استياء جماهيري واسع من رفع أسعار تذاكر “المحترفين”
شكل الخبر الذي نشره الموقع الرسمي لاتحاد الكرة أول من أمس، الذي يوضع فيه الاتحاد أسعار تذاكر مباريات دوري المحترفين للموسم الحالي، صدمة كبيرة لدى الوسط الرياضي من جماهير ونقاد ومتابعين، باعتبار أن الأسعار مرتفعة مقارنة بالمواسم الماضية.
وتباينت أسعار التذاكر التي يتم تحديدها من قبل إدارات الأندية ما بين الدرجة الخاصة والدرجتين الأولى والثانية، إذ تراوحت أسعار تذاكر الدرجة الخاصة بين 10 و30 دينارا، فيما فاجأ نادي شباب الأردن الجميع بعد أن قرر رفع سعر تذكرة الدرجة الأولى لمبارياته البيتية إلى 7 دنانير، وهي التذكرة الأغلى هذا الموسم، فيما كان الحد الأدنى لسعر التذاكر 3 دنانير.
وتفاجأت الجماهير أيضا من عدم تقدير الأندية للوضع الاقتصادي الذي يمر به المجتمع المحلي بعد جائحة كورونا، واعتبرت أن تعقيدات شراء التذاكر عبر الموقع الإلكتروني للاتحاد، وإشكاليات الدخول لمدرجات الملعب المتعلقة بالتفتيش وعدم وجود مرافق مناسبة، كلها أمور تشجع عدم الحضور بأعداد كبيرة خلال الموسم الحالي.
وعبرت جماهير غالبية الأندية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبها الكبير من الأرقام الفلكية للأسعار، التي جعلتها تتخذ قرار المقاطعة مبكرا والاكتفاء بمتابعة المباريات عبر شاشة التلفاز أو من الأجهزة المحمولة.
وأعلن الاتحاد مؤخرا ابتداء من لقاء السوبر مطلع الشهر الحالي، عن حضور الجماهير إلى المدرجات بكامل طاقته الاستيعابية، على عكس الموسم الماضي الذي تم السماح فيه بحضور الجماهير بنسبة 50 % من سعة المدرجات، ولكن مع أسعار التذاكر الحالية، قد تبدو المدرجات كما كانت عليه في الموسم الماضي.
ومن ناحية أخرى، قارنت بعض الجماهير بين أسعار تذاكر مباريات دوري المحترفين وتذاكر مباريات دور المجموعات ببطولة دوري أبطال آسيا لمنطقة الغرب، التي تقام حاليا في السعودية، إذ إن سعر التذكرة لا يتجاوز مبلغ 3 دنانير أردني، رغم فارق المستوى الفني الكبير بين البطولتين وقيمة الجوائز في البطولة القارية.
وفي هذا الصدد، قال مشجع نادي الوحدات أسامة خليفة، إن رفع أسعار التذاكر من قبل عدد من إدارات الأندية غير الجماهيرية، سيعود بالضرر عليها بدلا من تحقيق الفائدة المرجوة في مواجهة فرق تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة.
وبين خليفة لـ”الغد”، أن الاتحاد يجب أن يتخذ قرارا بالتنسيق مع الأندية جميعها بتوحيد أسعار تذاكر مباريات الدوري كافة، بحيث تكون بالمتناول لدى مختلف فئات المجتمع، مشيرا إلى أن فوائد الأندية ستكون أكبر في حال تراوحت أسعار التذاكر بين دينارين و3 دنانير.
وأضاف: “كمشجع أحرص على مؤازرة فريقي أينما حل وارتحل، أرى أن هناك فرقا كبيرا بين سعر مباراة معينة تقدر قيمة التذكرة فيها 3 دنانير، والمباراة التي تليها وقيمة تذكرتها تبلغ 7 دنانير، هذا أمر غير منطقي وليس مقبولا، ومن حق الأندية أن تحدد أسعار التذاكر لكي ترفد خزائنها، دون أن تبالغ في الأسعار”.
ومن جهته، أشار مشجع النادي الفيصلي مؤمن العقاد، إلى أن الوضع الاقتصادي السيئ عند غالبية فئات المجتمع المحلي، أجبر عددا كبيرا من الجماهير التي تتواجد باستمرار على المدرجات لدعم فرقها، على التخلي عن فكرة الحضور للملعب.
وكشف العقاد عن غياب الراحة النفسية في المدرجات، إضافة إلى استياء المشجعين كافة من المرافق المتواضعة في غالبية المدن الرياضية، ما يسهم في ابتعادهم عن الملاعب لمؤازرة فرقهم المفضلة، مبينا أن عددا من الأندية الجماهيرية بدأت تفتقد للحضور الكثيف خلال الجولتين الماضيتين.
وتابع: “استقرار نادي شباب الأردن على سعر تذكرة المباراة البيتية بقيمة 7 دنانير، هو استغلال بحد ذاته لجيوب الجماهير، ويجب على الأندية الجماهيرية مقاطعة المباريات غير البيتية، لكي يتوقف استغلال الأندية بأسرع وقت”.
وذكر مشجع نادي الرمثا مفلح النمراوي، أن أسعار التذاكر في الموسم الحالي مرتفعة جدا، مقارنة بما يتم توفيره للجماهير من خدمات داحل الملعب، الأمر الذي سيؤثر على الحضور الجماهيري لمباريات الموسم الحالي.
ولفت النمراوي إلى أن الجماهير التي تقطع مسافات كبيرة للوصول للملعب ستكلفها المباراة الواحدة مبلغا ليس هينا، في ظل ارتفاع الأسعار بصورة مضاعفة لبعض المباريات، خصوصا بالنسبة للجماهير أصحاب الدخل المحدود، مطالبا إدارات الأندية بخفض أسعار التذاكر للدرجتين الأولى والثانية في القريب العاجل.
وواصل: “عند شراء التذكرة من المنصة، يضطر المشجع إلى دفع مبلغ إضافي ضريبة على كل تذكرة، ومن ثم طباعتها التي تحتاج إلى مبالغ أخرى قبل الدخول، وفي بعض المباريات الجماهيرية الكبيرة، يتم استغلال الجماهير من السوق السوداء، ويتم بيع التذاكر بأسعار مرتفعة أيضا، وهناك أمر آخر يتعلق بموظفي الاتحاد عبر البوابات الذين لا يتعاملون مع الجماهير بصورة حضارية”.
مهند جويلس/ الغد
التعليقات مغلقة.