استلام بلدية المعراض “محمية الغزلان” يضع مشروع متنزهها القومي على المحك
جرش – فيما استلمت بلدية المعراض بمحافظة جرش من وزارة الزراعة محمية الغزلان بشكل رسمي، تتجه حاليا لتحقيق تطلعاتها بضم المحمية للمتنزه القومي في واحد من المشاريع الذي يعول عليه بأن يكون ذا بعد استثماري من خلال تنشيط السياحة البيئية بالمنطقة.
ووفق رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في البلدية المهندس مظهر الرماضنة، فان البلدية وبعد طول انتظار استلمت رسميا محمية الغزلان، آملا أن يتم تشغيل المشروع بعد نحو 6 أشهر خلال الصيف القادم، ليكون المشروع من أكبر المشاريع والاستثمارات السياحية في بلدية المعراض، مشيرا الى قدرة البلدية على إدارة وإنجاح مشروع المتنزه والمحمية، وهو أول مشروع تديره البلدية.
وبين أنه سيتم البدء بتجهيز البنية التحتية للمشروع والتي تتطلب إزالة الصخور وتركيب وحدات جمع النفايات ومتابعة أعمال تنظيف الموقع، ليكون جاهزا لاستقبال الزوار.
وقال إن المتنزه سيحافظ على ما تبقى من مساحات حرجية في غابات دبين، والتي تتعرض للضرر باستمرار جراء التنزه العشوائي، لافتا إلى أن تنظيم التنزه يحافظ على حماية الغابات والأشجار المعمرة من العبث والتخريب ويحد من التنزه العشوائي الذي يخلف آلاف الأطنان من النفايات، وتحتاج لمئات العمال يوميا لإزالتها.
وتسبب تأخر تسليم المحمية من وزارة الزراعة إلى بلدية المعراض بعرقلة أعمال الصيانة والتجهيز للمشروع السياحي البيئي والذي سيتم البدء فيه مع نهاية هذا الشهر بمنح أوروبية لا تقل قيمتها 370 ألف دينار بمدة زمنية لن تقل عن 6 أشهر.
وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات، وخلال زيارته منتصف العام الماضي لمحافظة جرش، قد أوعز بضم محمية الغزلان إلى المتنزه القومي الجديد في غابات دبين كونه يقع بالقرب من المحمية، والاحتفاظ بـ 25 غزالا، وبيع ما تبقى بالمزاد العلني، علما أن عدد الغزلان الكلي 134 غزالا.
وتبعد محمية دبين للغزلان 15 كم غرب جرش، وترتفع 1000م عن مستوى سطح البحر، وأنشأت في العام 2001 على مساحة 8.5 كلم2، بما يعادل 186 دونما من أحراش المحافظة، وتكتسب أهميتها من كونها تحتوي على أمهات غزلان من النوع النادر، قدمت كهدية من دولة أستراليا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني.
ويحتاج مشروع الدمج إلى تكاليف مالية باهظة، لا سيما وأن مساحة المحمية كبيرة وتحتاج إلى تصاميم ودراسات خاصة كونها موقعا سياحيا جاذبا، بحسب الرماضنة.
من جانبها تؤكد مديرة الاستثمار في بلدية المعراض المهندسة صفاء الزعبي أن البلدية كانت تنتظر كتبا ومخاطبات رسمية لتحديد ما هو المطلوب منها لغاية تنفيذ المشروع، كون ضم المحمية إلى مشروع المتنزه السياحي يعتبر إضافة نوعية مميزة تطمح البلدية منذ سنوات لتحقيقها.
وترى البلدية أن حصولها على المحمية وعدد من الغزلان فيها يعد من عوامل الجذب السياحي الذي يضمن نجاح المشروع، والمحمية ستكون داعما لمشروع المتنزه في توأمة مشروعين يدعمان بعضهما، كون الموقعين بجانب بعضهما البعض ويقصد الزوار غابات دبين القريبة من محمية الغزلان للاستمتاع بمشهد الغزلان من خلف السياج.
وستقدم البلدية موقعا مجهزا ومناسبا ومطلا وتتوفر فيه كافة الخدمات السياحية، مما يؤكد نجاح المشروع مقارنة بالمشاريع السياحية المشابهة والمتعثرة في جرش، بحسب الزعبي.
وأوضحت أن البلدية خاطبت منظمة العمل الدولية لغاية تشغيل 100 فرصة عمل داخل الموقع وتحمل تكاليف تشغيلهم للحفاظ على الموقع وتجهيزه يدويا للحفاظ على الثروات الحرجية والتنوع البيئي داخله، فضلا عن مخاطبة جهات مانحة لرفد موازنة البلدية من خلال المسابقات بمبلغ لا يقل عن 50 ألف دينار لتجهيز الموقع بالبنى التحتية، كون البلدية لا تتوفر فيها مخصصات مالية لتحمل هذه التكاليف المالية، وتقدر موازنتها بـ3 ملايين دينار وعجز بنسبة 100 %.
فيما ستقوم بلدية المعراض باستثمار موقع محمية الغزلان بطريقة تختلف عن استثمار المتنزه القومي، وسيعتبر استثمارا سياحيا يوفر دخلا مناسبا للبلدية، حتى تتمكن من الحفاظ على مستوى الخدمات التي ستقدم بالمشروع والقيام بأعمال الصيانة والترميم فيه وتطويره وتوسعته والحفاظ على ديمومته وعلى الأغلب سيكون بالشراكة مع القطاع الخاص، وفق الزعبي.
وقال رئيس لجنة السياحة في مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، إن مشروع المتنزه القومي، إضافة إلى دمج محمية الغزلان معه، من أكبر المشاريع السياحية التي يجب أن تتكاثف الجهود لإنجازه وإنجاحه، ويجب أن يرفد بخبرات سياحية وإداريين، خاصة وأن موقعه يعد مزارا سياحيا جاذبا على مدار العام، وهذه الميزة لا تتوفر في مواقع سياحية أخرى، وستتيح للزوار فرصة مشاهدة الغزلان بشكل مباشر، لاسيما وأنهم يقومون حاليا بمشاهدتها من خلف السياج ومن على الشوارع الرئيسة للمحمية فقط، ولا يسمح لهم بدخول المحمية.
ويرى أن بلدية المعراض عليها مسؤولية كبيرة في تجهيز المشروع وإدارته وإنجاحه والاستفادة منه وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي وزيادة عدد الأفواج السياحية وتوجيه المسارات السياحية إلى الموقع، فضلا عن ضرورة إقامة متحف بيئي في الموقع يستعرض أهمية الغابات ودورها في السياحة وأنواع الأشجار المعمرة والتاريخية الموجودة في دبين بشكل خاص.
وأوضح أن وجود الغزلان في المشروع، يضفي عليه ميزات طبيعية جاذبة للسياحة، وتمنح البيئة فائضا من سحر الطبيعة وجمالها، لتمتعها بمزايا أخرى، كانتشار أشجار البلوط والسنديان واللزاب القديمة في رحابها، وأنواع أخرى من النباتات والحيوانات البرية.
التعليقات مغلقة.