اتفاقية مشتركةلتعزيز التبادل الثقافي بين قطر والأردن
وقع وزير الثقافة علي العايد مع السفير القطري سعود بن جاسم آل ثاني في مقر الوزارة يوم أمس اتفاقية مشتركة حول التبادل الثقافي بين قطر والأردن تستمر لمدة خمس سنوات في خطوة هدفها تعميق علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين الشقيقين، وتعزيزاً لأواصر العمل العربي المشترك بينهما في المجالات الثقافية.
قال الوزيرالعايد: في ظل متانة العلاقات وازدهارها بين الإخوة التي رسخها جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، مشيرا إلى القيم المشتركة بين الشعبين، والتي تنتمي إلى الثقافة العربية الإسلامية، والقيم المشتركة بين الشعبين التي تنتمي إلى القيم العربية الأصيلة المستمدة من روح الإنسانية الحقيقية، مؤكدا أن القيم والعادات والتقاليد العريقة هي التي يكتب لها البقاء والاستمرار تستمد قوتها من تاريخ ماضي أصيل وتحافظ على مبادئ الدولة في ظل ما نشهده من تطورات معاصرة.
وأكد العايد، إن هذه الخطوة العملية تهدف إلى تعميق التبادل الثقافي من خلال تبادل الزيارات والفعاليات بين مثقفي قطر والمثقفين الأردنيين، والمؤسسات المعنية في الشأن الثقافي والفني في البلدين الشقيقين من خلال المشاركة في المهرجانات المختلفة، ومنها مهرجان جرش للثقافة والفنون، إذ سوف يعمل الطرفان على تعزيز ودعم التعاون الثقافي بين البلدين بإقامة المعارض الفنية وتنظيم الأسابيع الثقافية، وزيارة الفرق الفنية والاستعراضية والمسرحية والموسيقية، وإقامة معارض الفنون التشكيلية، وتبادل زيارات المحاضرين والشعراء والأدباء في البلدين، كما يحرص الطرفان على تبادل توجيه الدعوات للمشاركة في المهرجانات والمناسبات الثقافية التي تقام في بلديهما، والتشاور والتنسيق بينهما بشأن جميع المسائل الثقافية أثناء المشاركة في المؤتمرات واللقاءات العربية والدولية، والعمل على تعميق التعاون بين المكتبات الوطنية في كلا البلدين من خلال تبادل المعلومات الثقافية والعلمية والمطبوعات والمخطوطات ومصوراتهما والصور، وتنشيط تبادل الإنتاج الفكري، وتبادل الخبرات في مجال التدريب المكتبي، وترميم المخطوطات، وسوف نعمل على المشاركة في معارض الكتب التي تقام في كلا البلدين من خلال مشاركة المكتبات الوطنية والمؤسسات ذات العلاقة.
وأشار إلى أنه سوف يقوم الجانبين بتنظيم عملية تبادل زيارات المسؤولين والباحثين في مجال المتاحف والآثار، وترميم الآثار الإسلامية، وتشجيع إقامة المعارض الأثرية، وتبادل النشرات والمطبوعات المتعلقة بها، وإعارة القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية بين المتاحف الوطنية وفقاً للقوانين المعمول بها في كلا البلدين، كما ويعمل الطرفان على تشجيع إقامة الدورات التدريبية وورش العمل المعنية بالآثار والمتاحف، وتدريب الكوادر الأردنية والقطرية، والتنسيق والتشاور بينهما في المؤتمرات العالمية ذات العلاقة بالآثار والمتاحف والمشاركة في أعمال التنقيب الأثري في البلدين، كما تشجع الاتفاقية على مسألة تبادل الخبراء والمختصين في ثقافة الطفل في كلا البلدين وتقديم الإنتاج الثقافي المشترك المخصص للأطفال، بما في ذلك العروض المسرحية والأفلام الخاصة بهم، كما يتبادلان نشر المطبوعات والأقراص المدمجة الثقافية الخاصة بالأطفال بينهما وإجراء الدراسات وإقامة الندوات التربوية، مؤكدا على أهمية التعاون بين الفرق الموسيقية والمسرحية في كلا البلدين لإقامة دورات وتخصيص زمالات دراسية في كل منهما وتبادل زيارات، وتقديم النشاطات المشتركة في هذا الشأن، والتعاون في مجال الإنتاج السينمائي المشترك وتنظيم الأسابيع للعروض السينمائية في كلا البلدين.
مؤكدا أن هذه الزيارة للسفيرالقطري هي خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثقافية، وتجديد البروتوكول الثقافي لما فيه من تطور للبلدين على المستويين الفني والثقافي الذي من شأنه أن يحقق المزيد من الازدهار في الصناعات الثقافية والحرفية والشعبية أيضا.
ومن جانبه، أثنى السفير آل ثاني في الزيارة التي رافقه فيها المستشار الثقافي في السفارة حمد الشريف على العلاقات القطرية الأردنية الأخوية التي جسدها قادة البلدين الشقيقين، وألقى السفير الضوء على عدد من الجوائز والفعاليات الثقافية التي تنظمها دولة قطر، ومنها جائزة «كتارا»، التي حظيت بمشاركات أردنية كبيرة، وكذلك مسابقة «الكاريكاتير»، لافتا إلى الجهود القطرية في إعداد «معجم الدوحة» الذي يعد سجلا مهما يرصد حركة اللغة العربية عبر تاريخها وأعلن عن إطلاقه قبل عامين، وأن ظاهرة كأس العالم التي سوف يتم تنظيمها في دولة قطر هي فرصة ذهبية لمزيد من إضفاء القوة وتلسيط الضوء على النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية.
يذكر أنه تم تشكيل لجنة من البلدين مشتركة لوضع البرامج التنفيذية ومتابعتها وفقاً لأحكام هذه الاتفاقية.
ياسر العبادي/ الدستور
التعليقات مغلقة.