الاحتلال يشرع بتهويد حائط البراق للسيطرة على “الأقصى”

قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ خطة وضعتها حديثا لتهويد حائط البراق بالمسجد الأقصى المبارك، في القدس المحتلة، بهدف السيطرة على المسجد وتغيير معالمه، تزامنا مع محاولة تفريغ المدينة من سكانها المقدسيين بطردهم وهدم منازلهم.
جاء ذلك على وقع تحرك القيادة الفلسطينية مع الأطراف الدولية، من أجل توفير الحماية لأهالي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وذلك عقب قرار الاحتلال أمس طرد أفراد ثلاث عائلات فلسطينية من عقارهم الممتد بحوزتهم منذ العام 1948، بهدف تحويل ملكيتها إلى المستوطنين.
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، محاولات التهجير القسري وإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح من منازلها.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير هيثم أبو الفول، أن عمليات الإخلاء والتهجير للفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، تُعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مُشدداً على أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، مُلزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم.
وأضاف أن استمرار الممارسات الإسرائيلية الأحادية من مصادرة الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل وترحيل الفلسطينيين من بيوتهم، تُعد ممارسات لا شرعية ولا قانونية تُكرس الاحتلال وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
يأتي ذلك على وقع استكمال قوات الاحتلال عدوانها بإطلاق نيرانها ضد الشاب الفلسطيني فالح موسى جرادات، من بلدة سعير بمحافظة الخليل، الذي استشهد عند مفترق مستوطنة “غوش عتصيون”، جنوب مدينة بيت لحم، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
وبالتزامن؛ قدم رئيس حكومة الاحتلال، “نفتالي بينيت”، بنفسه خطة تهويد الأقصى، تحت ذريعة تطوير البنية التحتية لحائط البراق في القدس المحتلة، وذلك بهدف تسهيل الاقتحامات الاستيطانية للحائط الغربي للأقصى، بتكلفة تصل إلى 35 مليون دولار، وفق الصحف الإسرائيلية.
وبحسب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن الخطة تهدف إلى زيادة عدد اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى، من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى وسائل النقل العام، وتطوير برامج تعليمية جديدة، ودعم مشاريع التنمية القائمة.
وتتوقع الصحف الإسرائيلية زيادة عدد المستوطنين المقتحمين لحائط البراق، مقارنة بالفترة الماضية حيث ارتفع عددهم، بحسبها، بين عامي 2015 و2020، من 10 ملايين إلى 12 مليون مستوطن.
ومن المقرر أن يتم تخصيص الأموال لتمويل الخطة، وفق نفس الصحف الإسرائيلية، من قبل مكتب إدارة المشاريع، وكذلك وزارات؛ الجيش، المالية، التعليم، الداخلية، النقل، السياحة، الثقافة والرياضة، ووزارات التكنولوجيا، وجهاز الأمن العام “الشاباك”.
وكانت ما يسمى بلدية الاحتلال في القدس قد صادقت، في العام 2018، بضغط من رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، على خطة لتوسعة الساحة المختلطة في الجانب الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال من حائط البراق؛ تشمل توسعة الطريق المؤدية إليها، وتركيب لوازم عبور ذوي الاحتياجات الخاصّة، بهدف تسهيل اقتحامات المستوطنين وزيادة عددهم.
وفي الأثناء؛ تمضي الحكومة الإسرائيلية في سياسة تهويد القدس المحتلة، عبر هدم منازل المقدسيين والتضييق عليهم وطردهم من مدينتهم وأرضهم، أسوة بمساعي قوات الاحتلال طرد ثلاث عائلات فلسطينية دفعت واحدة من عقارها الذي تمتلكه منذ العام 1948، لإحلال المستوطنين مكانهم بالقوة العسكرية العاتيّة.
وقامت قوات الاحتلال، أمس، باقتحام عقار العائلة الفلسطينية، التي تضم 40 فرداً، في حيّ الشيخ جراح، بالقدس المحتلة، لتنفيذ قرار الطرد، الذي يمسّ مباشرة ثلاث عائلات تسكن به، فيما يستفيد من الأرض ثماني عائلات، ويؤثر على دخل أكثر من 22 عائلة فلسطينية.
وأفادت الأنباء الفلسطينية إن العائلة الفلسطينية هددت بتفجير اسطوانات غاز واضرام النيران بأنفسهم في حال اقتحام العقار لاخلائه، حيث تحاصر قوات مختلفة من الضباط والمخابرات والقوات الخاصة منازل العائلة، فيما كان يجلس أفرادها على اسطح المنازل وعند أبوابها حاملين اسطوانات الغاز رفضا للاخلاء.
وينضم إليه مخطط جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية لتحويل قصر المفتي البالغة مساحته 500 مترا إلى كنيس، وأرض يجري مساحتها 25 دونما “كرم المفتي” يجري تحويلها لحديقة عامة، أسوة بوضع 17 مدرسة في البلدة القديمة بالقدس، يقوم بالتضييق عليها بعدما أغلق بعضها، في إطار خطة استيطانية جديدة لأراضي حي الشيخ جراح.
جاء ذلك على وقع دعوات نشطاء وفعاليات فلسطينية، للتحرك والنفير لصالح تثبيت أفراد العائلة الفلسطينية، المرابطة فوق منزلها رفضًا لمحاولات الاحتلال سرقته وإجبارهم على إخلائه.
من جانبه؛ أكد مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية، أحمد الرويضي، أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات حثيثة مع الأطراف الدولية، من أجل توفير الحماية لأهالي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.
وأضاف الرويضي، في تصريح أمس، أن جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين يحاصرون منزل عائلة فلسطينية بحي الشيخ جراح، تمهيداً لهدمه اعتدوا، على كافة المقدسيين والمتضامين الأجانب بمحيط المنزل، فيما قاموا بطرد الصحفيين من المكان.
ودعا قناصل الدول الاجنبية والبعثات الدبلوماسية بمدينة القدس لمساندة أهالي القدس، وأن يكونوا شهوداً على جرائم الاحتلال بحق المدينة المقدسة.
وأكد ضرورة توفير الحماية الدولية العاجلة لأهالي القدس الذي يمارس بحقهم التطهير العرقي، وما يحدث في القدس والشيخ جراح يرتقي لجريمة حرب، جرّمتها اتفاقية روما وكافة المواثيق الدولية. كما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجريمة البشعة التي ترتكبها دولة الاحتلال في القدس المحتلة، مضيفة أنها تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة وأحيائها المختلفة وبلداتها، ضمن تصعيد خطير لعمليات التطهير العرقي التي تمارسه ضد المقدسيين لتفريغ المدينة من أصحابها الأصليين.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة