الأغوار الوسطى: معاناة طويلة لمرضى كلى على مقاعد الانتظار
الأغوار الوسطى- رغم معاناتهم المستمرة مع المرض، إلا أن اضطرارهم للانتقال الى العاصمة أو الى مركز المحافظة لإجراء غسيل الكلى لمرتين أو ثلاث أسبوعيا، يزيد من معاناتهم الجسدية والنفسية، ناهيك عن تكاليف السفر والوقت.
فمع ازدياد حالات الفشل الكلوي في الأغوار الوسطى، يشكل ارتفاع أعداد المحتاجين لعمليات غسيل الكلى، ضغطا على أقسام الكلى في المستشفيات، ما يدفعها لوضع عدد منهم على قائمة الانتظار الى حين حدوث شاغر، ما يضطرهم للسفر مرات عدة أسبوعيا للمستشفيات المركزية في العاصمة، أو مركز المحافظة للخضوع الى جلسة الغسيل، بانتظار شفاء أو موت مريض ليحلوا مكانه.
ويروي محمد أحد مرضى الكلى، رحلة معاناته التي مضى عليها أكثر من عام، قائلا “منذ أن أصبت بالمرض، وأنا أقوم بالذهاب إلى مركز المحافظة لإجراء غسيل كلى، جراء نقص أجهزة الغسيل الكلوى في مستشفى الشونة الجنوبية، وازدياد أعداد المحتاجين لعمليات الغسيل”، مضيفا “منذ ذلك الوقت، وأنا مسجل على قائمة الانتظار، لحين حدوث شاغر للتخفيف من معاناتي، جراء ذهابي مرتين في الأسبوع”.
ويوضح أن معاناته، تكمن في اضطراره لاستئجار سيارة غالبا للذهاب إلى المستشفى لإجراء الغسيل، ما يكبده أكلافا طائلة شهريا، ناهيك عن طول الوقت، أكان في الذهاب أو العودة، أو في مدة الجلسة التي تزيد على 5 ساعات في كل مرة، مشيرا إلى أن المعاناة الجسدية كالتعب والإجهاد، والمعاناة النفسية أشد ألما من المرض.
ويؤكد أنه يضطر إلى السفر إلى العاصمة، لإجراء غسيل كلى لزوجته ثلاث مرات أسبوعيا كغيره من المرضى المدرجين على قائمة الانتظار، ويضطرون لتحمل نفقات المواصلات من وإلى المستشفيات، لافتا إلى أن معظم المرضى هم من ذوي الدخل المحدود، وأي تكاليف إضافية عليهم، قد تشكل عبئا حقيقيا على أوضاعهم المعيشية.
ويضيف، أن معاناته لا تتوقف عند هذا الحد، فالسفر كل هذه المسافة والانتظار الى حين موعد العلاج، يسبب لهم معاناة نفسية كبيرة، ناهيك عن معاناة زوجته المريضة، موضحا أنه “رغم عمل قسم الكلى في المستشفى بكامل طاقته وحتى ساعة متأخرة، لكن ازدياد عدد المرضى يسهم باستمرار معاناتهم”.
المشكلة الأخرى التي يعانيها مرضى الكلى في مستشفيي الأميرة إيمان والشونة الجنوبية، تتبلور في عدم وجود طبيب مختص في قسم الكلى، لمتابعة أحوال المرضى بحسب ذويهم، إذ إنه، وبحسب قولهم، لم يروا طبيبا منذ فترة طويلة.
ويطالبون الوزارة بتوسعة أقسام الكلى وزيادة عدد الأجهزة، ورفد المستشفيات بالكوادر الفنية، وتخصيص برنامج مسائي لعلاج من يتلقون عمليات غسيل في المستشفيات الأخرى.
ومن جانبه، يبين مدير مستشفى الشونة الجنوبية الدكتور فايز الخرابشة، أن قسم الكلى يعمل بأقصى طاقته، إذ إن عدد المرضى الذين يتلقون خدمة الغسيل فيه يصل الى 42، وبواقع 126 جلسة أسبوعيا، أي بمعدل 530 جلسة شهريا.
ويبين أنه يوجد حالات أخرى على قائمة الانتظار، يتلقون الخدمة في مستشفيات أخرى في عمان والسلط ومستشفى الأميرة إيمان في بلدة معدي.
ويؤكد أنه بوشر منذ فترة، بتوسعة بناء قسم الكلى والآن في مرحلة التشطيبات، موضحا أنه وفي حال اكتمال التوسعة، فستضاعف أعداد الأسرة، ما سيتيح توفير العلاج للحالات، بمن فيهم من هم على قائمة الانتظار.
ويلفت إلى أن القسم بوضعه الحالي، لا يمكنه استقبال أي حالة جديدة، بخاصة وأن القسم يعمل بواقع 3 مرات يوميا، مشيرا إلى وجود طبيب مختص يزور القسم ويتابع المرضى ليوم واحد أسبوعيا.
ويؤكد مدير مستشفى الأميرة إيمان الدكتور محمد أبوهديب، أن قسم الكلى في المستشفى، بحاجة للتوسعة وزيادة عدد الأسرة، للتخفيف من معاناة المرضى من أهل اللواء ممن يقومون بغسيل كلى في المستشفيات المركزية بعمان، موضحا أن القسم يضم 9 أسرة عاملة، وواحد احتياط للحالات الطارئة.
ويضيف أن القسم ينفذ أكثر من 580 جلسة غسيل شهريا، بواقع 22 جلسة يومية، موزعة على 3 مراحل، يشرف عليها طبيب ليوم واحد أسبوعيا، مشيرا إلى أن القسم يعمل بكامل طاقته، ولا يمكنه استقبال أي مريض جديد، مع وجود 5 مرضى على قائمة الاحتياط.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.