اختتام منتدى اقليمي لحفظ الطبيعة بنجاح في الرياض

الدكتور اسماعيل العطيات *
اختتمت اليوم أعمال المنتدى الإقليمي العاشر لحفظ الطبيعة التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في غرب آسيا، والذي استضافته المملكة العربية السعودية ممثلة بالمركز الوطني للحياة الفطرية، ليشكل إنجازاً مهماً في جهود الحفاظ على البيئة في المنطقة. وقد جمع المنتدى الذي حمل عنوان “إجراءات الحفاظ على البيئة في غرب آسيا من أجل مستقبل مستدام”، أكثر من 350 ممثلاً من أكثر من 30 منظمة من المنظمات الأعضاء في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والوكالات الحكومية، ومجموعات الحفاظ على البيئة المختلفة لمعالجة التحديات البيئية الحرجة في المنطقة.
وقد تشرفت بحضور هذا المنتدى الحيوي والمشاركة في فعالياته بناء على دعوة كريمة من الحكومة السعودية ، وعلى مدار ثلاثة أيام، عمل المنتدى كمنصة محورية لتبادل المعرفة والتعاون، حيث تضمن مجموعة متنوعة من البرامج والجلسات الجذابة. وشارك المنتدون في مناقشات وورش عمل ركزت على مواضيع رئيسية مثل الحفاظ على التنوع البيولوجي، والتنمية المستدامة، والتخفيف من آثار تغير المناخ في المناظر الطبيعية القاحلة والجافة للغاية. وتم تسليط الضوء على مساهمات الشباب والتكنولوجيا طوال الحدث، وعرض الأساليب والحلول المبتكرة.
بالإضافة إلى ذلك، قدم المنتدى معرضًا حيويًا عرض مجموعة متنوعة من مبادرات الحفاظ على البيئة والتقدم التكنولوجي والممارسات المستدامة، مما يوفر للحضور لمحة ديناميكية عن جهود الحفاظ المستمرة في المنطقة. صرحت سعادة رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، “مع اختتام هذا المنتدى، من الواضح أن تحديات الحفاظ على البيئة في غرب آسيا تتطلب نهجًا موحدًا لا يشمل فقط حماية البيئة ولكن أيضًا اعتبارات إنسانية أوسع نطاقًا. إن جهودنا التعاونية هنا ضرورية لتطوير استراتيجيات تعالج كل من الظروف البيئية الفريدة لمنطقتنا ورفاهية مجتمعاتنا. معًا، نشق طريقًا يدمج الحفاظ على الطبيعة مع التنمية المستدامة لمعالجة هذه التحديات المحددة “.
وأكدت الدكتورة جريثيل أغيلار، المديرة العامة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أن “هذا المنتدى وفر منصة لغرب آسيا لمعالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في عصرنا. وتعكس الأفكار والالتزامات المشتركة هنا طموحنا الجماعي لحماية التنوع البيولوجي، والتخفيف من آثار تغير المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة. معًا، نعمل على تعزيز الحلول الملموسة التي ستشكل مستقبلًا أكثر مرونة وتناغمًا لكل من الطبيعة والناس”. وأكد الدكتور محمد قربان، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للحياة البرية، أن “المملكة العربية السعودية ملتزمة تمامًا بقيادة جهود الحفاظ على البيئة كجزء من مبادرتنا الطموحة 30 × 30، والتي تهدف إلى حماية 30٪ من موائلنا البرية والبحرية بحلول عام 2030. لعب هذا المنتدى دورًا حيويًا في تعزيز التعاون الذي يتماشى مع هذه الرؤية، وتوحيد مختلف أصحاب المصلحة لضمان مستقبل مستدام ومزدهر لتنوعنا البيولوجي الغني. معًا، نمهد الطريق لاستراتيجيات الحفاظ الفعالة التي تعكس أولوياتنا الوطنية ومسؤولياتنا العالمية”.
وقد صرح الدكتور هاني الشاعر، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في غرب آسيا، قائلاً: “إن نجاح هذا المنتدى يكمن في روح التعاون والتفاني من جانب جميع المشاركين. لقد مهدت مناقشاتنا ونتائجنا الطريق لنهج معزز ومُصمم إقليميًا للحفاظ على البيئة. ولا يتعلق الأمر فقط بالسياسات والاستراتيجيات، بل يتعلق أيضًا بالإجراءات الحقيقية التي ستقود التغيير المستدام للنظم الإيكولوجية والمجتمعات في غرب آسيا”. لقد مهد المنتدى الإقليمي العاشر لحفظ الطبيعة التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في المملكة العربية السعودية الطريق بلا شك للإجراءات التعاونية نحو ممارسات الحفاظ المستدامة في غرب آسيا، مما يعزز الحاجة إلى الحوار المستمر والشراكة مع سعي المنطقة إلى تحديد مسارها نحو النظم الإيكولوجية المرنة والمجتمعات المزدهرة.
مع تطلعنا إلى المستقبل، يعمل هذا المنتدى كحجر أساس حيوي يمهد الطريق لمؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة العالمي الذي طال انتظاره في أبو ظبي في عام 2025. وستنتشر الأفكار والشراكات التي تم تشكيلها هنا عبر المسرح العالمي، حيث سيجتمع كبار خبراء الحفاظ على البيئة وصناع السياسات والمبتكرين في العالم لمعالجة التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا التي يواجهها كوكبنا.

رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة
عضو مجلس ادارة اتحاد الجمعيات البيئية ( اتحاد نوعي ) .

ismailatiyat@yahoo.com

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة