اضطرابات كازاخستان تخلف 164 قتيلا و6000 موقوف
الماتي – كازاخستان – عندما اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين المسلحين بالعصي هذا الأسبوع مبنى بلدية ألماتي عاصمة كازاخستان الاقتصادية، كان شعار يطغى على الهتافات الأخرى وهو شعار “ارحل أيّها العجوز!”
لم يقصد المحتجّون بذلك لرئيس الحالي للبلاد قاسم جومارت توكاييف (68 عاما)، بل سلفه نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم كازاخستان بقبضة حديد منذ الاستقلال عام 1989 وحتى العام 2019.
وحافظ الرئيس السابق على نفوذه إلى اليوم حتى بعد تنحّيه من السلطة في أكبر دولة في آسيا الوسطى والبالغ عدد سكانها نحو 19 مليون شخص.
وفيما يحاول أن يعكس صورة الرجل الحكيم والمعتدل، يتّهمه متظاهرون بأنه زاد من ثرواته ومن ثروات محيطه على حساب الشعب الذي يواجه صعوبات اقتصادية متزايدة. وتقول المتظاهرة سول (58 عامًا) لوكالة فرانس برس في ألماتي قرب المقرّ الرئاسي الذي أضرم فيه المتظاهرون النار “تحوّلت كازاخستان الخاصّة بنا إلى شركة خاصة لعائلة نزارباييف”.
أمّا يرميك علي مبايف، وهو ستّيني يسكن ألماتي، فيعتبر أن “كان على نزارباييف أن يترك (السياسة) قبل 15 عامًا”. عزّز نزارباييف عبادة الشخصية من خلال تكوين صورة لنفسه بأنه الرئيس القوي الذي قاد النمو الاقتصادي المزدهر في كازاخستان على مدى عقدين، ما حماه على ما يبدو من الانتقاد.
ومنح نفسه لقب “الباسي” (“قائد الأمّة”). وغُيّر اسم العاصمة المعروفة سابقًا بـ”استانا” إلى “نور سلطان” تيمنا به، في العام 2019.
في الخارج، سعت مجموعة من المستشارين يتقاضون أجورًا عالية، مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، إلى تصويره على أنه رجل دولة متّزن وملتزم الدبلوماسية النووية وبالسلام العالمي.
غير أن هذه الصورة عنه تلاشت هذا الأسبوع عندما هزّت كازاخستان أكبر تظاهرات منذ استقلال البلاد، بدأت أولّا احتجاجًا على ارتفاع أسعار الغاز قبل أن تتخللّها أعمال شغب أسفرت عن 164 قتيلا و6000 موقوفا بحسب وسائل الاعلام.-(أ ف ب)
التعليقات مغلقة.