الاحتلال يداري إرباكه بمزيد من التصعيد ضد الفلسطينيين
عمان- يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تُداري حالة الإحباط والإرباك التي أصابتها مُبكراً إزاء فشل قمع الغضب الفلسطيني العارم، باللجوء إلى مزيد من التصعيد؛ أسوة بيوم أمس الدامي الذي اكتسى بسواد الحداد على أرواح ثلاثة شهداء فلسطينيين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال في مدينة جنين، التي أعلنت مع أنحاء بالضفة الغربية، الإضراب الشامل، وسط دعوات فلسطينية للرد.
حكومة الاحتلال، التي راهنت خطأ على جدوى القبضة العسكرية العنصرية في كي الإرادة الشعبية الفلسطينية، قررت تعزيز الإجراءات الأمنية المشددة في الضفة الغربية، التي تشهد وقفات ومسيرات تضامنية لنصرة المسجد الأقصى المبارك وأهالي القدس المحتلة في معركتهم الضارية ضد انتهاكات الاحتلال ومساعيه الدؤوبة لتهويد المدينة.
ودفع إخفاق الاحتلال في كسر عزيمة الشعب الفلسطيني إلى رفع وتيرة عمليات الاقتحام والمداهمة في الضفة الغربية، وإطلاق الأعيرة النارية والمطاطية والغاز المسيل للدموع بعشوائية تجاه الفلسطينيين الذين تصدوا لعدوانه خلال مواجهات عنيفة في مدينة جنين، التي شيعت ثلاثة شهداء في يوم واحد.
وعم الإضراب الشامل في مدينة جنين وأنحاء بالضفة الغربية، حدادا على أرواح الشهداء؛ عز الدين حمامرة (24 عاما) وأمجد خليلية (23 عاما)، اللذان استشهدا خلال اشتباك مسلح عند مدخل بلدة جبع، جنوب جنين، والشاب يزن الجعبري (19 عاما)،الذي استشهد متأثرا بجراح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال.
واندلعت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت جنين وأقامت حاجزا عسكريا على مفرق بلدة جبع، وأطلقت الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز تجاه الشبان الفلسطينيين، مما أدى إلى وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوفهم.
وانطلقت في مدينة جنين مسيرة شعبية حاشدة خلال تشييع جثامين الشهداء الفلسطينيين، مرددين خلالها الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى استشهاد 12 فلسطينيين منذ بداية العام الحالي، بينهم 3 أطفال، فيما ارتقى 224 شهيداً العام الماضي، بينهم 59 شهيدا من محافظة جنين.
ودعا المشاركون في المسيرة أبناء الشعب الفلسطيني إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال، وتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام الفلسطيني، مطالبين بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، لاسيما في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
من جانبها؛ قالت وزارة الخارجية والمغتربين بالسلطة الفلسطينية، إن انتهاكات وجرائم الاحتلال، لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على التمسك بحقوقه”.
وحملت “الخارجية الفلسطينية”، في تصريح أمس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الجرائم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومنازله وممتلكاته ومقدساته”.
وأوضحت أن الاحتلال يمارس جرائم القتل خارج القانون، والإعدامات الميدانية، وإطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين، بهدف القتل واستباحة حياة المواطنين الفلسطينيين، بتعليمات من المستويين السياسي والعسكري في كيان الاحتلال.
وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بممارسة ضغط حقيقي على سلطات الاحتلال، لوقف تصعيدها الدموي ضد الشعب الفلسطيني.
ودعت محكمة الجنائية الدولية إلى سرعة الانتهاء من تحقيقاتها، وصولا لمحاسبة الاحتلال ومرتكبي الجرائم، مشيرة إلى أن “تزايدها يدلل على أن العام الحالي، سيكون أسوأ من العام الذي سبقه، وأكثر دموية”، بحسب قولها.
بدورها؛ نددت الفصائل الفلسطينية بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، داعية إلى تصعيد المواجهة ضد عدوانه.
وقال المتحدث باسم حركة “فتح” في قطاع غزة، منذر الحايك، إن “جريمة جديدة ترتكبها حكومة الإرهاب الصهيونية في جنين”، داعياً للرد عليها.
فيما قال الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، إن “جنين تواصل مقاومتها الباسلة وقتالها ضد الاحتلال”، مؤكداً أن التضحيات النضّالية “التي تقدمها جنين مع كل المدن الفلسطينية، هي وقود النصر والتحرير، ونموذج صلابة الإرادة التي ترفض الإنكسار”.
كما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استمرار الشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان الاحتلال، منتقدة “حالة الصمت الدولي والدعم والحماية الكاملة التي توفّرها الإدارة الأميركية للاحتلال الصهيوني”، وفق تعبيرها.
وبالمثل؛ نددت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية “بإجرام جيش الاحتلال الذي يتعمد الإعدام بدم بارد لأبناء الشعب الفلسطيني أثناء اقتحاماته اليومية للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، وذلك بإيعاز وتوجيهات من المتطرف ” ايتمار بن غفير” وغيره من العنصريين المتطرفين في الكيان الصهيوني”.
ودعت إلى “تصعيد وتيرة المقاومة والنضال والكفاح الموحد، وفرض أوسع مقاطعة للكيان العنصري وعزله وفضح جرائمه الهمجية وتكثيف الجهود إزاء سحب المجرمين للمحاكم الدولية ومحاكمتهم أمامها”، منتقدة صمت البعض في المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال.
التعليقات مغلقة.