الأغوار الجنوبية.. موسم زراعي يبشر بتجاوز خسائر السنوات الماضية
أحيت أسعار بيع الخضار منذ بدء موسم الإنتاج للموسم الحالي في مختلف مناطق الأغوار الجنوبية، آمال المزارعين بوقف مسلسل الخسائر المتواصل منذ أعوام، وتحسين أوضاعهم، وتعويض ما تكبدوه من خسائر.
ويرجع مزارعون ومهتمون بالقطاع الزراعي، أن هذه الأسعار هي نتاج توقف المزارعين عن ما أسموه بـ “الزراعات العشوائية”، والتي سادت خلال المواسم السابقة وأدت إلى فوضى بإنتاج المحاصيل من حيث تزامن إنتاج نفس الأصناف بكميات كبيرة، ما كان يؤدي لفائض بالمحصول وبالتالي انخفاض الأسعار إلى ما دون الكلف.
وتراجعت مساحات زراعة محصول البندورة الموسم الحالي إلى حدود 9 آلاف دونم فقط، بعدما كانت تصل بمواسم سابقة إلى حوالي 30 ألف دونم، لصالح زراعات أخرى مثل البصل وغيرها.
وجاءت الأسعار الحالية مطابقة لتوقعات مزارعي لواء الأغوار الجنوبية، وسط آمال بأن تحافظ على مستواها ما يمنحهم ذلك مساحة أكبر لإلتقاط أنفاسهم وتعويض خسائر مواسم سابقة.
وبحسب مزارعين، فإن صندوق البندورة وزن 8 كلغم، بيع في أول أيام الإنتاج قبل أسبوعين بحدود دينارين ونصف الدينار، في وقت كان يباع العام الماضي مع بداية الموسم بين دينار إلى 75 قرشا فقط.
وأكد المزارع إبراهيم العشوش من غور الصافي، أن أسعار الخضار، وتحديدا البندورة، بدأت بداية جيدة بشكل غير مسبوق، وتم حتى الآن بيع كميات الإنتاج بأسعار مرضية تتراوح بين دينارين الى دينارين ونصف للصندوق، حسب جودة المنتج، إضافة إلى أن أسعار الخضار الأخرى مثل الباذنجان والثوم وغيرها من الأصناف تباع بأسعار جيدة أيضا.
ولفت إلى أن هذه الأسعار لم تكن سابقا، خاصة خلال المواسم الأخيرة، حيث تعرض المزارعون إلى خسائر مالية كبيرة، لأسباب عديدة من بينها زراعة مساحات كبيرة من محصول البندورة وهو المحصول الرئيس الذي يعتمد عليه المزارعون بالأغوار الجنوبية.
ويأمل العشوش بأن تستمر هذه الأسعار كما هي عليه الآن لأنها تبشر بالخير للمزارعين، وتنهي حالة الإحباط السائدة، خصوصا وأن كميات الإنتاج ما تزال في بدايتها، وهناك كميات كبيرة من المحاصيل المختلفة لم تقطف بعد.
وأشار المزارع أحمد النواصره من غور الحديثة، أن المزارعين واستجابة لتوجيهات وإرشادات مديرية زراعة الأغوار الجنوبية ولتجنب ما حدث المواسم الماضية من خسائر قاموا بتخفيض المساحات المزروعة بمحصول البندورة إلى أكثر من النصف، وقاموا أيضا بزراعة محاصيل أخرى على أمل تعويض الخسائر.
ولفت الى بداية الموسم حتى الآن مشجعة بشكل كبير ويمكنهم وقف الخسائر مع الأسعار الحالية الجيدة، لافتا إلى أن مساحات واسعة من الأراضي الزراعية كانت أهملت الموسم الماضي، وتحولت إلى مراع للمواشي، بعد أن أصاب المزارعون الإحباط واليأس من إمكانية تحسن أسعار الخضار.
وأكد رئيس جمعية التنمية المحلية في الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل أن المزارعين يستبشرون خيرا بالموسم الحالي بالأسعار المناسبة، ويأملون بأن تكون الأسعار جيدة طوال الموسم، لتعويض خسائر المواسم الماضية.
وقدر الهويمل، بأن خسائر المزارعين في الأغوار الجنوبية، خلال العام الماضي وصلت إلى نحو 7 ملايين دينار، نتيجة منتجات لم تجد تسويقا لها، وبقيت أسعارها منخفضة دون كلفة الإنتاج ومن بينها البصل والبندورة وغيرها من المحاصيل، وترك بعضها في الحقول ولم يتم جنيها إطلاقا.
ولفت إلى أن الموسم الماضي كان مشهد مئات من قطعان المواشي من الأغنام والأبقار ترعى في الحقول الزراعية مألوفا، وكانت قبل مواسم مليئة بالعاملين من أبناء المنطقة الذين يعملون في قطاف المحاصيل. وطالب بضرورة أن يتم بحث مشكلة الإنتاج والتسويق لمنتجات الخضار والفواكه من الأغوار الجنوبية بشكل جدي من قبل الجهات المعنية حرصا على بقاء نشاط المزارعين واستمرار عمليات الزراعة بالأغوار الجنوبية.
من جهته، أكد مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس مأمون العضايلة، أن أسعار الخضار بدأت مع بداية الإنتاج جيدة وبعضها كانت أسعارها مرتفعة مثل البندورة المحصول الرئيس، إذ وصل سعر البيع إلى دينارين ونصف للصندوق في السوق المحلي وللتصدير وصل إلى سعر ثلاثة دنانير.
وبين أن الموسم الحالي يشهد انخفاضا في مساحات الأراضي الزراعية التي زرعت بمحصول البندورة قياسا مع مواسم سابقة، حيث زرع ما مساحته 9200 دونم فقط، لصالح محاصيل أخرى مثل البصل بمساحة 5650 دونما والثوم بمساحة 1600 دونم والحمص 1350 دونما والباذنجان 1100 دونم والفلفل الحار 900 دونم والفاصولياء 1250 دونما والفول 650 دونما والكوسا 480 دونما والذرة 1100 دونم، ما يؤدي إلى توريد كميات مناسبة للسوق تبقى الأسعار جيدة.
وتشير إحصائيات مديرية زراعة الأغوار الجنوبية، إلى أن المساحات الزراعية بالأغوار الجنوبية تقدر بحوالي 55 ألف دونم، تزرع سنويا بمحاصيل البندورة والخضار الأخرى، إضافة إلى محاصيل العنب والموز والنخيل الذي تتوسع زراعته حديثا.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.