(…. استحقه حاضره…فاستحقه جسده)…….. // د. بسام هلول
حيال هذا المشهد وليست الصورة اذهي طبق الاصل.. رغم ما قاله باشلار في كتابه( الارض واحلام الراحة)…الموت هو اولا وقبل كل شيء صورة وسيظل صورة لكني اقول وقد احاطنا الشهيد محمد صلاح بجوهره الحقيقي اذ لم تعد الصورة هي الوسيط بين المعروف والمجسد وبين المختفي والمجرد..حيال هذا الواقع لن تسمح لنا ( حقيقة المشهد)..ان نتخيل او ما تفغله الصورة هنا ذلك انها استعادة ماض ذهبي تعودناه من جند مصر عندما عبروا القناة وحرقوا خط بارليف( الوهم)…وهدا ماشاهدته وعاينته عندما اتيحت لي الفرصة ان اعبر بارليف في زيارة ما اذ قطعته بالمعدية والتقيت الاسد رابضة من جند الكنانة…لقد وقفت وقرأت من خلال ( الدشم)..والخنادق المحفورة كم هو الاسرائيلي كان حريصا على حياة الا ان جند مصر اقتلعوه دون عناء جهد كبير…ذلك ان جذوره كانت سطحا ومهما تخندقوا..فثمة صوره اخرى مصرة على قلعه…
…ان مافعله( محمد صلاح)…الايقونة انه( قسم على العهد القديم)…تعيد الى الذهن اعادة تشكيل وعي للرابضين في الهناك..
….ان هذه الايقونة صاغت امكانا لمعنى
والقيمة الظاهرة تجلت فيما قام به الشهيد بفعل ( التحيبن)…Actualisation….اذ تمثل (.كائنا قيد التكون بمنحه الوجود مضمون التجربة اي الشهادة..فمن وجود ومجتمع( غفل)…الى وجودنا نحن( الذات)…كما يقول احد الفلاسفة المغاربة..عبد الصمد الكباص… في كتابه( الجسد والكونية)…
..ان عمل الشهيد وما قام به تتماهى حالة استبطان لانجاز منسي عند تخوم سيناء..والقنال..تذوقنا معه حلاوة عرفانه..رغم ما جهده السياسي هناك في اسهامه نفي كائن( المقاوم)…بل ( الصائل)…وما يقوم به من حجب واقعه…انه منتسج عند ( تجليات الظُّلم)..
…وكأني به( نشيجا)…
…ماانا وحداني..ماانا برّاني
…رغم ان ارضي…عاطيه كنوزها مفتوحين..لوحوش الضارية انيابها..ممدودين…
وكأني به قالها…يكفي هوماج …راه حنا اولاد العالم…
…انه ميلاد وعر في مقام الماوراء..ليفسح فيها…لما خلفه …
…محمد صلاح الصائل..انفتحت حروفه ع( فوات الاوان)…فأعاد( تحيينه)…بان حعله( راهنا)..
..ولانه استحق الشهيد حاضره …فاستحقه جسده…
التعليقات مغلقة.