الأغوار الجنوبية: أسر معوزة تتحدى الفقر بمشاريعها الصغيرة
بمشروع صغير وبتمويل متواضع، بدأت ام أسامة مشروعها الطموح بانشاء بقالة صغيرة في محاولة للحد من حالة ضيق الحال التي تعيشها أسرتها، لتتمكن بعد عامين من التوسع في عملها والبدء بمشروع آخر جديد وهو شراء عدد من رؤوس الماشية والبدء بإنتاج وبيع الحليب ومشتقاته.
تقول أم أسامة إنها تعيل أسرة ولم يكن بوسعها قبل إقامة مشروعها توفير كافة متطلبات أسرتها، مضيفة “أما الآن فإن المردود المالي الذي يحققه المشروع ساعدني في توفير متطلبات أبنائي سواء النفقات اليومية أو نفقات الدراسة والعلاج وغيرها من المتطلبات الضرورية”.
يقول معنيون في هذا الخصوص، إنه وفي ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية نتيجة تراجع القطاع الزراعي، فإن المشاريع الصغيرة تعتبر الحل الأمثل للنهوض بالأسر الفقيرة في مناطق الأغوار، لافتين إلى أن مثل هذه المشاريع سيكون لها آثار إيجابية على المجتمعات المحلية والواقع الاقتصادي والمعيشي لأفرادها.
ويبين رئيس غرفة تجارة الشونة الجنوبية عبدالله العدوان أن مناطق الأغوار تعتبر من المناطق الأشد فقرا على مستوى المملكة، لافتا إلى أن نسب الفقر والبطالة ارتفعت خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل كبير نتيجة تراجع القطاع الزراعي الذي كان يوفر فرص عمل كبيرة للشباب والفتيات، إضافة إلى جائحة كورونا التي الحقت ضررا هائلا بالنشاط الاقتصادي بشكل عام.
ويشير الى ان المشاريع الصغيرة المولدة لفرص العمل في ظل الظروف الحالية تعتبر نافذة أمل للأسر الفقيرة واحد استراتيجيات التنمية المهمة في خفض معدلات الفقر والبطالة، إذ أثبتت التجارب السابقة فعالية هذه المشاريع في انتشال أسر من براثن الفقر من خلال توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لها.
ويستدرك العدوان، “الا ان مثل هذه المشاريع تحتاج الى متابعة من الجهات الممولة لضمان نجاحها بالتزامن مع الدعم اللوجستي لها خاصة فيما يتعلق بالتدريب والتأهيل والتسويق”، مشددا على ضرورة تفعيل واستحداث مراكز تدريب مهني لتأهيل الشباب والفتيات على مهن يحتاجها سوق العمل خاصة في القطاعين الزراعي والسياحي والخدمي”.
وبحسب احصاءات غير رسمية، فإن عدد الذين يتقاضون معونات نقدية من صندوق المعونة الوطنية ممن تنطبق عليهم الشروط يقارب من 10 % من عدد السكان، عدا عن عدد كبير من الفئات المهمشة التي لا تنطبق عليها شروط الحصول على المعونات.
وتؤكد رئيسة جمعية إعمار وادي الأردن سيرين الشريف أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة فكرة رائدة وحيوية توفر في حال نجاحا استقلالا ماليا للأسر والأفراد، ما يساعدهم على مجابهة الظروف الاقتصادية الصعبة في ظل تزايد متطلبات الحياة المعيشية وارتفاع الاسعار، لافتة الى أن مثل هذه المشاريع تعتبر عاملا مهما لخلق فرص العمل ومحاربة الفقر والبطالة.
وتبين ان مثل هذه المشاريع تحتاج الى متابعة واهتمام من قبل الجهات المعنية لتفادي ما حصل سابقا من الحصول على تمويل من أجل إقامة مشروع واستغلاله لغايات أخرى ما نتج عنه من انتشار قضايا المتعثرين وخاصة من النساء، قائلة، “يجب العمل على تغيير طرق الدعم من مادي الى تزويد المهتمين بالمعدات والأجهزة اللازمة لإقامة هذه المشاريع ومتابعة عملهم وتوفير الدعم اللوجستي لهم لضمان نجاح هذه المشاريع”.
وتضيف يجب العمل على توجيه التمويل إلى الفئات الأكثر احتياجا والذين يملكون أفكارا ريادية لمشاريع تحقق لهم دخلا ماليا جيدا لهم ولأسرهم بالتزامن مع اشراكهم في برامج تأهيل وتدريب تتوافق مع متطلبات احتياجات السوق، مشددة على ضرورة إيجاد بناء مؤسسي لدعم وتطوير مثل هذه المشاريع.
وترى رئيس جمعية التعاون الخيرية أن المشاريع الصغيرة لاقت نجاحا خلال السنوات الماضية ما يستدعي زيادة الاهتمام بها وتأمين التمويل اللازم للتوسع فيها خاصة فيما يتعلق بالتصنيع الغذائي في وقت يعاني فيه المزارع من تدني أسعار بيع منتوجاتهم، موضحة أن مثل هذه المشاريع سيكون لها انعكاسات ايجابية على جميع الأطراف سواء الأسر الفقيرة أو القطاع الزراعي المنهك.
حابس العدوان /الغد
التعليقات مغلقة.