الإبل السائبة ترعب سائقي “الصحراوي” و”وادي عربة”
تنتشر تربية الإبل قريبا من الطريقين الصحراوي ووادي عربة في مناطق عدة أهمها القويرة ودبة حانوت، ومناطق وادي عربة وقرى رحمة والريشة وبئر مذكور، لكن العديد من أصحابها لا يلقون بالا لما يمكن أن تسببه الإبل السائبة من خطر على حياة مستخدمي الطريق.
ويطالب مواطنون وسالكون للطريقين في محافظات الجنوب، وبالتحديد في محافظة العقبة، بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة تمنع تكرار “حوادث الإبل” القاتلة والتي تشكل مصدر رعب وقلق لهم.
ولم تتوقف هذه الظاهرة منذ عشرات السنين، بل زادت خلال الفترة الأخيرة بترك الإبل تسرح على قارعة الطريقين، وتتسبب في حوادث وإصابات بشرية وخسائر مالية في المركبات.
ويشير مصدر أمني، الى أن الإبل السائبة تسببت بعشرات الحوادث على الطريقين الصحراوي ووادي عربة خلال السنوات القليلة الماضية، نتج عنها 4 وفيات وما زاد على 20 إصابة، موضحا أن بعض هذه الحوادث لم يعرف لغاية الآن صاحب الإبل المتسببة بها.
وطالب عدد من مرتادي الطريقين بإلزام جميع ملاك الإبل بإبعادها عن قارعة الطريق والرقابة عليها، أو تشريع نظام شريحة الكترونية للتتبع حفاظا على أرواح سالكي الطريق ومعرفة لمن تعود الإبل في حال -لا سمح الله- تعرض المركبات لحادث سير.
ويقول المواطن عوده الزيدانيين، إن الجهات المعنية لم تتمكن حتى اللحظة من وضع حد لمسلسل حوادث السير التي تتسبب بها الإبل السائبة، التي تقطع الطرق السريعة وتقدم عروضها البهلوانية أحيانا على طرقات نافذة وسريعة جنوب المملكة، خصوصا في ساعات الليل في منطقتي القويرة ووادي عربة في محافظة العقبة.
وتتسبب الإبل السائبة في إزهاق أرواح الأبرياء، لا بل أصبحت مشاهد الحوادث المرورية الناجمة عن الإبل السائبة من المشاهد المعتادة والمتسببة في الغالب في إحداث العديد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، والقصص المحزنة في ظل غياب الاهتمام من أصحاب الإبل وغياب الحل من قبل الجهات المعنية في الحكومة.
ويشير المواطن مالك الخوالدة، إلى أن خطورة الإبل السائبة تكمن بتحركها تحت عتمة الليل لتهدد أرواح المسافرين والسياح المتنقلين بين مناطق المملكة، خاصة في محافظة العقبة عبر طرق السفر الطويلة، وخصوصا تلك التي تمر عبر المناطق الرعوية والمخترقة للواء القويرة ووادي عربة على امتداد أكثر من 100 كم، مؤكداً أن الحوادث التي تتسبب بها الإبل السائبة تتنامى وسط مطالبات بفرض عقوبات على قائدي المركبات المتهورين ومالكي الإبل الذين يهملونها ويطلقون لها العنان، لتصبح ألغاما موقوتة في الطرقات، ومطالبات بحماية الطرق بأسلاك شائكة تحول دون اختراق الإبل لها.
وطالب عدد من مستخدمي الطريقين الصحراوي ووادي عربة باتخاذ التدابير الاحترازية في هذا الشأن، والتأكيد للسائقين بتوخي الحذر والتركيز أثناء القيادة وعدم تجاوز السرعة المحددة، فمجرد غفوة السائق عن التركيز أثناء القيادة تجعله وجها لوجه أمام جمل سائب أو مجموعة من الإبل اختارت العبور من منطقة ما غير آبهة بمستخدمي الطريق.
وقال سائق الشحن إبراهيم الطرمان، إن الإحساس بالخطر ما يزال يعصف بالسائقين، خاصة القادمين إلى العقبة أو المغادرين، مطالبا بوضع المزيد من اللوحات الإرشادية لطرق السلامة حيال هذا الأمر.
وتقر مصادر شرطية موثوقة بوجود مشكلة كبيرة بحوادث السير على الطرقات بسبب الإبل السائبة، مناشدة أصحاب الإبل بالتحفظ عليها وعدم إطلاقها على الطرقات، والسائقين بتوخي الحيطة والحذر، لاسيما مع وجود رمال متحركة في هذه الأوقات حيث تنطلق هذه الإبل من معقلها.
وقال مواطنون إن عددا من الحوادث بسبب الإبل تركت دون حسيب، لكنهم لم يعفوا السائقين من تحمل جزء كبير أيضا من المشكلة بسبب سرعتهم، مؤكدين أن الأعلاف التي تتناثر من الشاحنات على جنبات الطرق مشكلة عوامل جذب للإبل، التي تبحث عن طعام في الليل، لاسيما وأن عدد الإبل التي تعيش في بادية العقبة وبمناطق قريبة ومحاذية من الطرق الرئيسة تزيد على 3 آلاف رأس.
وشددوا على ضرورة وضع حلول، من بينها تشييك الطريق الصحراوي من الجانبين لمنعها من عبور الشوارع، أو إنارة الطريق الصحراوي ابتداء من رأس النقب ولغاية مدخل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في مركز جمارك وادي اليتم.
ومن جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الأشغال العامة والإسكان، إن أكثر الطرق التي تشهد حركة مستمرة للإبل في الليل والنهار، هي الطريق الصحراوي لمسافة 75 كلم، وطريق وادي عربة على امتداد 170 كلم، مؤكداً أن وزارة الأشغال العامة والإسكان تقوم بوضع لوحات وإشارات إرشادية بشكل دائم، داعياً السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر عند مشاهدة اللوحات الإرشادية.
وأشار المصدر إلى أن ما تبقى من مسؤولية منوطة بوزارة الزراعة بالتعاون مع الحكام الإداريين والمواطنين من أجل التنبيه على ملاك الإبل بإبعادها عن قارعة الطريق، وإجبار ملاك ورعاة الإبل على الالتزام بمناطق الرعي الشاسعة.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.