الأغوار الشمالية: البسطات تعرض مواد غذائية بلا شروط صحية
ألقت تداعيات جائحة كورونا وما رافقها من حظر وإغلاقات، بمزيد من التغيرات السلبية على حياة الأهالي في لواء الأغوار الشمالية بمحافظة إربد، ومن هذه التغيرات، تزايد انتشار البسطات التجارية في شوارع وأسواق بلداته، بعد وقف مشاريع لأبناء اللواء وتسريح عاملين منها، إلى جانب أن اللواء يقع تحت خط الفقر أساسا، وتتفشى فيه البطالة.
وتنتشر في شوارع وأسواق اللواء، بسطات الخضراوات والمشروبات الباردة والعصائر، تحت أشعة الشمس المباشرة، ووسط ضعف الرقابة الصحية على هذه السلع الغذائية التي لا يلتزم أصحابها بقواعد الصحة والسلامة العامة، من ارتداء للقفازات والكمامات والتعامل على نحو سليم في حفظ وعرض سلعهم.
والى جانب انتشار هؤلاء الباعة المتجولين بسلعهم وبسطاتهم، فإن الشوارع والأسواق تكتظ على عادتها بالمتسوقين الذين يتجهون الى شراء الخضراوات والعصائر منهم، بسبب أسعارها الزهيدة، اذا ما قورنت بأسعار المحال التجارية، وفق متسوقين يؤكدون أنهم يشترون هذه السلع لرخص أسعارها، ولضعف قدرتهم الشرائية التي صنعتها الجائحة، فادت الى عجز مداخيلهم ومن أضعفت قدرتهم الشرائية.
مديرية صحة إربد، أكدت أن الظروف الصحية والاقتصادية وارتفاع درجات الحرارة، تحتم تفعيل خطة رقابية، تضبط البيع العشوائي في أسواق اللواء، بخاصة مع انتشار فيروس كورونا، وذلك لحماية المواطنين من انتقال الأمراض، وبالذات من الفيروس، مشددة على انها ستطبق رقابتها على الباعة المتجولين بصرامة.
المواطن محمد العلي من أهالي اللواء، بين أنه ومنذ فترة، بعد ان سمحت الحكومة برفع الحظر، وأعادت فتح بعض القطاعات الزراعية والصناعية، وعودة الحياة الطبيعية للأسواق تدريجيا، لاحظ انتشار الباعة المتجولين من أصحاب البسطات الذين يعرضون بضائعهم المختلفة والمتنوعة من العصائر والخبز والمخللات تحت أشعة الشمس، وبطرق عرض غير صحية.
وأوضح أن الإغلاقات الناجمة عن إجراءات مكافحة “كورونا”، أدت الى رفع أعداد المتعطلين عن العمل، وبالذات من كانت لهم وظائف واعمال خارج اللواء وفي المحافظات القريبة منه، فاستعاضوا عن تعطلهم بالعمل كباعة متجولين في أسواق بلدات اللواء، لعدم قدرتهم على العودة الى أعمالهم، وكذلك عجز أصحاب الأعمال السابقين منهم عن تسديد التزاماتهم المالية كأجور المحال التجارية أو مصاريفها الشهرية من كهرباء وماء وعمالة وتراخيص، ما اضطرهم الى وقف اعمالهم، والاستعاضة عنها بالبسطات، لانها لا تكلفهم الكثير من الالتزامات.
وإلى جانب ما تشكله ظاهرة البيع العشوائي من اعتداءات على مسارات حركة المتسوقين في الأسواق والشوارع، وعدم التزام البسطات وأصحابها بالجوانب الصحية لحفظ بضائعهم وللتعامل معها، فإنهم أيضا يسببون ازعاجا للمارة باستخدامهم لمكبرات الصوت في المناداة على سلعهم وسط الحشود.
وأكد المواطن محمد الباكر، إنه في كل زاوية من أسواق اللواء تنتشر البسطات العشوائية، مشيرا إلى أن أغلب أصحابها هم من الوجوه الجديدة، الذين دخلوا السوق في فترة الجائحة، ما يدل على أنهم يضطرون الى البيع العشوائي حتى لا يبقوا بين صفوف البطالة في الوقت الحالي، وهذا مؤشر خطر على انتشار البطالة في اللواء الذي تعد من المناطق الأشد فقرا في المملكة.
وطالب البكار الجهات المعنية، بتنظيم العمل في الأسواق، جراء الاكتظاظ وانتشار البسطات عشوائيا، ما يساعد على انتشار الأمراض، والأزدحامات المرورية وحالات الدهس والمشاكل الاجتماعية، التي تسببها الأعمال غير المنظمة، والبعيدة عن عين الرقابة.
وأكد أن هناك ارتفاعا في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بين المواطنين في اللواء، إذ وصل عدد المتوفين بسببه خلال فترة شهر تقريبا إلى 20.
ظاهرة انتشار الباعة المتجولين والبسطات، دفعت بالعديد من الأهالي، للمطالبة بتكثيف الجولات والحملات الميدانية والرقابية على الأسواق ومحال بيع العصائر والحلويات، في أوقات ذروة ارتفاع درجات الحرارة على الأقل، مع وضع خطط فاعلة، للحد من هذه الظاهرة، أو تنظيمها بما يحمي الأهالي من تبعاتها الخطرة عليهم.
ودعوا الجهات المعنية والرقابية، الى وضع معايير صحية وتنظيمية لعمل الباعة المتجولين والبسطات، والتأكد من التزام القائمين على هذه الاعمال بالاشتراطات الصحية، الى جانب التأكد من سلامة ما يعرضونه من منتجات صحيا.
وبين المواطن خالد السعيد، أن عودة هذه الظاهرة لأسواق اللواء، يكشفه انتشارها الواسع فيه، وهي غالبا تبيع سلعا مخالفة للاشتراطات الصحية، كما ان عامليها غير منضبطين صحيا، ولا يلتزمون بالبروتوكول الصحي الخاص بالجائحة حاليا، إلى جانب ان سلعهم تعرض تحت أشعة الشمس، ما يعرضها للتلف.
وكشف المواطن سامر التلاوي من أهالي بلدة القليعات، بأن كثيرا من البسطات وعامليها، إلى جانب انتشار محال بيع الدواجن (النتافات)، لا يلتزمون بشروط الصحة والسلامة العامة، كنظافة العاملين فيها، في وقت تتعامل فيه هذه المحال مع مخلفات بسطاتها ومحال الدجاج بطرق تلوث البيئة، وتشكل خطرا على السلامة العامة، لالقائها في الساحات المكشوفة، ما يساعد على انتشار الذباب والبعوض والقوارض، وانبعاث الروائح الكريهة.
وأشار الى أن هذه المكاره الصحية، تشكل خطرا على الأهالي، بخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في اللواء، وبالتالي تفاقم الأمراض، داعيا لجان الصحة والسلامة العامة في مديرية الصحة وكذلك البلديات، لتكثيف رقابتها على البسطات ومحال بيع الدجاج، للتأكد من مدى تقيدها بالاشتراطات الصحية.
ولفت الى أن أصحاب “النتافات” المنتشرة عشوائيا في اللواء، يستخدمون مياها لا تجدد في تنظيف الدجاج بعد ذبحه، ويعبئون مخلفاتهم في أكياس تلقى أمام محالهم، ما يفاقم الخطورة على الصحة العامة.
من جانبه، أكد مصدر صحي في مديرية صحة إربد، إنه وبالتعاون مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء، اتخذت إجراءات عدة، لملاحقة الباعة المخالفين لايقاع أشد العقوبات بحقهم، وخصوصا في الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا، وتحويلهم إلى الحاكم الإداري، ومن ثم معاقبتهم بالسجن والغرامة.
وأشار المصدر إلى أن عرض السلع الغذائية تحت أشعة الشمس مباشرة، وعدم توفير شروط الصحة العامة لعرض المنتجات، يؤثران سلبا على السلع ويعرضانها للتلف، وبالتالي، فإن ذلك يشكل خطرا كبيرا على صحة الأهالي.
وقال رئيس مجلس محلي بلدية شرحبيل بن حسنة عقاب العوادين، إن هناك خطة عمل للدائرة الصحية في بلديات اللواء، تقتضي تشديد الرقابة على عمل الأسواق، والمسلخ ومحال بيع الدواجن، ومنع عرض السلع الغذائية على البسطات.
وأضاف أنه سيجري تكثيف جهود الرقابة وزيادة الجولات الميدانية، حرصا على الصحة العامة، والتأكد من الشروط المطلوبة والوقائية والتزام العاملين بذلك.
يشار إلى أن عدد سكان لواء الغور الشمالي يبلغ حوالي 130 ألف نسمة، موزعين على 3 بلديات، هي بلدية شرحبيل بن حسنة، وطبقة فحل وبلدية معاذ بن جبل.
الغد
التعليقات مغلقة.