الأغوار الجنوبية: مناطق السياحة الطبيعية بلا خدمات
الكرك – تجذب مختلف مناطق الأغوار الجنوبية الواقعة ضمن محافظة الكرك خلال الفترة الحالية مع بدء موسم السياحة الشتوية، آلاف المتنزهين من داخل وخارج المحافظة، مستغلين دفء أجواء، وتميزها بمناظر طبيعية جميلة ومناسبة للتسوق لشراء الخضار والفواكة مباشرة من المنتجين، بسبب فترة موسم الإنتاج للخضار والفواكة فيها.
ورغم كونها إحدى أهم المناطق الطبيعية السياحية التي يقصدها المتنزهون بالشتاء منذ سنوات طويلة، ما تزال تفتقر لجميع الخدمات الضرورية، ليس أبسطها توفير مرافق صحية بمواقع التنزه وخدمات النظافة العامة لازالة النفايات التي يتركها متنزهون خلفهم، ناهيك عن غياب الطرق ومرافق الاستراحة والمسارات السياحية في بعض المواقع الأثرية والطبيعية، التي تساهم في حماية المتنزهين من الوصول إلى مناطق قد تشكل خطرا على حياتهم.
وتحوي مختلف مناطق الأغوار الجنوبية العديد من المواقع السياحية الطبيعية والأثرية والتي تشكل مناطق جاذبة للسياح والمتنزهين طوال العام وخصوصا في موسم الشتاء، وهو ما يعرف بالسياحة الشتوية.
وتضم الأغوار الجنوبية ضمن السياحة الطبيعية مناطق زيارة الأودية وجداول المياه ذات الطبيعة الجميلة، وخصوصا تلك التي تضم مياها ساخنة، ومن بينها مناطق سيل نميرة وعسال ووادي الحسا والعيون الساخنة بالمزرعة والحديثة وعين الذراع، إضافة إلى جميع مناطق الزراعات الشتوية في بساتين المواطنين وعلى جوانب الطرق، فضلا عن موقع محمية فيفا وهي من الموائل الطبيعية ذات الطبيعية الخاصة.
كما تتوفر شواطئ للبحر الميت في مواقع الحديثة وغور المزرعة وغيرهما من المواقع، وتضم الأغوار الجنوبية مواقع أثرية مهمة من بينها طواحين السكر وآثار النقع ومقابر باب الذراع الأثرية التي تعتبر أقدم وأكبر المقابر على مستوى العالم، علاوة على توفر متحف أخفض بقعة بالأرض الذي يضم الآثار كافة التي عثر عليها في مواقع بالبحر الميت.
ورغم وجود تلك المواقع السياحية التي ترتادها أعداد كبيرة من الزائرين، إلا أن هناك غيابا شبه تام للخدمات التي تتطلبها الحركة السياحية، ويمكن أن تعد الخدمات والمرافق المختلفة، مثل المطاعم والغرف الفندقية، فرصة لتحسين الواقع المعيشي لأبناء المنطقة من خلال فرص العمل التي توفرها، الا انها ما تزال غائبة تماما.
ويؤكد رائد المعايطة من سكان مدينة الكرك، أن هناك حركة تنزة كبيرة منذ بدء موسم الشتاء باتجاه الاغوار الجنوبية وهي حركة سنوية اعتيادية لأهالي الكرك ومواطنون من مختلف مناطق المملكة، لافتا إلى أن غالبية المواقع التي يقصدها المتنزهون خلال هذه الفترة في الأغوار الجنوبية تكاد تفتقد جميعها للمرافق الخدمية، وخصوصا المرافق الصحية وأماكن الجلوس والاستخدامات المختلفة، إضافة إلى غياب الطرق والمسارات الضرورية للمتنزهين وارشادهم إلى المواقع المختلفة لتجنب مواقع الخطر.
وأشار إلى أن المنطقة تضم مناطق جميلة وجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، إلا أنها لا تحتوي على أي مرافق لجلوس المتنزهين والحمامات والمياه المتعددة الاستخدامات، إضافة إلى تردي أحوال الطرق المؤدية إلى تلك المواقع السياحية، وخصوصا الأودية التي تضم مواقع ذات طبيعة جميلة، لاسيما في مناطق الأودية والسيول الطبيعية التي يحتاج المواطن إلى السير بالوادي لفترة طويلة للوصول اليها وتفتقد للمياه والطرق ومناطق تجميع النفايات وغيرها من الخدمات.
وطالب الجهات المعنية في الأغوار الجنوبية بالعمل على توفير المرافق الضرورية لخدمة المتنزهين خلال هذه الفترة.
وقال المواطن نضال الرواشدة إن مناطق الأغوار الجنوبية تشكل وجهة رئيسية للمواطنين بالكرك طوال فصل الشتاء لدفء المنطقة وتواجد المواقع السياحية والطبيعية فيها، إضافة إلى قيام أعداد كبيرة من أهالي الكرك بالتسوق من حاجتهم من الخضار والفواكة أسبوعيا من المزارعين بالأغوار مباشرة أو من العرائش على جبنات الطريق العام. وبأسعار مناسبة للمواطنين .
وبين أن حركة التنزه الكبيرة هذه خلال موسم الشتاء إلى منطقة الأغوار الجنوبية، بحاجة إلى توفر الخدمات الضرورية للمواطنين من الحمامات ومواقع الجلوس والشاطئ النظيف وممرات التنزه والمياه النظيفة والمطاعم والغرف الفندقية البسيطة. وبدونها لا تستفيد الأغوار الجنوبية نهائيا من آلاف الزوار سوى بقايا النفايات التي يتركونها ورائهم.
ولفت إلى أن الأغوار الجنوبية من أجمل المناطق بالمحافظة، ويمكنها أن تكون منطقة جذب للمتنزهين طوال العام، إلا أنها ما تزال غير مؤهلة لاستقبال الزوار، بسبب غياب المرافق الضرورية للزوار وخدمتهم. مطالبا، الجهات الرسمية في المحافظة، بالعمل على توفير الخدمات المختلفة، حرصا على توفير الأمان والسلامة للمتنزهين بالمحافظة من المواطنين والسياح من الخارج، مشددا على أن العديد من هذه المناطق تفتقر حتى لمناطق تجميع النفايات بعد انتهاء التنزه فيها أو حتى لمقاعد جلوس في مناطق التنزه.
ومن جهته، أكد رئيس بلدية الأغوار الجنوبية يوسف البوات، أن مناطق الأغوار الجنوبية من أفضل المواقع بالمملكة، وأن جميع مناطقه التي يؤمها الزوار والمتنزهين مخدومة بمرافق جيدة وطرق مناسبة، لافتا الى تواجد مواقع تنزه مخدومة بالمرافق التي يحتاجها المتنزهين.
وأشار إلى أن البلدية تقوم بتوفير ووضع حاويات للنفايات بالمناطق التي يكثر فيها التنزه وخصوصا الأودية وبعض السياحية، مشيرا إلى أن البلدية على استعداد لخدمة زوار الأغوار الجنوبية في أي موقع وبمختلف الخدمات.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.