استقالة عموتة لم تنل من طموحات “النشامى” بالتأهل للمونديال

لم يمض عام على إعلان اتحاد الكرة تعيين المغربي الحسين عموتة مدربا للمنتخب الوطني، حتى حان موعد رحيله عن المنتخب بعد إنجاز مميز في كأس آسيا تمثل في احتلال المركز الثاني، حيث لم يكتب لعموتة الاستمرار في رحلة  البحث عن الوصول إلى مونديال 2026.

 

المثير واللافت في مسألة مغادرة عموتة  في هذه الفترة، هو ضبابية المشهد الذي حصل معه تحديدا بعد النجاح الآسيوي، حيث ألمح في أكثر من مناسبة بأنه مغادر فور انتهاء الدور الثاني من التصفيات، قبل أن يؤكد عكس ذلك في المرحلة الأخيرة وتحديدا بعد الفوز على طاجيكستان والسعودية.

وفي تلك الفترة أيضا، أكد الاتحاد بأن عموتة مستمر مع المنتخب حتى نهاية عقده للعام 2026، ولا نية للاستغناء عنه رغم وجود ظروف خاصة عنده قد ترشح مغادرته للمنتخب بأي لحظة، إلا أن التأكيدات الأخيرة أراحت الشارع الرياضي حول مستقبل المنتخب، نظرا للتجانس والتفاهم الكبير الذي ظهر بين المدرب واللاعبين خلال توليه المهمة.
وربما أراد عموتة أن يغادر المنتخب وهو في أفضل صورة أمام الجماهير الأردنية، بعد أن حقق مع المنتخب المطلوب في الدور الثاني من التصفيات والتأهل بطلا عن المجموعة، فيما تشير مصادر صحفية عديدة بأنه أصبح قريبا من الدوري الإماراتي وتحديدا مع نادي الجزيرة، لتبقى الأمور غامضة .
وفور إعلان الاتحاد عن قبول استقالة عموتة ورحيله عن النشامى، حتى تم تكليف مواطنه المغربي جمال سلامي ليكون بديلا له  في الفترة المقبلة، مع الكشف عن جهازه الفني المعاون الذي سيقود “النشامى” معه، والمكون من عمر نجحي، مصطفى الخلفي وأحمد مهمدينا.
وتشير مصادر مقربة من اتحاد الكرة، إلى أن عموتة رشح المدرب سلامي لإكمال المهمة من بعده، نظرا لاقتراب الفكر التدريبي بين الطرفين، إلى جانب عملهما سوية في أوقات سابقة بالدوري المغربي، ما جعل المهمة أسهل على الاتحاد في عدم البحث عن مدرب.
وسيواجه سلامي صعوبة في الفترة المقبلة تتمثل في عدم وجود منافسات رسمية لفترة طويلة، من أجل متابعة اللاعبين عن كثب واختيار القائمة للمراحل المقبلة، حيث إن بطولة الكأس ستنتهي الجمعة المقبل بعد معرفة طرفي اللقاء أمس، إلى جانب عدم الكشف عن أجندة الموسم الجديد، حيث من المتوقع أن يبدأ الموسم في منتصف شهر آب (أغسطس) المقبل.
كما ستكون مهمة سلامي صعبة من حيث التوقيت، نظرا لعدم وجود أي فترة توقف دولية مقبلة قبيل الاستحقاق الرسمي، حيث سيلعب المنتخب أول مبارياته في الدور الحاسم من التصفيات المونديالية مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ما يجعل فرصة خوض مباراة ودية لمعرفة اللاعبين عن قرب أمرا صعبا.
ويعد سلامي (53 عاما) أحد أبرز المدربين في المغرب خلال السنوات الماضية، إذ نجح في الظفر بلقب الدوري مع الرجاء الرياضي، إلى جانب فوزه بلقب أفضل مدرب في الدوري هناك في 3 مناسبات، مع حصوله على لقب بطولة أفريقيا للاعبين المحليين مع منتخب بلاده.
بدوره، أكد الخبير الرياضي د. ناجح ذيابات، أن مغادرة عموتة أمر يعد خسارة للكرة الأردنية، نظير ما قدمه المدرب مع المنتخب الوطني في الفترة الماضية، موضحا بأن التوقيت الذي غادر به المنتخب جيدا لإتاحة الفرصة للمدرب الآخر لمعرفة اللاعبين لفترة تقارب 3 أشهر قبل أول مباراة رسمية.
وبين ذيابات في حديثه لـ “الغد”، أن تجهيز مدرب آخر بنفس العقلية والبلد، أمر سيساعد المنتخب على عدم الوقوع في مشاكل البحث عن مدرب أو سرعة الإنسجام حسب وصفه، مؤكدا بأن فرصة “النشامى” بالتأهل لكأس العالم واردة بقوة مهما كانت هوية المدرب.
ومن جهته، أشار الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي أحمد الزعبي، إلى أن مغادرة عموتة أمر كان متوقعا في الفترة الماضية، نظير الأخبار التي كانت ترشحه لإنهاء مهمته من جهة، ولاقترابه من نادي الجزيرة الإماراتي من جهة أخرى.
وكشف الزعبي عن إعجابه بما قدمه عموتة رغم قصر الفترة والانتقادات التي لاقته في البداية، وأن جودة اللاعبين ساعدته في تحقيق أهدافه، مفيدا بأن الدعم الآن يجب أن يكون لمواطنه سلامي من أجل تحقيق حلم الجماهير الأردنية.
وعبر مشجع المنتخب الوطني زيد الهيب، عن امتعاضه للتوقيت الذي غادر به عموتة، حيث وصل مع المنتخب مؤخرا إلى أفضل مراحل التطور على الصعيد الفني والانسجام بين أركان المنظومة حسب وصفه، متمنيا بأن يكون مواطنه سلامي قريبا من شخصيته وقربه من اللاعبين.
ولفت الهيب إلى أن مسألة تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم، غير مرتبطة بوجود عموتة أو غيره، حيث إن الفرصة واردة وقوية في ظل وجود 8 مقاعد ونصف عن القارة الآسيوية، وأن اللاعبين الحاليين قادرون على خطف إحدى تلك البطاقات مهما كان اسم المدرب وقيمته التدريبية.

 مهند جويلس/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة