحيها التي أصبحت في بعض الأحيان بديلا عن وسط المدينة التجاري والتاريخي”.
بدوره، يؤكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، أنه “استمراراً لأعمال تنظيم سوق مدينة الكرك وضمن الاجتماعات السابقة التي تمت بين العديد من الجهات الرسمية والشعبية وبالتوافق على إزالة الاعتداءات وتنظيم الأرصفة، قامت كوادر بلدية الكرك الكبرى وبالتنسيق مع الأجهزة المعنية بإزالة الاعتداءات على الأرصفة وإزالة المعرشات واليافطات المخالفة لشروط الترخيص سواء من حيث الارتفاع أو تشويه المنظر العام”.
وأشار إلى أنه “تم العمل على تعديل بعض الأرصفة وتوسعة البعض الآخر، وأن هذه الإجراءات جاءت لتسهيل حركة المشاة والسيارات، وتنظيم بعض المواقف ضمن الخطة العامة والجادة من قبل البلدية لتعزيز الحركة التجارية والاقتصادية في السوق الرئيسي”.
وشدد المعايطة على أن “بلدية الكرك تتوجه لجميع أبناء المحافظة للوقوف جنبا إلى جنب مع البلدية للعمل الجاد للمصلحة العامة للمحافظة، وإعادة الحياه للمدينة وإزالة جميع أشكال الفوضى السائدة، والتي ألحقت ضررا كبيرا بمدينة الكرك وسكانها على مدى سنوات طويلة”.
وبين أن “البلدية وضمن إجراءات تسهيل حركة المركبات والمشاة داخل المدينة، عملت  بالتعاون مع متصرفية قصبة الكرك ومديرية السير ومندوبي المعهد المروري ومدير هيئة النقل على تنفيذ جولة تفقدية لسوق الكرك الرئيسي لبحث إجراء بعض التعديلات التي من شأنها تخفيف وتنظيم الأزمة المرورية في شوارع السوق، بحيث تتضمن الإجراءات إرجاع بعض خطوط النقل الى السوق الرئيسي وتعديل مسارات السير في بعض الشوارع، حيث سيتم دراسة كافة الآراء والمقترحات والخروج بقرارات قريبا”.

 هشال العضايلة/الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة