الإضراب الشامل يشل مناحي الحياة بفلسطين المحتلة

عمان – عم الإضراب الشامل فلسطين المحتلة تنديدا بعدوان الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وسط دعوات فلسطينية حاشدة للنفير العام ومواجهة عنف قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين.

وشل الإضراب العام كافة مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأغلقت الجامعات والمدارس، والبنوك والمصارف، والمحلات التجارية، والمؤسسات الحكومية والأهلية، وسط دعوات جماهيرية شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال.
وشمل الإضراب المواصلات العامة وخلت الشوارع من المركبات والمارة، وأغلقت المصانع والمعامل أبوابها، فيما أعلن مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية والاتحاد العام للمعلمين بمدارس الضفة الغربية، الإضراب الشامل في المدارس والجامعات، لنصرة غزة والمطالبة بوقف عدوان الاحتلال المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.
وتقاطر الفلسطينيون حول تنظيم الفعاليات والأنشطة الحاشدة لتأكيد “الرفض الشعبي الفلسطيني لحرب الإبادة وسياسة التهجير الجماعي بحق أبناء الشعب الفلسطيني”، وفق القوى والفصائل الفلسطينية، وسط إعلان كل من نقابة المحامين الفلسطينيين الإضراب وعدم التوجه إلى المحاكم، ونقابة المهندسين – فرع القدس، للإضراب الشامل وعدم التوجه إلى الأعمال، تنديدا بجرائم الاحتلال في غزة.
في حين شهدت الدعوة للإضراب الشامل تفاعلاً عالمياً واسعاً، حيث انضمت لها نقابات عمالية وجامعات ومتاجر، وشخصيات عامة مؤثرة من مختلف الدول، معلنين تضامنهم ووقف أنشطتهم التجارية أو المهنية ليوم واحد، كما تم تنظيم وقفات ومسيرات في مدن كبرى حول العالم، حاملة لافتات تندد بعدوان الاحتلال وتطالبه بحماية المدنيين وبوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكدت القوى والفصائل الفلسطينيين، في تصريح لها أمس، أهمية المشاركة الواسعة في الإضراب، من أجل “رفع الصوت وتسليط الضوء على مجازر الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء”.
ودعت لجان المقاومة في فلسطين، إلى إعلان النفير العام والاستنفار والمشاركة في يوم الغضب والعصيان المدني ضد الإبادة الجماعية والجرائم الصهيونية بحق أهالي قطاع غزة.
وقالت اللجان في بيان، إن “المشاركة القوية والحاشدة في اليوم العالمي هو بمثابة رسالة وصرخة مدوية في وجه مجرمي الحرب الصهاينة وقوى الطغيان والاستكبار في العالم الظالم، لتأكيد أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لن يُترك وحيداً في مواجهة الإبادة والمحرقة الصهيونية”.
يأتي ذلك على خلفية الدعوات الواسعة التي انطلقت خلال الأيام الماضية، للإضراب الشامل حول العالم من أجل قطاع غزة، حيث دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في القطاع، لفعاليات حقيقية فاعلة وضاغطة على الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية، لوقف الإبادة الجماعية.
وبالمثل؛ دعا تحالف القوى الفلسطينية في لبنان (تجمع يضم قِوى المقاومة الفلسطينية)، إلى “مشاركة شعبية فلسطينية واسعة داخل المخيمات”، في ظل “الالتزام بضوابط أخلاقية تعبّر عن عمق الانتماء الوطني ورفض سياسات الإبادة”، وداعيا الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم لجعل هذا اليوم “محطة تاريخية في مواجهة العدوان”.
وكانت “الحملة العالمية لوقف الإبادة” على قطاع غزة، قد دعت لإضراب عالمي، للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية على القطاع، بما يعكس التضامن الشعبي والإنساني مع معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت نيران القصف والحصار.
انطلقت الدعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحملات شعبية ومجتمعية تقودها منظمات حقوقية ونشطاء من مختلف البلدان، تحت شعارات مثل “أوقفوا الإبادة في غزة”، و”صوت واحد من أجل فلسطين”.
وتتمثل هذه المبادرة في حث الأفراد والمؤسسات، في مختلف القطاعات، على التوقف عن العمل لمدة يوم واحد على الأقل، تعبيرا عن الرفض الجماعي للعنف والدعوة إلى العدالة والسلام.
بهدف تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث يتعرض أكثر من مليوني إنسان للحصار والقصف المستمر، مع تدهور حاد في الأوضاع الصحية والمعيشية، كما تسعى الحملة إلى الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية للتحرك العاجل من أجل وقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
وفي الأثناء؛ أمر جيش الاحتلال باخلاء جزء من دير البلح والزوايدة، وسط قطاع غزة، في إطار العدوان المتواصل على قطاع غزة ، فيما شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على خان يونس.
وتواصل قوات الاحتلال، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة المحاصر، أدت لارتقاء أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
من جانبها، أكدت حركة “حماس” أهمية المشاركة الواسعة في الإضراب الشامل والفعاليات والمسيرات الغاضبة بالضفة الغربية، رفضاً للعداون على غزة.
وقال القيادي في الحركة، عبد الرحمن شديد، أنه “مع تواصل الجرائم وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، وما يمارسه الاحتلال ومستوطنوه في الضفة الغربية من عدوان وتنكيل وتهويد، فلا خيار سوى الانتفاض بوجه الاحتلال وإشعال كافة نقاط التماس”.
ودعا “أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لأن يقوموا بدورهم الوطني الحاسم والمهم، خاصة في ظل المجازر والجرائم الوحشية ضد القطاع”، مؤكداً أن “الشعب الفلسطيني والمقاومة سيفشلان كل مخططات الاحتلال الخبيثة بحق غزة والضفة، فما عجز عن تحقيقه سابقاً بالتفاوض لن ينجح في فرضه بالحرب والإجرام”، وفق تصريحه الصادر أمس.

نادية سعد الدين/  الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة