الأنفاق لم تُدمر والمقاومة مستمرة.. رفح تعري ادعاءات الاحتلال

تشهد مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، تناقضات حادة بين التصريحات العسكرية الإسرائيلية حول تقدم العمليات ضد حركة حماس، والواقع الميداني الذي يكشف عن استمرار نشاط المقاومة في المدينة.
فرغم إعلان جيش الاحتلال في وقت سابق عن “حسم” لواء رفح التابع لـ”حماس”، إلا أن التطورات الأخيرة والتقييمات العسكرية تشير إلى استمرار وجوده وفاعليته.
وخلال الأشهر الماضية؛ أصدرت القيادة العسكرية الإسرائيلية تصريحات متكررة تفيد بتحقيق إنجازات حاسمة في رفح، حيث أعلن الناطق العسكري في سبتمبر الماضي أن “فرقة 162 حسمت لواء رفح لحماس”، مشيرًا إلى مقتل أكثر من 2000 عنصر وتدمير 13 كيلومترًا من الأنفاق.
غير أن تقارير ميدانية وتحليلات عسكرية لاحقة أظهرت أن هذه الادعاءات لا تعكس الصورة الحقيقية على الأرض، حيث لا تزال الكتائب المقاتلة لحماس نشطة وتواصل عملياتها في المدينة الحدودية.
وأكد المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشع، أن الفجوة بين ما تعلنه المؤسسة العسكرية وما يجري فعليًا في رفح باتت واضحة، مما يؤثر على ثقة الجمهور الإسرائيلي بالقيادة العسكرية والسياسية.
وأشار إلى أن البيانات الرسمية حملت نبرة “انتصارية” مبالغ فيها، فيما أثبتت التطورات الميدانية أن “لواء رفح لم يُحسم حقًا”، ما دفع رئيس الأركان إلى مطالبة القوات بمواصلة العمليات التي زُعم أنها انتهت قبل أكثر من ستة أشهر.
ومن بين أبرز الإخفاقات التي كشفت عنها المعطيات الميدانية؛ ملف الأنفاق، حيث تشير التقديرات إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر فقط 25% من شبكة الأنفاق في رفح، رغم اعتبارها عاملاً حاسمًا في استراتيجية حماس القتالية.
ويطرح هذا الواقع تساؤلات حول مدى نجاح العمليات العسكرية في تحقيق أهدافها، خاصة مع استمرار الاعتماد على الأنفاق في تحركات المقاومة داخل المدينة.
وأدى التناقض بين التصريحات الرسمية والواقع إلى تصاعد الانتقادات داخل “إسرائيل”، حيث بات الشارع الإسرائيلي يشكك في مصداقية البيانات العسكرية بشأن الحرب في غزة.
ويرى محللون أن تكرار هذا النمط من التناقضات قد يؤدي إلى أزمة ثقة أوسع في القيادة، خاصة مع استمرار فاعلية حماس رغم مرور أشهر على العمليات المكثفة في رفح.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية في رفح؛ يبدو أن “إسرائيل” تجد نفسها أمام معضلة استراتيجية تتمثل في عدم قدرتها على تحقيق الحسم العسكري المعلن، ما يجعل الأهداف التي وضعتها للحرب – مثل القضاء على حماس واستعادة المحتجزين – أقرب إلى الشعارات منها إلى الوقائع على الأرض.
ومع تزايد الفجوة بين التصريحات والواقع؛ فإن الأزمة السياسية والعسكرية داخل “إسرائيل” قد تتفاقم، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى استمرار العمليات وما إذا كانت ستؤدي إلى أي تغيير حقيقي في ميزان القوى.
وكالات