الاحتلال يقمع موظفي “أوقاف” تصدوا لاقتحام مستوطنين للأقصى
قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة العسكرية، أمس، تصدي موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية والمصلين لاقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك واستباحة باحاته، مما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة، تخللها إبعاد خطيب “الأقصى”، الشيخ عكرمة صبري، عن المسجد لمدة أسبوع.
يأتي ذلك على وقع تصعيد الحكومة الإسرائيلية من تصريحاتها المناوئة لعملية السلام، معلنة رفضها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وسط ضغوط داخلية وخارجية لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية قد تعد بديلا مؤقتا عن “حل الدولتين” عقب تأجيل بحثه.
ووسط انتشار كثيف لشرطة الاحتلال في الساحات وعند بوابات الأقصى؛ وقف موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية والمصلون لمنع عشرات المستوطنين وطلبة المعاهد الدينية المتطرفة من اقتحام ساحات المسجد الأقصى، وأداء الطقوس التلمودية والجولات الاستفزازية في باحاته.
فيما قام مستوطنو المدرسة الدينية “هار هبيت” اليهودية بأداء الصلوات بشكل صامت خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، حيث حاول المصلون وحراس المسجد منعهم، لكن قوات الاحتلال تدخلت لقمعهم مقابل تأمين المستوطنين لأداء طقوسهم وجولاتهم الاستفزازية داخل المسجد.
وقررت قوات الاحتلال إبعاد الشيخ صبري عن المسجد، لمدة أسبوع، بعد تحقيق استمر طويلا، عقب ما استدعته السلطات الإسرائيلية إثر اقتحام منزله وتفتيشه، فيما أطلق نشطاء مقدسيون دعوات للتضامن معه في مركز شرطة إسرائيلي، وسط القدس المحتلة .
وتأتي التطورات الأخيرة بشأن قيام المستوطنين بأداء طقوس تلمودية في باحات الأقصى، بعد قرار محكمة إسرائيلية بالسماح لهم في أداء ما يسمى “صلوات صامتة”، وذلك في محاولة لخلق واقع جديد يقوم على تمكن المستوطنين من الصلاة بشكل متواصل في المسجد الأقصى.
من جانبها، قالت حركة “حماس”، إن “تضييق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على رموز القدس يهدف إلى تمرير مخططاته الخبيثة في الأقصى”.
وأوضحت، أن “استدعاء الشيخ صبري، يأتي على خلفية مواقف أعلنها ضد السماح للمغتصبين الصهاينة بالاستمرار في اقتحام المسجد الأقصى، والإذن لهم بالصلاة الصامتة في باحاته”، منددة بحادثة الاقتحام التي وصفتها بـ “المستفزة”، ومؤكدة وقوفها وتضامنها معه.
وأكدت أن “السياسة الإسرائيلية هي نهج مفضوح يهدف من خلالها التضييق على رموز القدس من أئمة ومرابطين ليتسنى له تمرير مخططاته الخبيثة في الأقصى”.
من جانبه، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، من عزم مؤسسات “صهيو – أميركية” إقامة احتفال، اليوم، في جزء من مقبرة “مأمن الله” بمدينة القدس المحتلة، التي تحتضن رفات مقدسيين ومسلمين منذ العصور الإسلامية المتقدمة.
ولفت الشيخ حسين، في تصريح أمس، إلى إن المقبرة وقف إسلامي، وتعود إلى أصل الوجود الإسلامي في مدينة القدس، وحيث يمثل الاعتداء عليها تعدياً سافراً على أحياء المسلمين وأمواتهم، ومساً بمشاعرهم في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح مفتي القدس أن مقبرة “مأمن الله” تضم رفات عدد كبير من أبناء المسلمين ورموزهم العلمية والوطنية، وسبق لسلطات الاحتلال أن استولت عليها، لإقامة ما يسمى بـ”متحف التسامح” على رفات أموات المسلمين.
وأضاف أن “إجراءات التهويد والتهجير التي تمارسها سلطات الاحتلال في القدس، تهدف إلى طمس التاريخ الإسلامي والعربي فيها، مما يمس بكرامة الأحياء والأموات، دون أي رادع ديني أو أخلاقي أو قانوني”.
وطالب الشيخ حسين، المنظمات والهيئات الدولية، بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الأعمال الاستفزازية والعدوانية، داعياً إلى “وضع حد حازم لاستهداف الأماكن الدينية الإسلامية بالعدوان والتدنيس”.
وفي غضون ذلك؛ صدر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، “نفتالي بينيت”، أمس، تصريحات مناوئة للجانب الفلسطيني.
وأضاف “بينيت”، خلال لقائه المستشارية الألمانية أنغيلا ميركل، إن “الفلسطينيين لن يذهبوا الى أي مكان آخر، وفق تعبيره.
وفي أول تعليق فلسطيني على ذلك؛ قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، حسين الشيخ، إن “أبشع أشكال الإرهاب هو الاحتلال وليس إقامة دولة فلسطينية وفقا للشرعية الدولية”.
وشدد الشيخ، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، على أن الإرهاب هو تحدي الشرعية الدولية والاستمرار باحتلال أرض وشعب لهم الحق التاريخي والطبيعي بالعيش بحرية وكرامة واستقلال.
بينما حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدراته، معتبرة أن ذلك يندرج في سياق قرار إسرائيلي رسمي باستبدال حل الدولتين بنظام فصل عنصري (أبرتهايد) في فلسطين المحتلة.
وأوضحت “الخارجية الفلسطينية”، أمس، أن تواصل الاعتداءات يأتي في سياق دعوة صريحة للفوضى، ودوامة العنف، ويتم تعميقه يومياً بإجراءات وتدابير استيطانية ميدانية أمام المجتمع الدولي.
وقالت إن اعتداءات المستوطنين تشكل الأداة الأبرز في تكريس الاحتلال وضم الضفة الغربية، وإمعاناً ممنهجاً في حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج).
وطالبت، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية ببذل ما يكفي من الجهود لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وتنفيذ إرادة السلام الدولية التي تتمثل بقرارات الشرعية الدولية.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.