الاحتجاجات بإيران تتواصل وتصـاعـد التوتـر مـع الغــرب
تصاعد التوتر بين إيران ودول الغرب بشأن حملة القمع طهران إخماد الاحتجاجات التي تواصلت لليلة العاشرة في أنحاء البلاد على وفاة الشابة مهسا أميني، بينما كانت موقوفة لدى الشرطة الإيرانية.
يأتي ذلك، فيما أوقفت السلطات الإيرانية 18 صحافيًا منذ اندلاع الاحتجاجات على وفاة الشابة أميني، وفق ما أعلنت «لجنة حماية الصحافيين».
كذلك أوقف عدد كبير من الناشطين بينهم الناشط في مجال حرية التعبير حسين روناغي. وبعدما أفلت من الشرطيين الذي قدموا إلى منزلهم أثناء إجرائه مقابلة مع قناة «إيران انترناشونال» ومقرّها لندن، أوقف مع اثنين من محاميه، بحسب القناة.
وقتل 41 شخصا على الأقل واوقف أكثر من ألف، وفق مسؤولين، في الاضطرابات التي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية البالغة 22 عاما بعدما بقيت ثلاثة أيام في غيبوبة عقب توقيفها في العاصمة الإيرانية، بسبب «لباسها غير المحتشم».
وخرج متظاهرون غاضبون إلى شوارع مدن في أنحاء إيران وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي (83 عاما)، وهتفوا «الموت للديكتاتور»، على ما أظهر تسجيل نشرته منظمة «إيران هيومن رايتس» ومقرها في أوسلو.
وردد المتظاهرون شعارات مثل «امرأة، حياة، حرية» وأحرقت نساء إيرانيات أغطية الرأس، وقامت بعضهن بقص شعرهن دلالة على احتجاجهن على قواعد اللباس الصارمة.
وأوقف قرابة 450 من «مثيري الشغب» في محافظة مازندران، على ما أعلن المدعي العام في المحافظة محمد كريمي، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، بعد يومين على توقيف أكثر من 700 شخص في محافظة غيلان المجاورة بحسب تقارير.
وقال كريمي «في الأيام الأخيرة هاجم مثيرو شغب مقار إدارات حكومية، وألحقوا أضرارا بممتلكات عامة في بعض مناطق مازندران بتوجيه من عملاء أجانب مناهضين للثورة».
ونشرت وكالة «تسنيم» للأنباء، حوالي عشرين صورة لمتظاهرين بينهم نساء في شوارع عدة في مدينة قم، الواقعة على بعد حوالي 150 كيلومترا جنوب العاصمة.
وأوضحت الوكالة ان المؤسسات العسكرية والأمنية نشرت هذه الصور التي تظهر «مثيري شغب»، وأنها دعت السكان إلى «التعرف عليهم وابلاغ السلطات».
وانتقد الاتحاد الأوروبي إيران وقال إن «الاستخدام غير المتكافئ للقوة في حق المتظاهرين مرفوض وغير مبرر»، على ما جاء في بيان لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل.
وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي «سيواصل درس كل الخيارات المتاحة قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية إزاء وفاة مهسا أميني، والطريقة التي ترد فيها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات التي تلت»، في البلد الذي فرضت عليه عقوبات على خلفية برنامجه النووي.
واستدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين بعد ظهر اليوم الإثنين، «لمباحثات» بشأن قمع الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستيان فاغنر في مؤتمر صحافي دوري «استدعينا السفير الإيراني، وستجرى المباحثات بعد ظهر اليوم» الاثنين.
وبدورها، استدعت طهران السفير البريطاني للاحتجاج على ما وصفته بأنه «تحريض على أعمال شغب» تنتهجه شبكة «بي.بي.سي فارسي» التي تبث بالفارسي ومقرها لندن.
كذلك استدعت سفير النروج على خلفية «تصريحات غير بناءة» أدلى بها رئيس البرلمان النروجي على خلفية التظاهرات في الجمهورية الإسلامية.
وفي أكبر تظاهرات تشهدها إيران منذ ثلاث سنوات تقريبا، استخدمت قوات الأمن العصي وخراطيم الماء، كما أطلقت أعيرة خردق وذخيرة حية، بحسب منظمات حقوقية، على متظاهرين ألقوا حجارة وأضرموا النار في آليات للشرطة ومبان حكومية.
وقالت إيران أن الاضطرابات تأتي في إطار «مخطط للعدو» واتهمت الولايات المتحدة وحلفائها بالتحريض على التظاهرات. وكالات
التعليقات مغلقة.